التراث

التاريخ: 2017-01-01
قلعة نخل
تعد قلعة نخل من أهم المعالم الأثرية في السلطنة، تقع في ولاية نخل في منطقة الباطنة وترجع تسميتها إلى إسم الولاية ذاتها، تتربع القلعة بشموخ على مرتفع صخري بحوال 002 قدم تقريبا فوق سفوح جبال الحجر الغربي.
رغم أن تاريخ بنائها يعود إلى فترة ما قبل الإسلام إلا أنها لازالت صامدة وصلبة، وقد رممت بين فترات زمنية متعاقبة، وقام بترميمها وإدخال التحسينات عليها الإمام الصلت بن مالك الخروصي عام 170ه، وجددت كذلك في القرنين الثالث والعاشر والقرن الذي حكم فيه أئمة بني خروص واليعاربة للبلاد، ثم جاء الإمام سعيد بن سلطان في عام 1834 ليضيف إليها الباب الخارجي وسور القلعة وكذلك الأبراج.
تعد القلعة من أضخم القلاع الموجودة في عمان وتضم ثلاثة أبراج كبيرة إضافة إلى بئران من المياه، وكانت تُسكن من قبل الوالي وأسرته قديما، وتحتوي على مكان سكن مخصص لهم، إضافة إلى قاعة صيفية للساكنين فيها، وقاعات للضيوف والزوار، وتتوزع غرف الجنود في القلعة، وتضم كذلك عدد من المطابخ ومخزن كبير كان يستعمل سابقا لحفظ التمور، إضافة إلى وجود مسجد للصلاة.
لا تزال القلعة تحتفظ بأثاثها القديم وقد تركت على حالها مع تعديلات وتحسينات بهدف ترك الرمزية الأثرية وعدم طمس ملامحها، يتواجد في القلعة ما بقي من سيوف قديمة ومدافع حربية إستخدمت فيما مضى.
تبرز جمالية القلعة بإرتفاعها وإطلالتها على مزارع النخيل وهذا ما أعطاها موقع استراتيجي، وترى البيوت تغرق بين الأشجار الكثيفة والخضراء، لأن ولاية نخل غنية بعيون المياه ما ساهم في ازدياد نسبة الخضرة فيها، يمكن للزائر عند الوقوف على تلك الأبراج العالية للقلعة أن يرى الولاية كاملة مع الجبال الصخرية التي تحضتن نخل وبيوتها.
أما من داخل القلعة، سيفتتن الزائر بمشاهدة الأسقف الخشبية العمانية التي تحمل عبق الماضي بألوانها ورسومها التقليدية والتي لازالت حتى يومنا هذا تحتفظ بجمالها. جهزت القلعة بحرفيات متعددة وكثيرة وتحف أثرية تجذب نظر الزائر إليها وتجسد أمامه عصرا لما يكن حاضرا ليشهده، لكن بإمكانه أن يجول بخياله في زوايا القلعة ويستنشق عبق الماضي القديم الذي لا يزال يتجول في أورقة القلعة ناحتا على جدرانها علامات الزمن، ويستحضر أرواحا سكنت داخل هذه القلعة فبات الحديث عنهم جزء لا يتجزء من تاريخ قلعة نخل.