الهجن

التاريخ: 2014-10-01
الكورونا والإبل

الكورونا والإبل

فيروس الكورونا، وهو المسؤول الأول عن متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط، انتشر في المملكة العربية السعودية بسبب الإبل؛ إذ تبين أن هذا الفيروس موجود منذ 20 سنة على الأقل، وفقا لدراسة نشرت في 25 شباط في (mBio) على الإنترنت في مجلة (open-access) للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهرية.


يقول كبير الباحثين في الدراسة إيان ليبكين جورج من جامعة كولومبيا، نيويورك: دراستنا تبين أن فايروس الكورونا منتشر على نطاق واسع، وكانت الإبل الكبيرة أقل عرضة لهذا الفيروس، إذ لديها أجسام مضادة للفيروس، في حين كانت الإبل الصغيرة أكثر عرضة لفيروس نشط، وهذا يشير إلى أن العدوى في الإبل تحدث عادة في وقت مبكر من حياتها، وإذا حصل وانتقلت العدوى للإنسان من الإبل فمصدره الجمال الصغيرة .

تم التعرف على ما يسمى ب (MERS virus) أو الميرا وأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية الخطيرة على 182 شخصا بين عام 2012م إلى 7 فبراير 2014م، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وقد توفي 79 شخصا من جراء هذه الحالة. في حين وقعت معظم الإصابات في المملكة العربية السعودية، وأسباب المرض في معظم الحالاتظلت غير معروفة. وقد ركزت الجهود لتحديد مصدر العدوى الحيوانية على الخفافيش والجمال، كانت أول حالة إصابة معروفة ب- الميرة - في رجل من المملكة العربية السعودية الذي كان يمتلك أربعا من الإبل، والحيوانات الأليفة.


في هذه الدراسة التي أجريت من قبل محققين من الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية الذين قاموا بمسح شامل على الإبل وحيدة السنام في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وقام الفريق بجمع عينات من الدم، ومسحات للأنف، وقد أخذت من الجمال، والأغنام، والماعز، في تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2013 مستخدمين لذلك معدات مختبر متنقل، وتم اختبار عينات الدم على الأجسام المضادة التفاعل مع - الميرة

-COV،  كما حللوا عينات من الدم المؤرشفة من الإبل وحيدة السنام أُخذت من عام 1992 م حتى عام 2010م.

وعموما كان 74 ٪ من عينات الإبل في البلد ذات أجسام مضادة لفيروس الميرة - COV ، وكان أكثر من 80 ٪ من الإبل الكبيرة في السن في جميع أنحاء البلد تحمل أجساما مضادة للفيروس، وشوهدت الأجسام المضادة للفيروس في عينات مصل الإبل التي يعود تاريخها إلى عام 1992 م، والتي تشير بقوة إلى أن: إما الميرة COV - أو الفيروس يرتبط ارتباطا وثيقا في الحيوانات التي تم تداولها في المملكة العربية السعودية في العقدين الأخيرين على الأقل.


ووجد الباحثون أيضا أن الفيروس النشط تم  الكشف عنه في الكثير من الأحيان في مسحات الأنف بنسبة 35 ٪ من الجمال الصغيرة، و 15 ٪ من الإبل الكبيرة.

ولوحظ ظهور الفيروس في مسحات الأنف وليس في الدم، مما يدل على أن الفيروس على الأرجح ينتشر عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي.


في حين كان التكهن بأن الإبل هي مكامن محتملة لانتقال المرض للإنسان. ووجد أن الفيروسات المأخوذة من البشر المصابين والجمال العربية في نفس المنطقة الجغرافية لديهم تطابق بالتسلسل في الحمض النووي الريبي بشكل تقريبي. وهذا يدل على انتقال الفيروس بين الحيوانات والإنسان. ويجرى حاليا مناقشة تطعيمات الإبل، بالتالي سيكون هناك قدرة على وقف انتشار الفيروس.


ويقول الباحثان في هذه الدراسة عبد العزيز العجيلي من جامعة الملك سعود والهيئة السعودية للحياة البرية في الرياض، وتوماس بريس من جامعة كولومبيا: نتائجنا تشير إلى أن المراقبة المستمرة على المدى الطويل ستكون عاملا مهما وضروريا في تحديد ديناميات انتشار الفيروس بين السكان والجمال العربية.