وجهات سياحية
ولاية بخاء "عراقة وتاريخ أصيل"
تعتبر محافظة مسندم ذات طبيعة جغرافية متنوعة، تجمع بين الجبال الشاهقة ومياه البحر العميقة والشواطئ الصخرية، التي شكلت على امتداد سواحلها سلسلة من الأخوار المائية الجميلة بمختلف أطوالها وأعراضها وتعرج ممراتها وجزرها البحرية بتنوع أشكالها وأحجامها ومواقعها.
بُخاء ولاية عريقة يشهد لها التاريخُ من خلال مبانيها الأثرية الرائعة، ومناظرها الطبيعية الخلابة وشواطئها الجميلة. تتبع هذه الولاية محافظة مسندم ويسكنها الشحوح والظهوريون. وتقع ولاية بُخاء في مكان مميز على خليج هلالي الشكل مع بقعة واسعة نسبيا، وتبدو ولاية بُخاء وكأنها مبنية على شكل صفوف منتظمة على طول الشاطئ الرملي والطريق الذي يمر عبر بُخاء والمتجه شمالا إلى خصب (والتي تبعد عنها حوالي ثمانية أميال) وجنوبا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقه . وتعتبر ولاية بُخاء ذات طبيعة ساحلية إلا أنها تحيط بها الجبال من جميع الجهات لدرجة أن بعض المناطق يكاد أن ينعدم فيها الرف القاري، حيث يلتقي البحر بالجبل مباشرة؛ مما أثر على النشاط السكاني ودفعهم للعمل في البحر. وتوجد في بُخاء عدة مناطق أهمها: تيبات، وغمضاء، وفضغاء، والجادي، والجري . ويتغنى الجميع بمنطقة غمضاء التي تجمع طبيعتها بين الساحل والوادي وتلال الكثبان الرملية العالية، وتعد منطقة غمضاء أكبر المناطق مساحة. وتقع منطقة غمضاء في وادي يمتد بطول يصل إلى 4 كيلومترات من الشرق، وينتهي ناحية الغرب للبحر، وتتميز بتنوع جغرافية طبيعتها التي تجمع بين الساحل، والوادي، والسهل، وتلال الكثبان الرملية العالية البيضاء ، والجبال الشاهقة، مما جعل منها معلم جذب سياحي ومتنفسًا لهواة تسلق الجبال والرياضات المختلفة. ويوجد فيها منطقة أثرية قديمة تعود إلى مئات السنين تعرف باسم الجدة القديمة، وتظهر فيها شواهد وآثار بقايا منازل لحي سكني ومسجد وتتوسطها مقبرة واضحة المعالم، وكان يقطنها الإنسان العماني منذ القدم. وتمتاز قرى
بُخاء بمزارعها الكثيفة بمختلف أنواعها، كالنخيل، والفاكهة، والزراعات الموسمية المختلفة، والأعلاف، وتعد قريتا غمضاء والجادي من أكثر المناطق خصوبة في بُخاء وذات الطبيعة المماثلة ، وتسقى جميع مزارع المنطقه من مياه الآبار الجوفية. كما يتم استغلال مياه الأودية خلال الأوقات الماطرة عند جريانها بالمنطقه ، حيث يتم حجز كميات كبيرة من المياه بتلك المزارع من خلال عمل مداخل أو فتحات أعلى كل مزرعة لدخول المياه الجارية وتسمى محلياً (مشرب)، وفتحات للتصريف عند امتلاء المزرعة بالمياه تسمى (منسم). وتعتبر مهنة الزراعة المهنة الرئيسة لسكان بعض المناطق ، حيث يقومون بزراعة النخيل بمختلف أنواعها كالخنيزي، واللولو، وقش حبش، والخصاب، والمرزبان، والمزناج، والخلاص وغيرها، وزراعة الفواكه كالموز، والليمون، والمانجو، وزراعة الخضراوات المختلفة إلى جانب أعلاف الحيوانات.
كما يقوم عدد من الحرفيين في القرى بعمل المشغولات السعفية بأنواعها المختلفة، والاستفادة من سعف النخيل في صنع المنازل الصيفية في الماضي، المسماة محليًا (العريش) وصنع الأسقف وأرضيات المجالس والمسماة محليا (الدعن)، وكذلك صنع بعض المستلزمات المنزلية ومستلزمات جني التمور وتخزينها، وفي الوقت الحالي تلاشت هذه المهنة تدريجياً إلى أعداد قليلة جدًا. ومن المهن الموجودة في القرى مهنة جني العسل الجبلي وهي مهنة يُقدم عليها العديد من أبناء القرى خاصة فئة الشباب منهم، لما لها من مردود اقتصادي جيد، وهي مهنة لا تخلو من المخاطر في تسلق الجبال والبحث لساعات طويلة عن العسل، حيث يقوم صاحب المهنة في الصباح الباكر بتعقب النحل في مساره ورحلته لاكتشاف موقع خلية النحل. ولتربية الماشية اهتمام لدى عدد كبير من سكان بُخاء ولاتقتصر هذه المهنة على فئة معينة بل يمارسها الصغير والكبير، وأكثر ما تتم تربيتها هي الأغنام المحلية وأعداد قليلة من الضأن وتقوم بالرعي في الجبال المحيطة بالقرية في فصول الخصب وإطعامها من الأعلاف والحبوب والحشائش في الفصول الجافة، وعليها طلب كبير محلياً خاصة في المناسبات الاجتماعية والدينية وغيرها.
تكلم « لوريمر « عن مدينة بُخاء في دليل الخليج ص 2014 فقال عنها واصفا إياها كما كانت في حوالي عام تسعمائة وألف ميلادية فقال: بلدة تتكون من مائتي منزل واقعة على خليج رملي مفتوح على الخليج العربي، مياهه ضحلة، يأتي إليها الماء من آبار على عمق يتراوح 30 - 60 قديما من مزارع النخيل المجاورة.
مناخ بُخاء : يتميز المناخ في هذه الولاية بارتفاع الحرارة والرطوبة صيفا ويكون معتدل الحرارة وممطرا شتاء، وبُخاء حالها حال منطقة الخليج ففي الصيف تهب الرياح الشمالية الغربية عليها التي تلطف حرارة الجو، أما في الشتاء فتتساقط الأمطار على بُخاء نتيجة للانخفاض الاستوائي، وتسقط الأمطار على المناطق الجبلية بمعدل 150 ملم إلى 210 ملم سنويا وتُروى الأراضي من مياه الآبار السطحية ومن المياه المتجمعة في مجاري الوديان.
أهم المعالم السياحية والتاريخية: قلعة بُخاء: وهي تبعد عن خصب 20 كم، وهي من القلاع القديمة التي تم بناؤها في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي عام 1641 م وفي العهود اللاحقة قام الشحوح بترميمها عدة مرات. وقلعة بُخاء عبارة عن مبنى تم بناءه من الحجر والجص مربع المساحة مع عدة أبراج مستطيلة الشكل في الجزء الجنوبي الشرقي والركن الشمالي الغربي، وهذه القلعة كانت محاطة من ثلاث جهات بخنادق تحتوي على مياه ضحله مالحة، والشيء المميز في هذه القلعة هو البرج الواقع في الزاوية الجنوبيه الغربيه من القلعة. وفي بُخاء ثلاثة حصون مهمة هي: حصن البلد ويسمى حصن الحكم أيضا بناه المغفور له الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد بن مالك الشحي. وحصن القلعة: ويقع على ربوه مرتفعه صخريه ، وهو مبني بصخور حمراء اللون والجص وتوجد بداخله بركة محفورة يتجمع فيها ماء المطر بناه المغفور له الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد مالك الشحي . وحصن الراس: ويقع هذا الحصن على لسان ممتد في البحر.
ومن آثار مدينة بُخاء مدفع قديم يسمى المدفع الهرموزي نسبة إلى ضربته تصل الى جزيرة هرمز والمسجد الكبير: ويعتبر ثاني أهم معلم في بُخاء بعد القلعة، وشاطئ حلْ وهو شاطئ يتميز بنظافة رماله البيضاء وجمال المنطقة التي تحيط به، يستهوي الكثير من السياح. يطل شاطئ حلْ على مياه الخليج العربي، وما يميزه عن الباقي هو تمكن السائح من مشاهدة أسراب طائر الغاق السُقطري والذي يسمى محليا بطائر ( اللوه ) التي تتوافد بكثرة على طول الساحل أثناء هجرتها في نهاية فصل الصيف. كما أن مُشاهدة الغروب والشروق فيها تعتبر تجربة استثنائية ساحرة. ومن العيون: عين ( لو ) بمنطقة فضغاء من العيون المائية العذبة والتي تنبع أثناء هطول الامطار، وأيضا عين الثواره بمنطقة الجادي .
وتتميز ولاية بخاء بوفرة الاسماك ببحارها، ويعتمد الصيادين بجميع مناطقها تيبات وغمضاء وفضغاء وبخاء والجادي والجري بمهنة الصيد ومنها ( الدغوه ) ويتم فيها صيد مختلف الاسماك منها القباب و الكنعد والشعري والقش وغيرها من الاسماك الوفيره ولله الحمد.