الهجن

التاريخ: 2017-02-01
مهنة تربية الجمال

مهنة تربية الجمال 

تشكل مهنة تربية الجمال بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية بسلطنة عمان واحدة من أهم المهن التي أثرت على حياة الفرد بالمنطقة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وقد اكتسبت محافظتا شمال وجنوب الشرقية شهرة واسعة في مجال تربية الإبل، حيث تعتبر الرافد الأساسي لأسواق (إبل الهجن) في دول الخليج العربي.


ومن أهم ما يواجه مربو الجمال بمحافظتي الشرقية أنها تقع جغرافيا ضمن حزام توالد الذباب الناقل للمرض المعروف باسم مرض التريبانوسوما، ويعتبر المرض من أهم معوقات النمو لقطعان الإبل عموما، حيث يشكل السبب الأساسي لنفوق أعداد كبيرة منها، وتدني معدلات إنتاجيتها.


ويعد مرض التريبانوسوما والذي يعرف محليا باسم مرض الزنبور واحد من أخطر الإصابات التي تصيب الجمال، وهو مرض واسع الانتشار في منطقة  الشرق الأوسط، والعامل المسبب لمرض الزنبور هو عامل طفيلي مهدب وحيد الخلية ينتمي إلى عائلة المثقبيات ويسمى Trypanosoma evansi . وتكثر الإصابة بهذا المرض عند تكاثر الذباب الناقل له، وهو ما يعرف بالذباب الأزرق.


ويعتبر مرض التريبانوسوما (الزنبور) من الأمراض المؤثرة في قطعان الإبل بالسلطنة، وتشكل الإصابة به أعلى معدلات الخسائر في هذا القطاع، وللمرض المذكور أعراض مرضية مختلفة تؤثر على الصحة العامة للجمل من عدة جوانب، حيث تنقسم الأعراض إلى طورين، الطور الحاد من المرض، وفيه يصاب الجمل بالقهم والخمول، بحيث يصبح أصم ويصاب بالهزال الشديد، كما تظهر تورمات جلدية Edema واستسقاء في مناطق البطن والرقبة والأطراف، وقد يكون الجمل محموما بشكل مستمر أو في فترات متقطعة. كما أن الناقة المصابة بالمرض قد تصاب بالإجهاض، والإبل المصابة تعاني من فقر الدم، وعند ترك الحيوان بدون علاج فقد ينفق خ ال 3- 4 أسابيع، أما الطور دون الحاد Sub acute أو المزمن Chronic من المرض فيصعب على المربي التعرف عليه خصوصا أن فترة المرض قد تمتد من 2 إلى 3 سنوات تتخللها فترات من الحمى المتقطعة وفترات طويلة بدون حمى، والمرض بنوعه المزمن يتميز بالهزال الشديد، وتقلص السنام، واختفاء الشحم منه، ويعاني الجمل من فقر الدم، وظهور قشور جلدية؛ مما يخلق بيئة ملائمة للإصابة بالطفيليات الخارجية، وقد يظهر اليرقان، إضافة إلى ظهور البقع الدموية على الأغشية المخاطية، وأحيانا البول المدمم .Haaematuria


يهدف هذا المشروع إلى للسيطرة على مرض التريبانوسوما في الجمال بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية، ومن أهداف المشروع تقليل فاقد الثروة الحيوانية من الجمال، وذلك وفق آلية الحقن التدريجي لعقار Isometamidium Chloride ،وإنشاء قاعدة بيانات علمية لتواجد وانتشار مرض التريبانوسوما في الجمال بمحافظتي الشرقية، والتقليل من التكاليف المادية لمكافحة المرض، وكذلك الحد من الاستخدام العشوائي للأدوية المستخدمة.


وقد تم العمل على منهجية معينة لتنفيذ المشروع وذلك عن طريق الحقن التدريجي للإبل عن طريق إجراء مسح أولي لكافة قطعان الإبل بالمحافظتين وتحديد النسبة المئوية للإصابة في كل منطقة من المناطق المحددة، وذلك بأخذ عينات من الدم والسيرم؛ للفحص المختبري وتحديد المناطق ذات النسب المئوية العالية من الإصابة، ثم تحقن كل الجمال بعقار Isometamidium Chloride بمعدل 1 مليجرام/ كجم من وزن الحيوان ( حقن بالوريد ) كل ثلاثة أشهر في العام الأول، كما تؤخذ عينات عشوائية من الجمال المعالجة كل ثلاثة أشهر؛ لتقصي نسبة الانخفاض في الإصابة.


في المرحلة الثانية يتم حقن كل الجمال المعالجة في العام الأول بذات العقار وبنفس الجرعة، ولكن بمعدل جرعة كل 6 أشهر وتؤخذ عينات عشوائية من الجمال المعالجة كل ثلاثة أشهر؛ لتقصي نسبة الانخفاض في الإصابة ومقارنتها بنتائج عينات العام الأول.

في العام الثالث على التوالي يتم حقن الجمال المعالجة في العامين السابقين بجرعة واحدة من العقار في السنة، كما تؤخذ عينات عشوائية من الجمال المعالجة كل ثلاثة أشهر؛ لتقصي نسبة الانخفاض في الإصابة ومقارنتها بنتائج عينات الأعوام السا بقة.


يتم حقن الجمال سنويا بجرعة واحدة من العقار؛ للمحافظة على نسبة الإصابة الهامشية، وذلك بدلا عن الحقن العشوائي المتكرر بواسطة المربين والذي قد يبلغ 6 جرعات سنويا.