التراث
التاريخ: 2016-02-01
تقع هذه القرية في الجبل الأخضر، ولا يوجد ما يؤكد تسمية هذه القرية بهذا الاسم سوى كثرة الينابيع فيها، كما تمتاز قرية العين بالمدرجات المدهشة الجميلة، ومن أهم هذه الينابيع أو العيون عين الأعور التي تتدفق منها المياه العذبة، وتعرف قرية العين بالعينية، وبها حارة قديمة وبيوت مبنية من الحجارة والجصّ، ولا تزال باقية بمثابة شاهد على الحياة القديمة، كما يوجد بها عدة مساجد. تبهرك القرية بتراصف بيوتها على منحدر عميق، ورغم الحداثة والتطور إلا أنها لا تزال مأهولة بالسكان المحليين، الذين حافظوا على روح الحياة القديمة بما فيها من تقاليد وعادات. عند إشرافك على القرية من بعيد تشدك أسئلة كثيرة. كيف تم بناء هذه البيوت على حافة هذا الجرف؟ وكيف يتنقل السكان ومن أين يُؤمنون حاجياتهم اليومية؟
العمارة فن يؤرخ لوعي الشعوب، ويكرس مفاهيم التعامل مع البيئة، وظروف عناصر الطبيعة، ومن هنا كانت بيوت الطين في هذه القرية التي هي دلالة على صعوبة الحياة في هذا الجبل التي لاتنتج إلا فصلين في السنة، إما برد قارس تغذيه هبوب الشمال، وإما فصل الربيع المعتدل وقد فكر العقل المتعامل مع هذا الجبل كبيئة صعبة وقاسية في إيجاد سكن يتواءم مع هذه المناخات، فوجد أن بيئته غنية بما يوفر له السكن المريح، وقام بتشييد بيته وبيت أسرته من الطين، واستفاد من شجر البيئة؛ ليوفر الراحة.
الطين مادة أساسية في بناء البيت، تتميز بأنها مادة عازلة للحرارة أثناء فصل الصيف، ويكون البناء بالطين عادة إما على شكل عروق أو مداميك من اللبن تسمى (اللبِن) ومفردها لَـبِـنَـة، وهي ما يستعاض عنه حاليا بالبلك. ويتم عجن التراب مع «التبن» ويوضع في قالب يعطيه شكل اللبن ويسمى (الملبن)، وهوعبارة عن أربع قطع من الخشب على شكل مستطيل مفتوح من الأعلى والأسفل يوضع الطين المخلوط بالتبن بداخله ثم يرفع القالب الخشبي ليأخذ الطين الموضوع شكلاً ومقاساً. وتتم عملية بناء بيت الطين بأن تحدد قطعة الأرض المراد إقامة البيت فوقها، ثم توضع خيوط؛ لتحديد الأساسات، وبعد ذلك يحفر في الأرض بعمق مترين أو أقل أو أكثر، ثم يبدأ بوضع الأساس المسمى (وثر) وهو من الحجارة والطين، ثم يبدأ بوضع المدماك الأول وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في الصيف، أما في الشتاء فيترك يومين أو ثلاثة ثم يقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء بارتفاع يحدده صاحب البيت. وبعد البناء تتم عملية الصماخ (الطمام) وهي لياسة السقف من أسفل بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر. بعد ذلك يتم عمل القضاض وهو الجير الأبيض، ثم تتم عملية التعسيف وهو عمل الدرج والتلييس بالطين وتضرب بالنورة، وهكذا يكون العمل قد تم، وهناك إضافات يتم وضعها إما لجمال المبنى أو لحمايته وحفظه، حيث تقام في بعض الغرف ما يسمى (بالدكة) وهي خاصة لكبار السن كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة) وهي لوضع الكتب أوالمصباح، كما يعمل في طرف الغرفة ما يسمى ( بالصفيف )؛ لوضع الأكل فوقه، ولمن أراد أن يحمي بيته من الملوحة الأرضية والمياه فإنه يضع ما يسمى (بالحذوة) وهي من الحجارة والطين، تقام على المدماكين السفليين من الخارج.
كما يستعمل الطين أيضاً كخلطة في المباني؛ لإعطاء تماسك للبن إضافة إلى استعماله في أعمال اللياسة ويستخدم بصورة أساسية أيضاً في أعمال الأسقف، وهو ما يسمى محلياً( بالطمام)، ومن المواد الأساسية المستعملة أيضاً في بنائه (الحجر)، ويدخل الحجر في أعمال الأساسات كما يشكل ويهذب على شكل قطع أسطوانية تسمى (الخرز) في أعمال الأعمدة. ومن المواد المستخدمة أيضا (الجص) ويدخل في أعمال الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة، كما يدخل في أعمال اللياسة النهائية بشكل جزئي أو كلي، ومنه أيضاً يستخدم لعمل النقوش والأشكال الجميلة خصوصاً في المجالس والغرف والممرات والواجهات الخارجية. في المقابل للطين حسنات كثيرة أهمها أنه: يعدل رطوبة الهواء، إذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة وإعادتها إليه عند الحاجة، ما يعني أن نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50% وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة. كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء؛ وبالتالي فإن استعماله يسهم أيضا في الحد من تلوث البيئة. تم نقل مواد البناء عبر الأدوات المتاحة من قبل السكان واستعملت الحيوانات للمساعدة في التنقل وكان لها فوائد أخرى كجلب المواد الغذائية للأهالي. تآلفت البيوت مع لون الجبل فلا تكاد تميز بينها وبين الصخور إلا من شبابيك المنازل القديمة. وعند وقوفك على سفح جبل أعلى من سفح تلك القرية تبهرك البيوت بسكانها، حيث تشاهد المجالس عامرة برجالها، والنسوة قد صنعت جلسات خاصة بهن، فمنهن من ينشر الغسيل على حبال رفيعة علقت بالهواء بين البيوت والصخور، ومنهن من تطعم أطفالها وتعتني بهم، وأخريات جلسن ضمن حلقة تصدر منها صوت ضحكات لطيفة. هي الحياة بكل ما فيها من حب وتفاعل بين البشر، ورغم صعوبة العيش تبقى نكهة القرى القديمة مغمسة بعبق يصعب على أي مرء مفارقته.
العمارة فن يؤرخ لوعي الشعوب، ويكرس مفاهيم التعامل مع البيئة، وظروف عناصر الطبيعة، ومن هنا كانت بيوت الطين في هذه القرية التي هي دلالة على صعوبة الحياة في هذا الجبل التي لاتنتج إلا فصلين في السنة، إما برد قارس تغذيه هبوب الشمال، وإما فصل الربيع المعتدل وقد فكر العقل المتعامل مع هذا الجبل كبيئة صعبة وقاسية في إيجاد سكن يتواءم مع هذه المناخات، فوجد أن بيئته غنية بما يوفر له السكن المريح، وقام بتشييد بيته وبيت أسرته من الطين، واستفاد من شجر البيئة؛ ليوفر الراحة.
الطين مادة أساسية في بناء البيت، تتميز بأنها مادة عازلة للحرارة أثناء فصل الصيف، ويكون البناء بالطين عادة إما على شكل عروق أو مداميك من اللبن تسمى (اللبِن) ومفردها لَـبِـنَـة، وهي ما يستعاض عنه حاليا بالبلك. ويتم عجن التراب مع «التبن» ويوضع في قالب يعطيه شكل اللبن ويسمى (الملبن)، وهوعبارة عن أربع قطع من الخشب على شكل مستطيل مفتوح من الأعلى والأسفل يوضع الطين المخلوط بالتبن بداخله ثم يرفع القالب الخشبي ليأخذ الطين الموضوع شكلاً ومقاساً. وتتم عملية بناء بيت الطين بأن تحدد قطعة الأرض المراد إقامة البيت فوقها، ثم توضع خيوط؛ لتحديد الأساسات، وبعد ذلك يحفر في الأرض بعمق مترين أو أقل أو أكثر، ثم يبدأ بوضع الأساس المسمى (وثر) وهو من الحجارة والطين، ثم يبدأ بوضع المدماك الأول وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى يجف وذلك في الصيف، أما في الشتاء فيترك يومين أو ثلاثة ثم يقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء بارتفاع يحدده صاحب البيت. وبعد البناء تتم عملية الصماخ (الطمام) وهي لياسة السقف من أسفل بالطين. والسقف يكون عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر. بعد ذلك يتم عمل القضاض وهو الجير الأبيض، ثم تتم عملية التعسيف وهو عمل الدرج والتلييس بالطين وتضرب بالنورة، وهكذا يكون العمل قد تم، وهناك إضافات يتم وضعها إما لجمال المبنى أو لحمايته وحفظه، حيث تقام في بعض الغرف ما يسمى (بالدكة) وهي خاصة لكبار السن كما يوضع في جدار الغرف ما يسمى (بالكوة) وهي لوضع الكتب أوالمصباح، كما يعمل في طرف الغرفة ما يسمى ( بالصفيف )؛ لوضع الأكل فوقه، ولمن أراد أن يحمي بيته من الملوحة الأرضية والمياه فإنه يضع ما يسمى (بالحذوة) وهي من الحجارة والطين، تقام على المدماكين السفليين من الخارج.
كما يستعمل الطين أيضاً كخلطة في المباني؛ لإعطاء تماسك للبن إضافة إلى استعماله في أعمال اللياسة ويستخدم بصورة أساسية أيضاً في أعمال الأسقف، وهو ما يسمى محلياً( بالطمام)، ومن المواد الأساسية المستعملة أيضاً في بنائه (الحجر)، ويدخل الحجر في أعمال الأساسات كما يشكل ويهذب على شكل قطع أسطوانية تسمى (الخرز) في أعمال الأعمدة. ومن المواد المستخدمة أيضا (الجص) ويدخل في أعمال الربط بين الحجارة على الأساسات والأعمدة، كما يدخل في أعمال اللياسة النهائية بشكل جزئي أو كلي، ومنه أيضاً يستخدم لعمل النقوش والأشكال الجميلة خصوصاً في المجالس والغرف والممرات والواجهات الخارجية. في المقابل للطين حسنات كثيرة أهمها أنه: يعدل رطوبة الهواء، إذ يملك خاصية امتصاص رطوبة الهواء الزائدة بسرعة وإعادتها إليه عند الحاجة، ما يعني أن نسبة رطوبة الهواء في بيت مبني بالطين تبقى نحو 50% وهذا يؤمن مناخا صحيا على مدار السنة. كما أنه يخزن الحرارة ويحتفظ بها في ليالي الشتاء؛ وبالتالي فإن استعماله يسهم أيضا في الحد من تلوث البيئة. تم نقل مواد البناء عبر الأدوات المتاحة من قبل السكان واستعملت الحيوانات للمساعدة في التنقل وكان لها فوائد أخرى كجلب المواد الغذائية للأهالي. تآلفت البيوت مع لون الجبل فلا تكاد تميز بينها وبين الصخور إلا من شبابيك المنازل القديمة. وعند وقوفك على سفح جبل أعلى من سفح تلك القرية تبهرك البيوت بسكانها، حيث تشاهد المجالس عامرة برجالها، والنسوة قد صنعت جلسات خاصة بهن، فمنهن من ينشر الغسيل على حبال رفيعة علقت بالهواء بين البيوت والصخور، ومنهن من تطعم أطفالها وتعتني بهم، وأخريات جلسن ضمن حلقة تصدر منها صوت ضحكات لطيفة. هي الحياة بكل ما فيها من حب وتفاعل بين البشر، ورغم صعوبة العيش تبقى نكهة القرى القديمة مغمسة بعبق يصعب على أي مرء مفارقته.