التراث

التاريخ: 2016-11-01
حصن سمائل "حارس واحات الفيحاء"

حصن سمائل "حارس واحات الفيحاء"

تعتبر ولاية سمائل إحدى ولايات محافظة الداخلية، وهي إحدى واحاتها الخضراء، واشتهرت سمائل باسم )الفيحاء(، ويعود ذلك لكثرة واحاتها الخضراء، وتتميز مثلها مثل بقية ولايات محافظة الداخلية بوجود عدد كبير من الق اع والحصون التاريخية. وتكثر في الولاية القلاع والحصون والأبراج، وهي تقارب حوالي 115 حصنا وقلعة، وأهمها: حصن سمائل الشاهق المبني في أحد المرتفعات الجبلية بوسط المدينة، وهناك قلعة الشهباء، وبرج الدواء، وغيرهما.


يعتبر حصن سمائل من أبرز الحصون الموجودة في الولاية، ولا يقل أهمية عن باقي تلك الحصون من حيث اشتراكه معها في التصميم وفي المدخل وفي النظام الدفاعي بشتى أنواعه. بني الحصن على سفح جبلي في وسط الولاية، وشيد منذ حوالي 380 عاما تقريبا خلال الفترة ما بين عهدي كل من الإمام عبدالله بن محمد الذي تولى الإمامة في عام ) 1560 (، والإمام ناصر بن مرشد اليعربي الذي تولى الإمامة عام ) 1624 (. حصن سمائل قديم ولا أحد يعلم من قام ببنائه، وإن كان هناك الكثير من الملوك والأئمة قد أعادوا ترميمه. ويتكون الحصن من برج دائري كبير مشيد بالحجارة عند أعلى نقطة، وهناك أسوار عالية تحيط بمنطقة الحصن الواسعة. يتكون الحصن من عدد من الأبراج والجدران الخارجية، بالإضافة إلى الواجهة الأمامية، والمدخل الرئيس، تميز الحصن بوجود عناصر دفاعية كمواقع إطلاق السهام والمرامي، والتي كانت تستخدم للدفاع، فضلا عن وجود مصابِّ الدبس والماء المغليوالتي توجد عادة فوق المدخل. يتكون الحصن منعدة وحدات معمارية، أهمها: بيت الوالي المكون من طابقين )دورين(، وتميز بناؤه كاملا بالحصى والصاروج العماني، وله مدخ ان، الأول: يقابل الساحة المقابلة للمسجد والسبلة الموجودة بالحصن، والآخر: يفضي
إلى ساحة تضم عددا من الغرف المخصصة لأغراض أخرى. يوجد مبنى يقع خلف سكن الوالي مباشرة، وهو عبارة عن بناء كبير ينقسم إلى ثلاث غرف كل واحدة منها لها مدخلها الخاص، كذلك يوجد مبنى يلاصق سكن الوالي مباشرة من الجهة الجنوبية الغربية، وهو غير منتظم الشكل، ويقسم من الداخل إلى غرفتين، كما توجد السبلة وتقع جنوب المسجد مباشرة، أما المسجد فهو يتوسط ساحة الحصن من جهة المدخل ويرتفع قليلا عن مستوى الأرضية. يحتوي الحصن كذلك على ثلاثة مخازن تستخدم لتخزين التمور العمانية، كما يحتوي على غرف للجند، ومطبخ، وآبار لجمع المياه نحتت بالصخر، بحيث تضمن عدم تسريب المياه للخارج.

يحتوي الحصن أيضا على عدد من المباني الأثرية، فهناك سكن العسكر ويقع في الواجهة الأمامية نحو الغرب، ويحتوي على نوافذ صغيرة ذات تصميم متشابه، كما يوجد مبنى آخر غرب سكن العسكر وهو ةمبنى صغير يتوسطه جدار في الوسط يدخل من جهة الغرب يؤدي إلى مدخل صغير ثم إلى غرفة صغيرة.


وهناك أيضا مبنى مستطيل الشكل يتكون من غرفتين: الأولى تفتح باتجاه الشرق من البرج، والأخرى باتجاه الغرب وتتكون من دورين. كذلك هناك مبنى آخر
مستطيل الشكل يعتقد أنه كان سجنا، ويقسم البناء حسب ما تبقى من عناصره المعمارية إلى غرفتين لهما مدخل واحد، أما آخر هذه المباني فهو غرفة صغيرة مستطيلة الشكل تقع ضمن الجدار الشرقي للحصن .


وتقام في ساحة الحصن الأمامية العديد من الفعاليات التراثية، مثل: الأمسيات الشعرية، وإحياء ذكرى علماء وشعراء ولاية سمائل أسوة بقلعة الشهباء بولاية نزوى، والتي احتضنت العديد من الأمسيات التراثية على مستوى السلطنة بإشراف وزارة التراث والثقافة.


ونظرا لأهمية حصن سمائل التاريخية يجري ترميمه، حيث قامت الوزارة بترميم الحصن الذي تبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 10 آلاف متر مربع بمواد البناء المحلية، واستخدام الصاروج العماني والحصى في الأماكن المبنية به، فيما استخدم الطين في إعادة ترميم الأماكن المبنية بالطين، وقد استخدمت جذوع النخيل، والدعون، والسميم المحلية في تسقيف بعض الوحدات المعمارية التي كانت مستخدمة فيها في السابق، فيما استخدمت أخشاب الكندل والبامبو في غرف أخرى.