الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2014-10-01
تقطير ماء الورد

تقطير ماء الورد

تعد الصناعات الحرفية معلما من معالم الهُوية العمانية، وتعتبر الموروثات الحرفية العمانية التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد من أقدم الصناعات التقليدية في السلطنة وأهمها.


أحدى الصناعات الحرفية التقليدية هي تقطير ماء الورد، التي عرف بها الجبل الأخضر في ولاية نزوى، فمع كل ربيع وفي شهر نيسان تحديدا، يبدأ موسم تقطير ماء الورد والزهر، وترافق عملية التقطير هذه طقوسٌ جميلة، تبدأ بقطاف أزهار الورد وتنتهي بعبوات مخصصة. في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس يستيقظ عبدالله بن سيف الصقري، ليبدأ رحلته لجمع الورد المندّى قبل أن تنشر الشمسُ أشعتها في الأرجاء فتتشربها ورود الحقل ويصعب قطافها. بعد قطف الموسم وجمع الأزهار توضع في قطعة ثوب أو وعاء مصنوع من البلاستيك أو السعف المسمى باللهجة المحلية ب « القفير » ثم تبدأ عملية التقطير عبر تعبئة وعاء خاص يسمى البرم بالورد المقطوف، ويبقى في البرم فراغ يوضع به إناء نحاس يتسع من الأسفل للتر من الماء البارد، ثم تشعل النار في الديهجان بواسطة الحطب المجموع مسبقا، يدهن الديهجان بالطين؛ للاحتفاظ بالبخار، وتستمر النار مشتعلة لمدة ث اث إلى أربع ساعات متواصلة، حيث يسيل الماء من الورد إلى الإناء النحاسي المغلق بإحكام، ثم يقوم المزارع بتغيير الأزهار الموجودة بالبرم، ويقلب بعد كل عملية تقطير بآلة خاصة، وبكل ما يستطيع من قوة، ثم يفرغ ما يحصل عليه من ماء ورد في إناء فخاري كبير، وهو إناء خاص يسمى ب «الخرس »، وبعد ملئه بماء الورد يقوم بتغطيته بغطاء من الجلد، ويربطه ربطا محكما لكي لا يدخله أي جسم غريب.

تستغرق عملية التغطية أربعين يوما؛ حتى تترسب الشوائب، بعدها يفك الغطاء الجلدي، ويقوم بتعبئة ماء الورد المصفّى في زجاجات تتسع للتر أو أكثر من ذلك، وتتم تغطيتها وبيعها. في القدم كان أهل الجبل الأخضر يستخدمون الحطب كوقود في عملية التقطير، ولكنهم أصبحوا يستعملون الآن الغاز تمشيا مع التطور.


أدخلت على صناعة تقطير ماء الورد تحسينات على الطريقة المتبعة حاليا في التقطير بالجبل الأخضر؛ منها إقامة المبنى من الطوب الحراري بدل الحجارة أو الطوب العادي؛ لحفظ كمية أكبر من الحرارة، وعمل باب من الزجاج ) من الأنواع التي تتحمل الحرارة ( قابل للفتح والغلق لسهولة مراقبة اشتعال النار في الداخل، حيث إن الطريقة الحالية تجعل الباب فيها مفتوحا ما يسمح بانبعاث الدخان والغازات الناتجة من الشعلات في الغرفة، ووضع فتحة تهوية في إحدى زوايا المبنى )الديهجان( حيث تلحق هذه الفتحة بأنبوب يؤدي إلى الخارج؛ للتخلص من الغازات والدخان.

يستخدم ماء الورد كمسكن للصداع، وخافض لدرجة الحرارة، ويضاف كنكهة لذيذة في عدة أطعمة، ومشروبات، و له فوائد جمالية عدة.