الرئيسية

الأبواب

الفروسية

الفروسية

التاريخ: 2018-05-01
حكاية خيل: النبيلا بي

حكاية خيل: النبيلا بي

رد قارس يَلُفُ المكان ، هدوء الفجر تكسره أصوات حوافر الخيول ،تدق الحجارة الجرانيتية المرصوصة بشكل جميل، كأن حدواتها إِزميلٌ يدق تلك الحجارة منذ أكثر من مائتي عام ، ذات الروتين منذ قرنين ، عربات تجرها خيول يستقلها رجال يرتدون البزة العسكرية في تلك الناحية ، سائس يمسك فرسين يمر من الناحية الاخرى ، وآخر يدرب حصان في الساحة الرملية ، ذلك المشهد يتكرر بشكل يومي في ذلك المربط الأبيض العتيق . انه مربط ” بابولنا ” مربط الدولة في هنغاريا .


في صيف عام 1996 كسر روتين ذلك المربط خبر ولادة مهر جميل ، ولد حديثاً ولكن كأنه ولد قبل مائتي عام ، قديم قدم المكان . كأن التاريخ نسيه من ذلك الزمن الجميل لقد ولد ” النبيلا بي ” .

 

نسبه :
ينحدر نسبه من أباطرة الدماء الروسية من جهة الأب ، ومن فراعنة الدماء المصرية من جهة الأم ، فوالده ” كيوبينيك ” هو بطل العالم وبطل التاج الثلاثي الاوروبي وبطل بطولة كل الامم، وليس ذلك بغريب ، ذلك ان ام كيوبينك ” كوزماتيكا “هي افضل بنات الاسطورة الروسي ” مسقط ” الذي حاز على المركز الثالث على مر التاريخ من حيث البنات المنتجات للأبطال . و اذا جاء الحديث عن ام النبيلا بي “ 218 ايلف ليلا اولايلا بي ” فليس أدل على قوتها من النتائج التي حققتها ، فهي وصيفة بطلة العالم للأفرس ، وصيفة بطلة أوروبا للأفرس ، وبطلة أوروبا للأفرس ذات الدماء المصرية .

 

لكلٍ من اسمه نصيب :
يسمونه ” الجنتل مان” وكأنه أخذ نصيبً من اسمه ” النبيلا” حوى الكثير من صفات النُبل فهو من الفحول العتيقة التي قلما نجد شبيه لها في الوقت الراهن ، اجمع الذين عرفوه عن قرب انه الفحل الطيب ، فهو مثال للهدوء والوداعة ، ويستحضر مالكه تلك القصة التي تدلل على هدوءه :

“في حوالي الثالثة صباحاً وصلت العربة التي تقل ” النبيلا” بعد رحلته من المانيا الى البرازيل لدى مالكه ، وعندما دخل الى العربة وشاهده مدير المربط ، قال في قرارة نفسه ” لو فرّ هذا الفحل في هذا السهل\ المنبسط سيكون من الصعب جداً الإمساك به ، ياله من فحل ضخم ” تم تطويق المكان بالسياس ممسكين بحبل على شكل دائرة تطوق العربة الى الاسطبل ، وثلاث سيارات تسلط الأضواء على المكان تأهباً لأي فرار !! وما ان خرج ” النبيلا” من العربة فإذا به يدهش الحضور !! سار بكل هدوء وسط ترحيب بقية الخيول في المربط صهيل هنا وهناك ، الى ان وصل الى الحجرة المخصصة له ، أخذ يشتم المكان وتناول القليل من العشب والماء وانتهى الأمر”.

 

مالكه ” موريلو ” كان يبحث عن فحل للمزرعة في
البرازيل ، كان “النبيلا بي” مستأجَر لموسم في المانيا
، يقول مالكه ” حاولت مراراً ان اعرف سعره ولكن
دون جدوى ، عاد بعدها لهنغاريا بعد نهاية ذلك الموسم ، بقي ذلك الفحل عالق في ذاكرتي لم يبارحها ، في صبيحة احد الأيام تلقيت اتصالا من احد الأصدقاء يفيد بعودة ” النبيلا” الى المانيا لإجراء بعض الفحوصات لتجديد التراخيص فما كان مني الا أن اتصلت بالمربط وأخبرتهم بأنني قادم لألمانيا في حال ناسبني سعره ، وعندما علمت بالسعر سافرت الى المانيا لمعاينته “


المقربون من هذا الفحل يعلمون جيداً انه يحب البشر كثيراً ، فمنذ صغر سنه وعندما كان مع أقرانه في حظيرة واحدة وما ان يدنو احد للحظيرة الا وتجده اتجه اليه ، إضافة إلى كون جماله ملفت للأنظار ، فما من أحد يشاهده في مجموعة خيول الا وتقعت عينه عليه دون غيره .


أما مالكه الثاني ” جيف ” فيتذكر ضمن ما يتذكر ، انه كان يبحث عن فحل لمزرعته ، وقد اخبره احد الأصدقاء عنه ، يقول “حضرت بطولة ” سكوتسديل”

 

خصيصاً من اجله ، شاهدته مغطى ببطانيته لفت انتباهي تلك العينان السوداوان الجميلتان ، كان هناك صديق قديم اعرفه من قرابة العشر سنوات ، حضر كذلك لشراءه هو واحد أصدقاءه ، وكان قرار الشراكة والاستثمار فيه ” .


ومن ثم بدأت رحلة البحث عن أفراس تناسب ” النبيلا بي ” وقد وقع الخيار على مزرعة ” ام العرب” تم استئجار فرسين من بنات ( اللهب ) وفرسين من بنات ( داكار الجمال ) .


الصفات التي يورثها:
” النبيلا بي ” يعد فحلاً استثنائي ، ذلك انه يتصف بإنتاج ثابت لا تذبذب فيه ، حيث يغلب على إنتاجه جمال العين ، طول القوائم وصحتها ، قوة التكوين العضلي ، نعومة الرأس ، منبت الذيل المرتفع ، و الوداعة في الطباع . كوّن مع بنات الفحل ” بادرون سايكي ” ثنائي ناجح .


وكما يعلم المخضرمين من مربي الخيل ، انه من السهل جداً على الفحل الجميل ان يحسن انتاج الفرس العادية ، ولكن الصعب هو التطوير على الفرس الممتازة ، ولكن الوضع مختلف مع ” النبيلا” حيث انه يطور على الانتاج في مختلف الافرس ولاجيال متعاقبة دون المساس بجماليات الفرس ، على عكس بعض الافحل .