الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2017-02-01
رأس الجنز موطن السلاحف، ومقصد السياح

رأس الجنز موطن السلاحف، ومقصد السياح

باتت بيئة عمان الساحرة مرفقا سياحيا واقتصاديا، ونخص بذلك الق اع والحصون في العديد من المحافظات، فضلا عن منطقة ( الجبل الأخضر)، لكن ما يسترعي الاهتمام أن تتحول (محمية السلاحف) برأس الجنز مقصدا للسائح الأجنبي، ولا نستغرب من هذا بعد أن وضّحت بيانات رسمية بأن السياح الأجانب أكثر إقبالا على زيارة محمية الس احف، حيث بلغ عددهم لعام ( 2014 ) 30 ألف سائحٍ، بينما بلغ عدد العُمانيين الذين زاروا المحمية في العام نفسه ألفي زائر.

تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن زيارة السلاحف الخضراء في محمية رأس الجنز بولاية صور في السلطنة تنشط خلال هذه الفترة من العام، فهي تقوم بالتعشيش على الشواطىء خلال أشهر آب (أغسطس)، أيلول  (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر)، ويرتادها محبو مشاهدتها، إذ توجد خمسة أنواع من السلاحف في السلطنة، ويكثر نوع السلحفاة الخضراء المعروفة باسم (حمسة) باللهجة المحلية في محمية رأس الجنز، حيث تزور الس احف شواطىء رأس الحد ورأس الجنز على مدار السنة للتعشيش، ويبدأ موسم تكاثرها من شهر أيار (مايو) وحتى شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام.

اختارت الس احف الخضراء بشكلها وألوانها المميزة محمية رأس الجنز ملاذاً آمناً للتعشيش على مستوى العالم، فهي تقطع المسافات الطويلة على مستوى شواطىء الخليج العربي، والبحر الأحمر،وشواطئ جنوب إفريقيا؛ لتأتي إلى رأس الجنز وتضع بيضها بأمان على الشواطىء.


السلحفاة الخضراء التي تعتبر من الس احف النادرة، والتي تعود كل سنة لتضع بيضها على الشواطئ التي أبصرت فيها نور الفجر لأول مرة قبل عشرات السنين، والتياتخذت من منطقة رأس الجنز ملاذا هادئا تضع فيه بيضها؛ ليؤمن استمرار وبقاء هذا النوع وحمايتها من الانقراض، وخارج موسم تكاثر السلاحف (وإن كان الموسم طوال العام، حيث يكثر في أحيان ويقل في أحيان أخرى) يمكن التمتع بجمال الشاطئ ومشاهدة الآثار البديعة التي تركتها السلاحف خلفها.


قد يؤدي التعشيش بالقرب من الشواطىء المضيئة إلى حدوث تأثيرات خطيرة على صغار الس احف؛ ذلك لأنها بعد خروجها من البيض في الليل على الضوء الطبيعي للشاطئ تتحرك بطريقة طبيعية مباشرة نحو المياه، إلا أن الشواطىء التي تكثر فيها الأضواء تقوم بدفع صغار الس احف إلى تغيير وجهتها؛ وبالتالي تكونغير قادرة على الوصول إلى المياه؛ مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات فقدها نتيجة الجفاف أو تعرضها للافتراس، ولهذا تبقى مسألة
زيادة وتنشيط السياحة في رأس الجنز والتخطيط لإقامة مرافق سياحية مرتبطة بالقدرة على التماشي مع المتطلبات البيئية.


إن حماية الس احف هو هدف أساس، وله الأولوية في خطط المشروعات التنموية، وقد تم اقتراح عدد من المشروعات التنموية السياحية التي ستحقق للمجتمع فوائد كثيرة، وتعزز في الوقت ذاته برامج التوعية، وقد تم تحديد عدد من المشروعات، مثل: إنشاء مركز الزوار في رأس الجنز.


وبدأت محمية الس احف برأس الجنز تلفت انتباه شركات السفر والسياحة لإدراجها على خارطة السياحة البيئية في العالم، كما تصدّرت قائمة اهتمامات السياحة البيئية المقبلة، وحرص عدد كبير من السياح والزوار على التجمع لمشاهدة وقت خروج السلاحف الوليدة من بيضها، والانطلاق إلى البحر إذ أن هناك أكثر من 20 ألف نوع من سلاحف في هذه المنطقة؛ مما يجعل الإثارة حاضرة يعيشها كل من يزور محمية الس احف برأس الجنز خلال هذه الفترة من العام.


تولي السلطنة أهمية كبيرة لحماية الحياة الفطرية
والبيئية لديها بمكوناتها المختلفة، ويُدرج المسؤولون
هذا الأمر في خانة الحفاظ على الخصائص والسمات
الطبيعية المتنوعة والغنية الموجودة على امتداد
أراضي السلطنة، والتي ستصبُّ في صالح التوجه
العام نحو تعزيز السياحة البيئية،
ولزيارة المحمية يجب الحجز مسبقا لدى شركة إدارة
محمية الس احف برأس الجنز.