يعرف صاحب هذه الحرفة (بالصَّائغ)، وهي من الصناعات ذات المردود الاقتصادي الجيد، وتعتبر الرستاق ونزوى من أهم مراكز صناعة الحلي، ويشتهر صناع الحلي والفضة بصفة خاصة بالنقوش الدقيقة للزهور،أما الأشكال الشائعة فهي سلاسل من الجواهر إما مقطوعة من لوح فضي،أو منقوشة ببتلات هندسية.

تعتبر الحلي والفضيّات من أكثر الصناعات العمانية التقليدية شهرة وإتقانا، حيث عرف العمانيون هذه الصناعات منذ القديم، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس، والأعياد، حيث تأتي كأحد أساسيات زينة المرأة في الزواج والمناسبات السعيدة، إضافة إلى أنها كانت تمثل قيمة اقتصادية؛ نظرا لكونها من الصناعات التي يعاد تصنيعها، لذلك كانت ترتبط بالأوضاع الاقتصادية للمجتمع العماني ارتباطا بالوضع الاجتماعي، والحلي متمثلة في زينة المرأة كالمريّة، والخواتم، والحُجُول كانت تؤكد وتكرس لموروث اجتماعي يعتز به العمانيون، ولا يزالون يحافظون عليه حتى وقتنا الحالي مع إدخال كثير من التجديد عليه. تأتي صناعة الخناجر والسيوف كأحد الملامح الوطنية التراثية والحضارية.

تختزل صناعة الحلي الفضية العمانية تاريخا زاخرا لا يتميز بثراء صياغاته التقليدية وحسب، وإنما بتفرد ذائقة صنّاعه الشعبية والفنية، وقد يجد الدارس لتاريخ هذه الحلي والمصنف لها أنها تعبّر عن إشارات مرجعية اجتماعية ودينية غنية بدلالتها، إذ تدل هذه الحلي على الثروة، إلى جانب الدور التقليدي كنموذج للزينة، إضافة إلى الانطباع الذي تتركه تلك الحلي معبرة عن مكانة من ترتديها. وتشكل الحلي جزءا من مهر المرأة، ولها أن تحفظها أو تتصرف بها كيفما شاءت، وتحظى المرأة العمانية لاحقا بهدايا أخرى من المصوغات في المناسبات الخاصة، فمثلا بعد ولادة المرأة تهدى شيئا ثمينا من الحلي.