الرئيسية

التراث

فنون شعبية

فنون شعبية

التاريخ: 2018-05-01
الرزفة الحماسية

الرزفة الحماسية

تزخر سلطنة عُمان بكثير من الفنون الشعبيّة التي تمارس في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية، ومنها فن الرزفة، وهي فن موسيقي تقليدي، يؤديه الرجال والنساء، وقديماً لا تستخدم فيه آلات موسيقية إيقاعية، وتستعيض عن ذلك بالحركات التي يؤديها الرجال برؤوسهم وتشكل ضابطاً لإيقاع الغناء، أما في العصر الحالي فيستخدم بها آلات موسيقية كالطبول، العود، والآلات الموسيقية الحديثة. وينتشر بين البدو في عُمان، ويؤدى هذا الفن في مسندم، ويستعمل معه طبلا الكاسر والرحماني. ويسمى في بادية ظفار الحوربية. وتسمى الرزفة الحماسية؛ نسبة لارتباط شعرها في فترات سابقة بالحرب والحماسة أو نسبة إلى الايقاع الحماسي السريع الذي أدخل عليها لاحقاً، والرزفة تأخذ اسمها من الحركة التي يؤديها المشاركون في ادائها فيقال فلان يرزف أي يشارك في أداء الرزفة.

يؤدي الرجال الرزفة وقوفاً في صفين متقابلين، وفيها يهز المشاركون رؤوسهم، وتشكل ضابطاُ لإيقاع الغناء كما أسلفنا، وتحافظ على انسجام الأداء وتوحيده، كما يتحرك وسط مؤديها عدد من الرجال في الساحة يستعرضون أسلحتهم من سيوف وبنادق، وعصي، ويستعرضون مهاراتهم بتدويرها بحركات دائرية سريعة بين أيديهم، ورميها عالياً في الهواء والتقاطها، وهو ما يسمى باليولة، في حين تقوم النساء بالنعش؛ أي تحريك شعرهن في الهواء، وللرزفة خاصة في مسندم عدة أنواع مثل: اللقية، والحسابي، والعيّالة، والحربية.


وتؤدى الرزفة في المناسبات الإجتماعية مثل: الأعراس والختان، والأعياد الدينية، وعند استقبال الزائرين والترحيب والاحتفاء بهم.


تتناول الزرفة عدة أغراض شعرية كالمديح والغزل والوصف والعتاب والحكمة، كما يتناول التأريخ، وأيضا وصف الحروب، وأبطالها وشجاعتهم، ورثاء المفقودين فيها، وتتألف الرزفة في العادة من بيتين شعر يين .


تمارس الرزفة على مستوى فرق الفنون الشعبية الأهلية، أو فرق المجموعات الطربية التي تتشكل لإقامة الرزفة، وتمارس في محافظات الظاهرة والبريمي والباطنة والوسطى ومسندم وبعض ولايات المحافظات الأخرى. كما تنظم الرزفة وفق عادات ونقاليد متعارف عليها عند عقداء ( رؤساء ) الفرق الشعبية الأهلية من حيث وقت ومكان اقامتها والدعوة إليها ومراحلها المختلفة.