التراث

التاريخ: 2017-01-01
هبطات العيد التقليدية العمانية بين التقليد والتطوير
العيد يعيد البهجه ويرسم الفرحه في عيون الصغار والكبار وهو من أهم المظاهر الاحتفالية الجماعية التي تعد من مظاهر التماسك والتلاحم الإجتماعي الذي يتميز به المجتمع العماني. العيد يترقبه الأهالي بكل شوق ويتهيؤن لاستقباله من خلال الهبطة التي تعتبر من مظاهر الاستعداد المبكر لاستقباله وهي تمثل سوق تقليدي يتم منه التزود بحاجيات العيد المختلفة كما يتميز هذا السوق بتنظيمه قبل أيام العيد فقط وهذا يجعل منه حدثا اجتماعيا مرتقبا يشارك فيه معظم فئات المجتمع.
الهبطات الشهيرة
ومن الهبطات الشهيرة على مستوى السلطنة هبطة سرور وهبطة نزوى وهبطة السيب وهبطة فنجا وهبطة الرستاق وغيرها من الهبطات وهي معروفة عند الاغلبية وسبب شهرتها هو كبر حجمها وتاريخها والموقع المهم الذي تقام عليه هذه الهبطات فهي مقصد الجميع من كل المناطق ومنها يتزود الاهالي باحتياجات العيد ولوازمه المختلفة من الملابس و المواشي و المأكولات.  فالمواشي مثلا تجلب باعداد كبيره لتغطي الطلب المتزايد عليها حيث تتوافر سلالات مختلفة من المواشي سواء الابقار او الاغنام منها العمانية المولد والتربية ومنها المستوردة من الدول القريبة مثل الهند والباكستان وبعض الدول العربية  ويعتمد السعر فيها على اقبال المواطنين على المعروض منها، بالاضافة الى ملابس العيد الجديده بانواعها والحلوى العمانية والقشاط والمكسرات والعاب الاطفال التي يستمتع بها الاطفال ايام العيد. والهبطات لها تواريخ متعارف عليها فمثلا في عيد الفطر تقام هبطة سرور في السادس والعشرين من رمضان وهبطة السيب تقام في السابع والعشرين من رمضان بحيث لاتتعارض مع الهبطات الاخرى التي تقام في مختلف ولايات ومناطق السلطنة وهكذا. و في التاريخ المحدد لكل هبطة يزدحم المكان الذي تنظم فيه الهبطة بالناس الذين يتوافدون عليه منذ الصباح الباكر لشراء احتياجاتهم للعيد.
سوق المواشي والاغنام
يتوسط سوق المواشي والاغنام المنطقة المخصصة للهبطة ويحظى عادة باقبال منقطع النظير من جانب مرتادي الهبطة سواء في جانب الابقار المحلية وكذلك الابقار الخارجية حيث تتفاوت الاسعار لرأس البقر 600 الى 1000 ريالا عمانيا واحيانا تتعدى هذا المبلغ والمشتري له ان يقول كلمته.  وفي جانب الاغنام تجد مجموعة من الباعة يعرضون مالديهم من ماشية باسعار مبدئية وتكون احيانا مرتفعة الا ان هناك نقطه يلتقي فيها البائع والمشتري ويتفقان فيها على السعر ويختلف العرض بين كل هبطة وبالتالي فهناك علاقة طردية بين العرض والطلب وتبقى عملية الشراء توافقية بين البائع والمشتري ولابد ان يظهر نوع من ارتفاع الاسعار في الهبطه لكنها ظاهرة طبيعية جدا.
مستلزمات الشواء والمشاكيك
في جانب اخر من الهبطة توجد مستلزمات الشواء والمشاكيك فتوجد الخصفة واعواد الحطب المخصصة للمشاكيك والفحم وكذلك التبزيره الخاصة بالشواء بالاضافة الى اوراق الموز التي تلف بلحم الشواء لحفظها من الحرارة العالية داخل التنور واضفاء طعم جيد للحم بعد استخراجه من التنور.
سوق الملابس
ويشهد القسم الخاص بالملابس سواء الرجالية او النسائية اقبالا جيدا من المتسوقين مرتادي الهبطة حيث تحرص الام على شراء ما تحتاجه من ملابس جديدة لها ولبناتها حيث تتميز الملابس النسائية بالتطريز والنقوش الجميلة وبمختلف التصاميم الحديثة والتقليدية ، كما يحرص الرجال على شراء مايحتاجونه من الملابس لهم ولاولادهم  حيث تتميز الدشداشة العمانية بجمالها ودقة التطريز، وتوجد ايضا الكمة العمانية التي يتزين بها الشباب بمختلف اعمارهم والتي تتميز بالنقوش الجميلة منها المصنوعة باليد او بالتطريز وكذلك الملابس الداخلية وكذلك العصي المرصعة بالفضة والنقوش الجميلة.
فرحة الاطفال
يحرص الباعة في الهبطة على ان تكون العاب الاطفال حاضرة ضمن المستلزمات حيث يجد الاطفال ضالتهم من الالعاب فتجدهم يبحثون عن مايهمهم مثل السيارات الصغيرة للاولاد واواني الطبخ للبنات وغيرها من الالعاب وكذلك الحلويات مثل القشاط والزلابيه وغيرها.
البخور والعطور
تعتبر البخور والعطور من المستلزمات الضرورية للعيد حيث يكثر الاقبال عليها خاصة في الهبطة حيث يتم عرض انواع مختلفة من البخور المصنعة محليا وحتى القادم من الاسواق الاخرى، وتنتشر في الاجواء رائحة البخور حيث تضفي على الجو رائحة زكية. البخور الجيدة والعطور تضفي على اللقاء بين افراد العائلة وكذلك الاصدقاء نوع من الالفة والراحة.
العيد الفة ومحبة وسلام
تبقى الهبطات العمانية تقليد متبع قبل النهضة وتواصلت مع الاجيال وحظيت بالمتابعة من الحكومة والاجهزة المعنية وحظيت بالتطوير سواءا من ناحية المواقع التي تقام عليها او من ناحية التشجيع على اقامتها وهذا بكل تاكيد يساعد على بقاءها كموروث حضاري واستمراريتها مع الاخذ في الحسبان احتفاظها بالسمة العمانية الاصيلة.   والعيد هو مناسبة إسلامية تحتفل به بلدان العالم الاسلامي وفيه تظهر أواصر الإخاء والتعاون بين جميع افراد المجتمع.  ويتم الاحتفال بالعيد بصوره معبره و تتشابه معظم القرى العمانية في الاحتفال به إلا أن هناك بعض الإختلافات منها الوقت و مواعيد اقامتها، و بصورة عامة فإن الفرق بسيط جدا، وبالطبع فانه يتخلل ايام العيد الزيارات المتبادله بين الاهل والجيران والاصدقاء يتبادلون فيها التهاني بالعيد ويجلسون مع بعضهم يتبادلون الحديث في فرحه وبهجه، وتقوم بعض العائلات بزيارة اقاربها في القرى والمدن البعيده منها تغييرا للمكان والجو واضافة نوع من البهجة لدى افراد الاسرة ولزيادة التعارف والتلاحم بين افراد العائله.