التراث
حصن طاقة
تعد ولاية طاقة ملتقى ولايات الشريط الساحلي لمحافظة ظفار، والذي ينقسم إلى ولايات القسم الشرقي ممثلة في ولايات: مرباط، وسدح، وشليم، وجزر الحلانيات، وولايات القسم الغربي، وهي: صلالة، ورخيوت، وضلكوت. تزخر ولاية طاقة بوجود عدد من المعالم التاريخية والأثرية والطبيعية التي تجعلها مقصدا للسياح والباحثين طوال العام.
ويعد حصن طاقة أحد المعالم التاريخية بالولاية وفي المحافظة، وقد بني الحصن في القرن التاسع عشر في عهد السلطان تيمور بن فيصل آل سعيد ) 1913 - 1932 ( واستخدم مقرا ل إدارة المحلية بالولاية.
ويقع الحصن وسط ولاية طاقة التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن صلالة، ويتوسط الحصن معلمان من المعالم، وهما: جامع الشيخ العفيف أقدم مساجد الولاية من جهة الجنوب، بينما من جهة الشمال يبرز من أعلى التلة المطلة على المنطقة البرج العلوي، والذي استخدم حتى أواخر الثمانينات للمراقبة والحماية. وقد شيدت جدران الحصن من حجر جيري مسامي محلي يعرف ب «حجر طاقة »، وهو يُستخرج من البيئة المحلية، وقد استخدم بكثرة قديما في أعمال البناء والتشييد بالمنطقة.
يتوسط الحصن فناء واسع، ومرافق متعددة، حيث توجد بئر ماء تشكل موردا عذبا، كما أن الفناء يقود الزائر إلى مختلف مرافق الحصن العسكرية والمدنية.
كان الدور الأرضي يستخدم من قبل حرس الوالي، وبه سجن غير مسقوف؛ لتسهيل مراقبة السجناء، كما توجد به مخازن الأسلحة، وخشب الوقود، ومخازن أخرى للسمك المجفف، والحبوب، والتمور، وكانت تستخدم لإكرام ضيوف الوالي في المناسبات.
ويحتوي الدور العلوي على جناح سكن الوالي وأسرته، وهو مكان رحب، كما يحتوي مجلسًا يتناول فيه الوالي وأسرته القهوة والأحاديث، بالإضافة إلى غرفة الجلوس الرسمية، والتي كانت تعقد فيها الجلسات الخاصة والسرية.
وزينت تلك المرافق بشتى الأدوات واللوحات الجدارية المستخدمة قديما في البيت الظفاري عامة، بالإضافة إلى الأدوات الشخصية للأفراد كالمكاحل والأحزمة، وعلى السطح خصصت أماكن للجلوس فترات الصباح وما بعد الظهر والمساء في الشهور الباردة من العام.
وقد رمم الحصن خلال شهري أغسطس وأكتوبر من عام 2013 م، وشمل الترميم بعض التصدعات في الجدران الداخلية والخارجية للحصن، وتمت صيانة مرفقاته.