التراث

التاريخ: 2015-08-01
قرية المنزفة... تاريخ عريق يحكي روعة الهندسة العمانية
حضارة عمانية عريقة تحكي قصصا من الهندسة المعمارية والفن الجمالي الأصيل، إنها قرية المنزفة بولاية إبراء، والتي تبعد حوالي 5 كيلومترات من طريق الشرقية السريع بدبد صور. تتكون القرية من سبع بيوت كبيرة، يحيط بها سور يلف القرية، ولها تسع بوابات وستة مساجد.
تطل مبانيها التي تتميز بشموخ عظمتها وجمال هندستها المعمارية من خلف السور الذي لا يزال يحصّن مداخلها ويخبئ أسرارها، وقد انفردت هذه المباني بما تزخر به من تطور في فن العمارة؛ كونها تعتبر بمثابة قصور.
تتكون أغلب البيوت من (2-3) طوابق، ولكل بيت مسمى، وأشهر البيوت: بيت البومة، بيت المحارة، بيت الوقف، بيت الكبير، بيت عبدالله بن سالم، بيت الصدور، بيت السدرة، وبيت الدروازة، أما بيت الشريعة فهو أفخم هذه البيوت، إذ يتميز بارتفاعه وفخامة بنائه وأقواسه الجميلة وجدرانه الضخمة الذي يصل سمك الجدار فيه إلى متر وأكثر. تعد هذه البيوت قديمة وأبرز ما يميزها استخدام تقنية مدروسة في عملية إضاءة حجيرات القصور، حيث يستخدم الضوء الطبيعي بطريقة فنية رائعة عبر الفتحات والكوات الموجهة لحركة الشمس، حيث تنثر خيوطها على تلك الحجرات، فبمجرد أن تطل بناظريك على تلك الأجزاء الداخلية لأحد مبانيها ستبهرك بعظمتها وفخامتها، كما تتميز بتقسيمها الداخلي المنظم ومرافقها التي تزينت بزخرفة هندسية متقنة نجدها على الجدران وبعض الممرات والأجزاء العلوية من الداخل، وكذلك الزخرفة النباتية التي تكثر في معظم أبواب القرية، وهي غالبا ما تعتمد على زخرفة الأغصان المورقة كما هي العادة في معظم الأبواب العمانية.
تحكي القرية فصلا من فصول العراقة والهيبة، فقصورها خير دليل على حكاية الثراء والرفاهية التي كانت تكسوها يوما من الأيام. في قرية المنزفة يفتح التاريخ أبوابه عراقة وأصاله، إذ يعود تاريخ القرية إلى القرن 11 الهجري، وهو بداية حكم اليعاربة، وقد نقش هذا التاريخ على بيت السرور ويعد أقدم تاريخ نقش، وقد نقش تاريخ عام 28 و 1100 للهجرة في عهد الإمام سلطان بن سيف الثاني خامس أئمة اليعاربة، وهناك بيوت في القرية يعود تاريخها لنهاية حكم اليعاربة وبداية حكم الدولة ألبوسعيدية.
تم اكتشاف أحد الكنور الدفينة في جرة قديمة تحتوي النقود المسكوكة، في عام 1991م تم اكتشاف هذا الكنز المدفون الذي تم اكتشافه صدفة عندما قام مجموعة من السكان المحليين بهدم جدار في القرية، وتناثرت العملات التي وصل عددها إلى 3000 قطعة نقدية احتفظت بها وزارة التراث.