الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2018-08-01
حصن قريات

حصن قريات

يعد حصن قريات بتصميمه فنا معماريا وهندسيا مميزا، وشاهدا أثريا وتاريخيا على ثراء التراث المعماري والحربي العماني، حيث تشتهر السلطنة بالعديد من القلاع والحصون والأبراج والتحصينات الدفاعية، التي رغم اختلافها وتنوعها فإنها تتفق في طابع ينطق بحرفية المعماري التقليدي.


تقع مدينة قريات الساحلية على بعد 80 كيلومترا تقريبا من مدينة مسقط عاصمة السلطنة، حيث تلتقي الجبال والبحار لترحب بمسافر يحمل حقائب المغامرة والاستكشاف لولاية أرخت بها أبجديات التاريخ عبر مر العصور، فإذا أتيت تتلمس تاريخها وعراقتها أسرتك طبيعتها ونسيمها الفواح، فهي ولاية يحاصرها الجمال من كل جانب، تاريخها معلق بأعناق جبالها الشامخة وكهوفها المثيرة وتنوعها البيئي والجيولوجي الثري.


حصن قريات هو أحد الحصون التي تم إنشاؤها بصفة أساسية لتكون ضمن إطار الأنظمة الدفاعية المستقلة، وآليات الحماية القوية ضد الأعداء، حيث تم بناء الحصن في عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي منذ 200 سنة تقريبا عندما كان واليا على قريات، وتصميم الحصن عبارة عن بناء مستطيل الشكل، يتكون من دور واحد وتبلغ مساحته 1666 مترا مربعا، ويضم برجا دائريا من طابقين يبلغ ارتفاعه 10 أمتار، الركن الجنوبي الشرقي تمت إضافته لاحقا لبناء الحصن في عهد السلطان تيمور بن فيصل سنة 1914 ، وينقسم الحصن إلى قسمين يتوسطهما فناء مفتوح يفصل بين القسم الأول القريب من المدخل الرئيس والذي يتكون من غرفة واسعة مستطيلة الشكل تسمى (البرزة)، يستقبل فيها الوالي كلا من القاضي والكتبة والمواطنين؛ للنظر في مطالبهم وحل مشاكلهم، بينما على المدخل من جهة اليمين لفناء الحصن توجد غرفة صغيرة يستخدمها الوالي للمناجاة والتشاور في حالة رغبته بحث موضوع بعيدا عن جو البرزة. الحديث عن مدخل الحصن: يقع على الواجهة الشرقية مطلا على السوق المركزي للولاية، والذي يمثل نقطة التقاء مهمة لأهالي الولاية في مناسباتهم الوطنية، حيث يتجمعون أمام ساحة الحصن لتنطلق المسيرات في الأعياد الوطنية، وتؤدى الأهازيج والاستعراضات والفنون الشعبية فيه كالرزحة وغيرها من الفنون التي تشتهر بها الولاية.


أضف إلى ذلك المدافع التاريخية التي تضفي الهيبة العسكرية على مدخل الحصن الذي بالعودة إلى قسمه الأول فإنه يضم غرفا متعددة الاستخدامات، منها: غرفة خاصة بالجنود، وموقعا لإعداد القهوة التي تعتبر عنوانا للضيافة والاستقبال، كما يوجد مخزن للذخيرة والأسلحة في القسم الأول، ويتكون القسم الثاني (الداخلي) من غرف السكن وملحقاتها وتشمل الغرفة الرئيسة والمجالس، وتطل جميع هذه الغرف على رواق مفتوح للساحة الداخلية للحصن، والذي يتميز بأقواسه الهندسية الجميلة. كما يوجد
مخزن صغير؛ لتخزين الأغذية كالتمور واستخلاص الدبس الذي ينساب في قنوات صغيرة إلى حفرة يتجمع فيها، حيث يستخدم الدبس في كثير من الأطعمة التقليدية للعماني إلى وقتنا الحالي يحتوي الحصن على مصلى يقع بالقرب من البئر الذي تنام في أعماقه قصص وحكايات ذلك الزمن الجميل.

بُني الحصن بالحجارة والصاروج وخشب الكندل، حيث يتميز بسمك جدرانه وأعمدته وأقواسه، كما توجد بعض الفتحات على السطح تستخدم لتوجيه البنادق، أما النوافذ والأبواب فهي من الأخشاب القوية ذات النقوش المهذبة في تكامل وتناسق تام، ومؤخرا انتهت وزارة السياحة ممثلة بدائرة تطوير المواقع التاريخية من قيامها بعدد من الأعمال المختلفة للمحافظة على هذا المبنى التاريخي وصيانته وتطويره، وإبراز ما يحتويه من مقتنيات رائعة لمختلف شرائح الزوار، حيث قامت وزارة السياحة بصيانة شاملة لمبنى الحصن بالتنسيق مع وزارة التراث والثقافة، وذلك بإدخال تقنية الإضاءة الحديثة التي تتناسب مع المواقع التاريخية.


يوفر الحصن فرصة فريدة للزوار لمشاهدة صورة متكاملة لحياة الآباء والأجداد، حيث تعرض فيه العديد من التحف العمانية التاريخية والمشغولات اليدوية القديمة، وذلك من منطلق إيمان الوزارة بأن رسالة هذه المباني التاريخية لا تقف عند حدود الحجر بل هي خزائن ستبقى للأجيال القادمة صامدة أمام عوامل الزمن، وشاهدا على عراقة وغنى هذا البلد الجميل، الجدير بالذكر أن ولاية قريات وبخلاف حصنها التاريخي ومعالمها الحضارية والثقافية فإنها تتمتع بالعديد من المواقع والمقومات السياحية والطبيعية الفريدة؛ فهي في المجمل العام ولاية تجمع كل ما يحتاجه الزائر الباحث عن الجمال والراحة، حيث الشواطئ الهادئة والجميلة التي تتيح للزائر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية مثلما تعتبر أيضا وجهة للزائر الباحث عن المغامرة والاستكشاف، حيث الجبال العالية والأودية السحيقة. ومن المواقع السياحية بالولاية سد وادي ضيقة أحد أهم المشروعات التنموية في مجال موارد المياه، والذي يستقطب الكثير\ من الزوار لمشاهدة بحيرة السد الكبيرة والمناظر الطبيعة من أعلى السد المجهز بالخدمات التي يحتاجها الزائر، وهناك القرى الجبلية الرائعة بأفلاجها ومزارعها والعديد من المواقع السياحية المتميزة التي تعتبر قبلة للسائحين كموقع هوية نجم وكهف مجلس الجن وغيرها.