التراث

التاريخ: 2014-10-01
قلعة بهلاء (أكبر قلاع عمان)

قلعة بهلاء (أكبر قلاع عمان)

تقع القلعة في ولاية بُه اء بمحافظة الداخلية على تلة مرتفعة، وتتوسطها واحة النخيل؛ مما يزيد هذه القلعة الطينية العملاقة شموخا وعلوا. تتميز قلعة بُهلاء بمساحتها الكبيرة الواقعة على تلة مرتفعة، وشكلها المبني على هيئة مثلث، شُكِّل بنائها من الطين الصلب، ودخل الصاروج في أجزاء بسيطة منها، تركت القلعة مفتوحة في الوسط بدون سقف يحجبها عن السماء؛ نظرا لكونها تحيط بتلة صخرية كبيرة. لا يعرف بالتحديد تاريخ لبنائها، إلا أننا نجد أن التاريخ المعماري لهذه القلعة مزيج من عدة فترات تاريخية ممتدة من عصور ما قبل الإس ام وحتى عهود قريبة، وعلى الأغلب فإن تاريخ بنائها يعود للألف الثالث قبل الميلاد؛ لذا فإن تلك التداخ ات المعمارية، والتأثيرات الخارجية في عمارة قلعة به اء، والأثار المكتشفة بها أكسبتها أهمية كبيرة. ارتبطت القلعة بالعديد من الحضارات القديمة في ب اد ما بين النهرين وبلاد فا رس.

تحتوي القلعة على حوالي سبعة آبار، وخمسة أبراج، وأسوار دعمت ببرجين، ومبانٍ أخرى تشمل سجون، ومرابط للخيل، وقد اتخذ حكام النباهنة من هذه القلعة مقراً لإقامتهم عندما كانت بهلاء عاصمة لعمان في بعض فترات حكمهم. ولعل قرب القلعة الواضح من المنازل المحيطة بها والسور الوحيد الذي يضمها جعلها عرضة لمخاطر مشتركة أثناء محاولات الهجوم على القلعة. ويمتد سورها لمسافة 12 كم حولها، ومن الواضح أنه صمم لأغراض الدفاع، ولحراسة الحدود، وبرز هذا من خلال شرفاته وفتحات إطلاق النار وبيوت الحراس، وخصص لهذا الغرض؛ نظرا لموقعه الاستراتيجي بين الت ال والسلسلة الجبلية، مشكلا عقبة على الطرق الممتدة بين نزوى وعبري. تنقسم القلعة إلى ثلاثة أجزاء رئيسة:

الجزء الأول وهو الجزء القديم للقلعة وأقدمها، ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية، ويأخذ شكلا مستطيلا، وإذا ما تم النظر إليه منفردا عن باقي الأجزاء يُلاحظ استقلاله بدفاعاته فهو مزود بأبراج في ث اث زوايا، وله بوابة من جهة الشرق هي البوابة القديمة للقلعة والتي تم إغلاقها في زمن النباهنة. الجزء الثاني من القلعة هو بيت الجبل الذي يأخذ امتداد الزاوية الجنوبية الغربية، ويرجع تاريخ إنشائه للقرن 12ه / 18 م، ويقع برج الريح في الطرف الجنوبي من هذا الجزء من القلعة.

الجزء الثالث هو البيت الحديث الممتد بين القصبة وبيت الجبل، ويعود البيت الحديث لمنتصف القرن 13 ه / 19 م، وكانت أعمال الترميم التي قامت بها الوزارة قد كشفت عن مزيد من الغرف المدفونة بأكملها في طابقه السفلي، وبه العديد من الغرف والمنشآت الخدمية. يقع المدخل الحالي للقلعة أو ما يعرف بالصباح بين هاذين الجزئيين من القلعة أي بين بيت الجبل وبيت الحديث، مزود بفتحات علوية؛ لصب الزيت، أو الماء، أو العسل المغلي، ويحوي الصباح مصاطب لجلوس الحرس الذين يصطفون على جانبي الصباح من الداخل.

تم إدراج القلعة ضمن قائمة التراث العالمي، وتعتبر ولاية بُهلاء أولى المناطق الداخلية التي أدرجت ضمن التراث العالمي واعتمدتها منظمة اليونسكو كمحمية ثقافية في سلطنة عمان.