الفروسية
الجفاف هو عدم احتواء جسم الخيل على كمية المياه والسوائل الواجب احتواؤها، ويكون هذا الجفاف خفيفا أو متوسطا أو شديدا، وذلك اعتمادا على كمية سوائل الجسم المفقودة أو غير المعوضة، وعندما يكون الجفاف شديدا فإن ذلك يشكل حالة طارئة تهدد حياة الحصان.
وبالإضافة إلى فقدان الماء فإن الخيل تفقد مجموعة من العناصر كالصوديوم، والكلورايد، والبوتاسيوم والكالسيوم. وعندما تفقد الخيل السوائل من مجرى الدم لتصنع العرق، تحدث تأثيرات على الجسم تتضمن تناقصا في مستوى الدم، وزيادة في لزوجته، وتزاوجا في الوظيفة الخلوية، بالإضافة إلى تناقص نسبة الأكسجين المحمول في الدم، وزيادة درجة حرارة الجسم.
في المستويات المنخفضة من الجفاف كالذي يكون دون المتوسط أو الخفيف؛ فإن هذه التأثيرات تقود لتناقص اللياقة، أما في المستويات المرتفعة فقد يؤدي ذلك إلى الموت؛ لأن التناقص في تدفق الدم يؤدي إلى تقلص في مستوى الأكسجين في الأنسجة؛ مما يؤثر سلبا على العضلات، وفقدان عناصر كالصوديوم والبوتاسيوم وغيرها، فيؤدي إلى خلل في وظيفة الأعصاب.
الخيول التي تعاني من تدهور مستويات هذه العناصر تبدو عليها أعراض التنفس البطني الارتعاشي، وهذا يعني خللا في أعصاب الحجاب الحاجز، حيث يتقلص الحجاب الحاجز في نفس وقت انقباض القلب, ولهذا يحدث الارتعاش.
هناك مظاهر أخرى للجفاف تبدو في تناقص إخراج البول, وزيادة أكسيد الرصاص، بالإضافة إلى فقدان الجلد للمرونة، وفيما يخص الجلد؛ فإن هناك طريقة يعرف بها إذا ما كان الحصان مصابا بالجفاف أم لا, وهي جذب قرص جلد الرقبة الذي يجب أن يعود تماما لطبيعته حال تركه, أما إذا أخذ وقتا أطول من ثانيتين فإن الحصان يكون مصابا بالجفاف.
كما أن هنالك اختبارا آخر لمعرفة الجفاف في الخيل، وذلك فيما يخص الزيادة في وقت امتلاء الأنابيب الشعرية، حيث يتم الضغط على لثة الحصان لجعلها تغير لونها من الوردي إلى الأبيض، ثم يتم حساب كم من الوقت الذي استغرقته لتعود لطبيعتها الوردية، فإذا استغرقت أكثر من ثانيتين فإن الحصان مصاب بالجفاف، أما إذا وصلت إلى أربع ثوان فهذا ينذر بالخطر الشديد على حياة الحصان، وعندها يضعف النبض وتبدأ الخيل باللهاث, مع وجه جاف, وفقدان في الوزن, وتغير واضح في شكل العينين.
وفيما يخص علاج الجفاف فإنه من المهم معالجته بالسرعة الممكنة من قبل الطبيب البيطري، وللوقاية منه يجب تشجيع الخيل على الشرب بانتظام أثناء المنافسات، كما يتم إعطاؤها أنواع من المحاليل المساعدة، ويجب أخذ الحذر في التعامل مع هذه المحاليل؛ لأنه في حال كان تركيزها قويا ستتسبب بنتائج عكسية، وفي حالات الجفاف الحادة يعطي البيطري سوائل وريدية.
والخيل المصابة بالجفاف عادة ما ترتفع حرارتها؛ لذلك من الضروري خفضها بأسرع وقت بعد المنافسات، وينصح باستعمال الماء البارد لتبريد الحصان, حيث تبرد الخيل بالحمل الحراري، والتبخر, وتغسل بالماء البارد، ثم تترك لتتجول لمدة نصف دقيقة ثم تكرر العملية، حيث يسمح هذا التجول بتدفق الدم في الجلد، وتحرك الهواء حولها، يساعد في تبريدها من خلال تبخر الماء.
لا ينصح بوضع أغطية مبتلة بالماء على الخيل؛ لأنه على الرغم من أنها ستبردها، إلا أنها تسخن بسرعة وستعزل الحصان، وستمنع تبدد الحرارة في الجو الحار، كما يجب إعطاء الخيل جرعات منتظمة من الماء, مع الانتباه إلى عدم استعمال الماء المثلج.