التراث

التاريخ: 2019-08-01
فلج دارس

فلج دارس

لا يقل «فلج دارس» في مدينة نزوى العمانية التاريخية في أهميته، عن بقية المواقع التاريخية والأثرية والمزارات السياحية التي تزخر بها سلطنة عمان، فهو أحد أهم الأف الأفلاج العمانية التاريخية والمزارات السياحية الفريدة التي تستهوي السياح والزوار للسلطنة .


لذلك جاء اختيار لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو » فلج دارس ضمن خمسة الأفلاج العمانية لإدراجها بقائمة التراث العالمي في المنظمة، إذ يعتبر فلج دارس من أكبر الأف اج في سلطنة عمان من حيث كمية مياهه المتدفقة وطول قناة التصريف التي تمتد لمسافة خمسة كيلومترات.


وتحكي الأف اج في سلطنة عمان قصة جميلة لنظام ودقة بارعة استحدثها العمانيون لاستخراج المياه من باطن الأرض، وتصريفها في قنوات تمتد
لمسافات بعيدة بحيث يستفاد منها في استخدامات الشرب وري المزروعات والحيوانات والغسيل، وفق نظام عرفي شرعه العمانيون بينهم لتقسيم مياه الأف اج حيث قلما تجد قرية عمانية إلا وبها فلج. يبدأ «فلج دارس» من منطقة متوسطة في الوادي الأبيض، شمال نزوى جنوب بلدتي (كمة وتنوف) ويتكون من ساعدين أساسيين (الساعد الصغير والساعد الكبير)، إذ يصل طول الساعد الصغير 190 مترا ويقع على الجانب الأيمن للوادي الأبيض، وسمي بهذا الاسم لأنه الأصغر، ولأن مياهه قليلة قياسا
بالساعد الآخر وقد تم ترميم هذا الساعد وتغطية فرضاته (فتحات التهوية) التي رفعت بمقدار 5 , 1 متر، فوق مستوى الأساس للوادي، وذلك حماية له من مياه السيول والحصى الكثيرة في المنطقة والتي تجرفها المياه بسرعة وتبلغ أعمق الفرضات نحو 16 مترا عند أم الفلج.


أما الساعد الكبير فيبلغ طوله نحو 7. 1 كيلومترا، ويقع على الجانب الأيسر للوادي الأبيض، بجوار طريق نزوى - عبري، وهو يتكون في جزئه العلوي من ثلاثة سواعد تلتقي مع بعضها في منطقة العبلية.


والسواعد هي ساعد كمة في الشمال وساعد الوادي في الغرب وساعد الجبل الأخضر في الشرق، وهو أهمها حيث يخترق هذا الساعد طريق نزوى - عبري ليصل حتى سفح الجبل الأخضر. وتبلغ أعمق الفرضات هناك نحو عشرين مترا، ويلتقي الساعدان، الصغير والكبير، مع بعضهما بالقرب من الجسر المقام على الوادي الأبيض.

حيث يتابع الساعدان طريقهما بعدما يشكلان فلج دارس إلى منطقة الشريعة في حديقة مرفع دارس، وتبلغ المسافة بين منطقة الشريعة وأم الفلج نحو أربعة كيلومترات.


ولفلج دارس ارتفاع يعادل ارتفاع قلعة نزوى الشهباء، ولذلك فهو يشكل المحور الأساسي للحياة الاقتصادية والاجتماعية لأهالي نزوى الذين يعتمدون عليه بشكل كبير في ري المزروعات حيث يعتمد عليه لري نحو 60 ألف نخلة ومزروعات أخرى كأشجار الفاكهة التي تتميز بها المنطقة الداخلية في عمان مثل الليمون، والسفرجل والنارنج والمانجو والموز والتين والخوخ والمشمش وزراعة قصب السكر، وأيضا بعض الخضراوات كالبصل والثوم والطماطم والكوسة والباذنجان والبامية والفجل والقرع والبطيخ وغيرها.


وللفلج أم اك وقف خاصة به، كالنخيل والأراضي، وكذلك له حصص من المياه، وهذه كلها يمكن بيعها أو بيع موسمها أو بيع حصص المياه بعرف (القعد) أي الإيجار، ويتم تجميع كل الريع لاستخدامه لأغراض صيانة الفلج الذي غالبا ما يتعرض لبعض العوامل كتذبذب غزارته نظرا لعدم جريان الأودية لقلة هطول الأمطار.