الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2016-11-01
الفضة صناعة ورثها العمانيون منذ القدم

الفضة صناعة ورثها العمانيون منذ القدم

صناعة الفضة في عمانامتدت إلى مئات السنين حسب ما تفيد اللوحات السومرية والبابلية،والتي تشير إلى عقد عدة صفقات تجارية في النحاس والفضة بين بلاد أوروبية والبلاد التي كانت تعرف باسم مجان وهي عمان في وقتنا الحاضر. وحتى وقت قريب كانت تلك الصناعات مزدهرة ومتنوعة من حيث الاستخدام، واكتسبت محافظة الداخلية ومحافظات أخرى شهرة ملأت الآفاق؛ لذلك كانت صناعة الفضةمن أهم الصناعات التي مارسها أهل عمان وأتقنوها تنوعا وذوقا،وعرفت نزوى بأنها مركز هذه الصناعة مثلما كانت مركزا للتجارة، إضافة إلى بهلاء، وعبري، ومطرح، والرستاق، وصور، ومسقط، وصلالة كل هذه الولايات اشتهرت بصناعة الفضة. واشتهرت المرأة باقتناء المصوغات الفضية لأغراض الزينة وكذلك الاستثمار، وكان اقتناء أنواع فاخرة من هذه الحلي دليلا على علو مركز صاحبها، كما أنها ضمان وأمان له في الأزمات والظروف العصيبة مثل الحروب، وحتى وقت قريب كان عدد كبير من الأسر العربية البدويةتحل الحلي الفضية محل الأرصدة المالية.ومن الأمور التي تثير الاهتمام وتشير إلى شهرة عمان في صناعة الفضة أن عددا من الأقطار في منطقة الخليج كالكويت مثلا كانت تبعث بالزجاجات والقناني إلى عمان؛ لطلائها بطبقة من الفضة.
وعن علاقة الفضة بالزينة لدى الرجال فمعظم الرجال في محافظة الداخلية كانوا يتمنطقون بأحزمة تتدلى منها بعض الأدوات المصنوعة من الفضة: كالملاقط، والنتافات التي تستخدم في انتزاع الأشواك التي تنغرس في أقدامهم، وتُصنع من الحديد وتحفظ داخل أكياس من الجلد، غير أن الطبقات الميسورة تقتني الأنواع المصنوعة من الفضة، وبعض هذه الأدوات عليها نقوش ورسوم متنوعة كصور أوراق الشجر أو الزهور. أما النساء فكن يستعملن الحلي المصنوعة من الفضة، وكن يعلقن بعض تلك الحلي على جزء من أزيائهن؛ ولهذا تفنن الصناع في صنع المكاحل وزخرفتها، كما تفننوا في صناعة السلاسل والعقود، وكانت تُلبس في العادة حول العنق، وفي بعض الأحيان تستعمل كحلية توضع في مقدمة الرأس.وتعد محافظة الشرقية من أشهر المحافظات صنعا للمشغولات الفضية، وترك الصناع العديد من النماذج التي أبدعوا فيها،ومنها قلائد ذات الثلاثة صفوف، والقلائد المربوطة، والقلائد المزودة بالخرز،والعاج والعظام،وذات الأجراس، وحلي الرأس المحلاة بمربعات ذهبية ورقية.
وأما عن أسباب انحسار صناعة الفضة في عمان فذلك يعود في بعض أسبابه بأن المرأة العمانية لا تلبس الفضة الآن وتحرص على لبس الذهب، إضافة إلى أن تلك الحرفة أصبحت لا تدر ربحاً على أصحابها؛ فهي تحتاج إلى وقت طويل من العمل والجهد، إضافة إلى أن الشباب لا يرغبون في تعلم هذه الصناعة، كل ما هو موجود في الأسواق ومتداول بين الباعة والتجار والهواة من الحلي هو نتاج قديم مضت على صناعته فترة طويلة، وأغلب ما عندنا من معروض يشتريه الأجانب وبالتحديد السياح.