التراث

التاريخ: 2017-01-02
شذى العود .. وصناعة العطور
حرفة تفوح منها روائح العود والعنبر، هي حرفة صناعة العطور، ومن منا لا تستهويه الروائح الشذية؛ لذا كان لنا هذا اللقاء مع سالم بن خصيف بن مسعود اليعربي الحرفي في صناعة البخور والعطريات، وصاحب هواية الرسم وتنسيق الزهور، حدثنا عن بداياته وعن عمله في صناعة العطور المختلفة.
منذ الصغر كانت بداياتي مفعمة بالإحساس ببعض الهوايات، بدأت معي منذ الطفولة، حيث كانت ملكة الحس الفني ترافقني منذ نعومة أظافري. إذ أن المناظر الطبيعية المتنوعة التي تتميز بها السلطنة ومحافظة الداخلية، من حيث الطبيعة، والخيال تلهم الشخص، وتدفعه للتفكر والإبداع في شتى المجالات الفنية؛ لذا فقد أبدعت في الرسم والنحت على المرايا والزجاج، وتمكنت أيضاً من التفنن في إنتاج علب وأشياء جميلة ومتميزة من خامات البيئة، وأشارك دائماً وباستمرار في تدريب بعض الطلبة المجيدين في المدارس والمراكز الصيفية بخصوص إنتاج أشياء جميلة ومفيدة من خامات البيئة البسيطة.
ومن إبداعاتي المتميزة أيضاً صناعة العطور والمخمريات ذات الروائح الطيبة، المستوحاة من روائح العطور العربية والنباتات العطرية، التي تتميز بها المحافظة مع بقية المحافظات العمانية الأخرى خاصة، والمناطق العربية عامة، مثل: اللبان، والعود، والصندل، والمسك، والريحان، والزعفران، وشجرة العلعلان المنتشرة طبيعياً في الجبل الأخضر وجبل شمس، وتتميز هذه الشجرة برائحتها الجميلة والنفاذة.
استلهمت الفكرة من خلال هذه الروائح العطرية الجميلة وحولتها بطريقة فنية لمعجون عطري مميز ومرغوب من قبل المستهلك، سواء كان مواطنا أم زائرا للسلطنة، ولا ننسى صناعة الزيت والبخاخات العطرية، والتي تتميز بنكهة اللبان العماني الجميل والرائع.
كل هذا والحمد لله منةٌ من الخالق جل جلاله، أما ومن الناحية الترويجية بدأت من البيت والجيران والأقارب والأصحاب والزملاء في العمل، وبعد ذلك بدأت بالتوزيع لبعض المحلات في المنطقة والمناطق القريبة والمجاورة.
وبعدها راودتني الفكرة لفتح محل وباسم تجاري متميز ( شذى العود )، وأحس بأن هذا الاسم سوف يكون له صدى واسع في السوق المحلية إن شاء الله من حيث التميز في المنتجات التي ينفرد بها في صناعتها.
لدي مشاركات مختلفة في المعارض المحلية، وخاصة مهرجان مسقط وبالأخص في القرية العالمية للحرفين في ركن الهيئة العامة للصناعات الحرفية العمانية، حيث إن مثل هذه المعارض تتيح لي فرصة التعرف على شريحة أكبر من الناس والزبائن سواء من المواطنين أو الزائرين. وفي هذه الفترة أنتظر وبفارغ الصبر إشهار العلامة التجارية الخاصة بالمؤسسة؛ كي تتاح لي فرصة عرض المنتجات بصورة جميلة وجذابة، وبذلك أكون قد أرضيت طموحي، ولأصل بهذا إلى الشهرة المحلية والعالمية إن شاء الله.
ومن أهم أنواع المخمريات:
العود
معروف منذ القدم برائحته الزكية والمميزة، حيث إن هذه العطور العربية تنفرد برائحتها ويسهل المقارنة بينها، وهي روائح زكية، وتصبح أفضل رائحة وأزكى عبيراً إذا خلطت مع بعضها بنسب معينة. وتسمى بالمخلط.
الصندل
الزيت العطري لخشب الصندل: يُستخرج زيت خشب الصندل من خشب شجرة الصندل من التقطير بالبخار، وله رائحة الخشب الدافئة العطرة وهي رائحة نفاذة وعبقة. وتتوفر أخشاب الصندل الثمينة في بعض غابات الهند الشاسعة، ويتميز خشب الصندل بلونه الخشبي المائل إلى الأبيض، وله نكهة جذابة ومميزة خاصة عند خلطه مع أصناف البخور.
المسك الأبيض
يستخرج من بعض جبال الهند حيث يتكون بصورة طبيعية عندما تتفاعل بعض أنواع صخور الجرانيت مع تقلبات الجو من حرارة ورطوبة وأمطار، ومن خلال هذا التفاعل يتكون داخل صخور الجرانيت كتل صخرية يميل لونها إلى اللون الأصفر وهي ما تعرف بالمسك الأبيض. ويوجد نوع خاص يتميز به ذكر نوع من أنواع الغزلان حيث يتمز برائحته الزكية والجميلة.
المسك الأبيض البارد
يستخرج من بعض جبال أوروبا الباردة حيث يتكون بصورة طبيعية عندما تتفاعل بعض أنواع الجرانيت مع تقلبات الجو من برودة وأمطار، ومن خلال هذا التفاعل يتكون داخل صخور كتل صخرية يميل لونها إلى اللون الأبيض المائل إلى الصفرة.
الزعفران:
يستخرج عطر الزعفران من زهور الزعفران المنتشرة في أرجاء إيران وأسبانيا والهند، ويعتبر الزعفران الإيراني من أجود الأنواع، يليه الإسباني والهندي وهو من العطور المحببة للنساء خاصة.
الورد الفرنسي
تقارب راحة عطر الورد الفرنسي رائحة عطر الورد الطائفي بنسبة 97%، وهو الوحيد الذي ينقى بعناية فائقة من قمم جبال أوروبا الباردة. يعرف هذا الورد بلونه الزهري الفاتح حيث ينتشر هناك بكميات كبيرة جداً، ويقطف بحرص شديد في فصل معين  في السنة، ومن ثم منه عطر الورد الفرنسي.
الورد الإسطنبولي
ويستخرج من الورود المنتشرة بكميات ليست كبيرة في محافظة أسبارتا التابعة لمدينة أسطنبول في تركيا، وتقارب رائحته رائحة الورد الطائفي بنسبة 77%.