الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2017-11-01
الفخار في سوق نزوى

على مسافة بضع خطوات كانت باحة سوق الحرفيين عامرة بالبشر، خليط من مواطنين وأجانب يتأملون المشغولات الفخارية التي عرضت بأعداد كبيرة خارج المحال الصغيرة، بينما بقي ما خف وزنه وغلا ثمنه داخلها، علقت (الجحَال) الأواني الفخارية المخصصة للماء بقصد تبريده على مختلف زوايا المكان، وبقيت التصميمات المطورة على الأرض... هناك في سوق نزوى...
بالنسبة للعُمانيين يُشكل سوق نزوى سوقا عامرا بالحياة ومفرقا اقتصاديا مهما لمنطقة نزوى، عدا كونه من أهم أسواق عُمان وأعرقها. فهو سوق واسع وشامل ويمكنك أن تجد فيه وفرة مما تعرضه التجارات والبضائع التقليدية، وبالأخص علاقة سوق نزوى المميزة بريفه تجعله غنيا بالمنتوجات النباتية والحيوانية الأصيلة وذات الجودة العالية؛ لهذا فسوق نزوى من أهم الأماكن التي يرتادها السياح. وربما هذا ما يجعل زيارة سوق نزوى تجربة فريدة ومهمة لمن يزور عُمان وينوي رؤية حياة العُمانيين بلا وساطة وعن كثب. وتعتبر صناعة الفخار في عُمان من أهم الصناعات التقليدية وأقدمها على الإطلاق، إلى جانب صناعة السفن التقليدية والصناعات الجلدية وكشفت التنقيبات الأثرية عن ازدهار صناعة الفخار في عُمان خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد، وكان استخدامه خلال تلك الفترة في الطقوس الدينية القديمة، لتقديم القرابين من الطعام والشراب، ووضعه في القبور. وقد عرف الإنسان القديم كيف يحول الطين إلى مادة صلبة عن طريق الشوي في النار بالأفران «القمائن» وعرف كيف يشكله ويصنعه وأنجز منه الفخار المسامي وغير المسامي في عدة ألوان وأشكال. ومما ساعده اختراع الفخار الدولاب بداية من البطيء ثم السريع الذي أحدث ثورة في كمية الإنتاج. وكان الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء ليعطي اللون الأحمر أو الأسود حسب أكاسيد المعادن الموجودة بمادة الطين، وكان يزينه ويصقله قبل الحرق أو بعده. في سوق نزوى ترى عينك ما هب ودب من الصناعات الفخارية وهناك الآنية الفخارية التي تسمى «حِب» وتخزن فيها المياه بما يشبه دلو الماء، وأخرى أكبر منها، وتسمى «الخَرْس» وتتعدد استعمالاتها، لحفظ الماء أو التمر، أو طبخ الأكلة العمانية الشهيرة الهريس، حيث يقوم تجارها البسطاء قديماً باستعمالها؛ كونها حافظة للسخونة أكثر، ويسهل تغطيتها، واحتفاظها أيضاً بدرجة حرارتها. داخل المحال الصغيرة، تتعدد التحف وهي تتشكل من فخار وذهب وفضة وأحجار كريمة، وتتباين أسعارها بتباين الاشتغالات الفنية عليها.