التراث
قلعة فزح الأثرية "تتربع فوق سفوح جبال ولاية لوى"
العمانية - أصايل
هي من المعالم الأثرية والتاريخية لولاية لوى: (قلعة فزح) الأثرية المتربعة على سفوح جبال قرية فزح، إحدى القرى الجبلية بالولاية. ويشاهد الزائر عند دخوله القرية على الجانب الأيمن برجا شامخا لقلعة فزح التي تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، والتي تمثل جانبا من الشواهد التاريخية التي تحظى بإعجاب الزوار من داخل السلطنة وخارجها. وحتى تصل إلى القلعة لابد من المرور على الطرق الضيقة وبساتين النخيل وأشجار الغاف والمنازل المحيطة بها.
يقول أحمد بن سعيد الريسي المندوب السياحي للقلعة: « إن قلعة فزح واحدة من الق اع القديمة التي شيدت في أواخر القرن السابع عشر، واستخدمت لأغراض الدفاع والحماية، وتحتوي على ثلاثة طوابق وبرج للمراقبة، وتضم 12 غرفة تستخدم لأغراض مختلفة. يحتوي الدور الأرضي على أربع غرف ومخازن وغرفة لاستقبال الضيوف. كما يضم الطابقان الأول والثالث غرف نوم واستراحة بالإضافة إلى برج مراقبة يحتوي على 6 فتحات، اثنتان منهم خصصتا للمدافع، وهما المدافع الأصلية التي استخدمت قديما لأغراض الحماية من الغزو. كما أن القلعة بنيت بنظام دقيق وجميل يضم زخارف متنوعة مستمدة من العمارة والهندسة العمانية ذات الطابع التقليدي الجميل. «
ويضيف الريسي لوكالة الأنباء العمانية: « إن الأهالي الذين عاصروا هذه القلعة العريقة ذكروا أن بها نفقا بطول 8 كيلومترات يربط القلعة بقرية (ضبعين) التي لها تاريخ حافل مرتبط بها، وتحوي أيضا على أبراج قديمة جدًا للمراقبة. « ووضح: « إن القلعة تحتوي على ممرات ضيقة عند دخولك إليها، وسقف قديم صنع من الخشب والسعف، وعلى بئر للاستخدامات اليومية، وعند انتقالك من طابق إلى آخر عليك الحذر بسبب الممرات والانحناءات الضيقة التي صُمّمت لأغراض أمنية، كما يمر بجانب القلعة فلج مائي يسمى (فلج العواهن) وعين مائية تسمى )عين الثوّارة(. وعند وصولك لسطح القلعة يمكنك مشاهدة مناظر خلابة لأشجار النخيل والمزارع والمنازل المحيطة بالقلعة، وكذلك التضاريس الجبلية ولونها الداكن. «
وفي العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حظيت القلعة بالصيانة والترميم في عام 2004 ، واستمرت أعمال الترميم لمدة سنتين، لتفتح بعد ذلك أبوابها للزوار من داخل الولاية وخارجها.
وتستخدم القلعة حاليا في المناسبات الرسمية مثل الأعياد، حيث يجتمع الأهالي صباح كل عيد أمام ساحة القلعة ويتبادلون التهاني والأحاديث الودية، وإقامة الأهازيج الشعبية مثل الرزحة والفنون التقليدية المختلفة، يجتمعون بعدها لتناول الطعام الذي يسمى محليا (المدعومة)، كما يتناولون صباح كل عيد الأرز واللحم والعرسية وغيرها من الأكلات العمانية المعروفة لديهم. ولا تقتصر زيارتك للقلعة عند ذلك، فالعادات والتقاليد التي يعرف بها أهالي القرية من كرم وحسن استقبال تُوجب عليك الجلوس معهم؛ ليقدموا لك التمر والقهوة، وبعدها يحدثونك عن الأخبار التي تنقلها لهم (العلوم).
جدير بالذكر أن قرية فزح بولاية لوى تبعد حوالي 15 كيلومترًا عن مركز المدينة بالاتجاه الغربي من دوار لوى، مرورا بالعديد من المشاريع التنموية التي تشهدها الولاية، منها: مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين، والمركز الثقافي، ونادي الس ام الرياضي، وحديقة لوى العامة، وكذلك طريق الباطنة السريع لتصل إلى قرية فزح.
وتعد ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة من الولايات التي تشتهر بعدد من الأماكن السياحية والتراثية، وتبعد عن العاصمة مسقط حوالي 250 كيلومترا، ويوجد بها الطبيعة الجبلية والبيئة البحرية المختلفة، وعدد من الق اع والحصون التي بقيت شاهدة على العصر الذي عاشه الأجداد.