وجهات سياحية
نيابة الشويمية
منطقة تزهو بدلال بالجمع بين البحر والأودية
والصحراء، وهي البقعة المتفردة الجامعة لكل
أصناف الجمال والمتعة مثلما يتغنى بذلك زائرها في
كل جلساته مع رفاقه وعشاق الصحراء المتجولين
من جميع أنحاء العالم، والباحثين عن أماكن خاصة
يقضون فيها لياليهم المؤنسة بما تحمله من
مساحاتٍ وجدانية وفضاءات مفتوحةٍ على الخيال
والاسترخاء والتأمل.
يمكن الوصول إليها براً عبر طريق الشرقية المعرّج
على نيابة سناو مروراً بولاية محوت، ومنها إلى ولاية
الدقم والجازر، عطفاً على ولاية شليم حتى الوجهة
المقصودة الشويمية، تتمكن تلك البقعة الآسرة من
لفت أنظار وحواس الزائر، وهناك طريق آخر للوصول
إليها عبر ولاية هيماء، ومنها إلى شليم فالشويمية، وطريق )مسقط - صور( إلى جزيرة مصيرة ثم محوت
في طريقٍ مستقيمٍ إلى الأمام حتى الشويمية، وكلُّ
الطرق تؤدي إلى الشويمية.
الشويمية هي عالمٌ مملوء بالدهشة، وتقع على
الساحل المطلِّ على بحر العرب في محافظة ظفار،
في اتصالٍ جغرافي حميم مع محافظة الوسطى،
ويخال للبعض أنها تتبع المحافظة الوسطى، غير
أنها في الحقيقة تابعةٌ لمحافظة ظفار إدارياً، وهي
تبعد عن مسقط 750 كم، و 350 كم عن مدينة
صلالة تقريباً.
تجمع الشويمية عالمين مختلفين هما البحر
والصحراء، في ميزةٍ يندر وجودها، وعليه فإن
سكانها يجمعون بين حرفتين من بيئتين مغايرتين:
صيد السمك، ورعي الإبل والأغنام، وعندما تمتزج بيئة
الصحراء بالبيئة البحرية يتولد عن ذلك تباين وتنوع
في المواقع السياحية والأنشطة، وتتعدد الخيارات
لدى الباحثين عن الأنس والاستجمام.
تشكيلات جبلية مثيرة
الزائر للشويمية يجذبه منظر الجبال وتشكيلاتها
النحتية المثيرة لحظة دخوله أجواء الشويمية، وهي
أولُّ محطات السائح فيها، فهو قد لا يتمالك نفسه
في السير على الشارع العام، إلا ريثما يترجّل عن
سيارته ليلتقط عشرات الصور، ليوثق معلماً من
معالم الطبيعة الربانية التي تميزت بها الشويمية،
إضافة إلى صفاء الرمال ونظافة التربة وكأنها ذهبٌ
إبريزٌ يخطف الأبصار، فسلسلة الجبال المتدرجة والمتشكلة بأشكالٍ شتى، دائما ما تسيطر على
خيال الزائر، وتأخذ به إلى بواطن التأمل والاسترخاء
الذهني ومواطن النقاهة والصفاء الفكري، وتزيل
عناء الرحلة ووعثاء السفر من الزائر الذي قطع مئات
الكيلومترات .
حينما تصل إلى شاطئ الشويمية، وتشعر بنعومة
الرمال تلامس قدميك، لتستمتع برقتها ونظافتها،
وهالة اتساع الشواطئ فيها، كما يلفت طويلاً بقاء
الشاطئ خالياً من أية ملوثاتٍ أو بقايا قمامة، فلا
تجد لمخلفات البشر أيّ أثرٍ، لتهيم حباً بالمكان،
وتوثق الذكريات بالصورة والصوت والقلم .
وعلى مقربة من الشاطئ الجميل يواصل الزائر
ورفاقه المسير إلى موقع البهجة النابضة بروح
السياحة والنقاء، فيممَّ وجهه قِبَل وادي الشويمية،
حيث يطيب له المقام، هنالك عند السلسلة الجبلية
التي تمتع الزائر بوجبةٍ دسمةٍ من تنوعها وتقمصها لأدوار مختلفة من قوانين الطبيعة، إذ يقف الجميع
مذهولاً أمام الجبل الذي ارتدى قبعةً، وتشكل على
هيئة رجلٍ بكل تفاصيله الجسدية، غير أن الرأس كان
أكثر تجلياً وبريقاً، حتى كلّت الكاميرا من تصويره من
زوايا مختلفة، ولا بأس أن تشاهد أيضاً تجويفاً لأشكالٍ
أخرى من الحيوان والجماد والنبات، في الشويمية
التي لا تدخر وسعاً لإرضاء زوارها .
عين الشويمية
قبل الوصول إلى الوادي، يظنَّ الزائر أن الرحلة قد
باحت بأسرارها كاملة، وأن القوم على وشك أن
يغلقوا دفتر ملاحظاتهم، لكن ما أكثر مفاجآت
الشويمية .
تبدو السعادة على جوارح الزوار وهم يقفون على
عين الشويمية التي تنساب من الجبل بتدرج صخوره،
محدثةً منظر شلالٍ رائع، وهنالك نمت العديد من
الأشجار العالية والصغيرة، وقامت الوزارة ببناء درجٍ
كبيرٍ للصعود إلى الجبل، حتى يسهل على الجميع
الوصول إلى العين ومرافقها ليبقى ذلك المنظر
المؤثر طويلاً في الذاكرة.
وما تكاد تنتهي من التعبير عن مدى اندهاشك
بالمكان، حتى يقابلك وادي الشويمية المتدفق
بجريانه وغزارة مياهه والأشجار الكثيفة المحيطة به،
بيد أن من يسير قليلاً إلى الأمام، سيجد البرك المائية
العميقة والطويلة، التي يقصدها الكثير من السياح
من مختلف بقاع السلطنة ودول الخليج العربي.
المخيم التراثي
في لحظاتٍ متأخرةٍ من الليل، وبعد أن بلغ الإجهاد
مبلغاً، تقودكم الشويمية إلى المخيّم التراثي
بنيابة الشويمية، وقد تسر بالتعرف على هذا المكان
المبني من السعف والخشب بطريقةٍ تقليدية، وفيه
بعض المذكرات التي خلفها زوار ألمان وفرنسيون
وأمريكان، وقد صممت الاستراحة بطريقةٍ راقية،
تدخل الزائر في الجو التراثي العماني الأصيل، إذ غرف
النوم المهيأة، وقاعة الطعام التي لا يُطهى فيها
غير المأكولات العمانية والمجلس الشعبي.