التراث
بروج كبيكب
في أواخر عام 1991 م قام فريق من علماء الآثار بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة بمعاينة ودراسة بروج الجيلة في الموقع، وقد تم اكتشاف حوالي ( 90 برجًا ) في حالة جيدة، ويعزى ذلك إلى متانة بنائها وهي تقع على ارتفاع ( 2000 م ) من مستوى سطح البحر، ويبلغ ارتفاع هذه البروج بين 4 - 5 أمتار وقطرها 3 - 4 أمتار، وهي أسطوانية الشكل ومستديرة من الأعلى يتكون بعضها من جدارين بينهما مساحة مملوءة بالحجارة، وتقع فوق مرتفعات الجبال، والطريق إليها صعب، وأثناء سيرك استدر يسارا في اتجاه وادي نام وبعد ( 15 كيلومترًا ) سترى على يسارك آثار أبراج فوق التلال المحيطة، ثم استدر إلى الإشارة التي تؤدي إلى قرية الدمة، وعلى بعد ( 5 كم ) ستصل إلى مجموعة البروج الأولى في مشهد جبلي خلاب، كما يمكنك أن تخيم، حيث توجد هناك أيضا قرية على حافة الجبل، وبعد ساعتين من المشي ستصل إلى مجلس الجن، وهو ثاني أكبر كهف في العالم ولا يمكن النزول إليه إلا بأدوات خاصة والاستعانة بذوي الخبرة.
بروج كبيكب قبور قديمة تعود لفترة حضارة أم النار في الألفية الثانية قبل الميلاد. وما تم العثور عليه سبعة أبراج: أربعة منها على حافة الجبل في طريقها للاندثار، أما الأول والثاني ففي بداية المسطح، وأحدهما ما يزال قائما لم يتأثر بعوامل التعرية. موقع الأبراج كاشف للمنطقة وما حولها؛ نظرا لارتفاع المكان وعلوه مما قد يتفق مع (رواية السطو) التي يرويها الأهالي. كما أن هذه الأبراج تتفق مواد بنائها مع طبيعة المكان. الدخول لهذه الأبراج يستحيل تقريبا؛ نظرا لضيق الفتحة الموجودة.
(كبيكب) بأبراجها تروي قصة اختفت عناصرها ولم يبق منها سوى المكان الذي ترشدك إليه اللوحة الإرشادية (مقابر كبيكب) الموجودة على طريق قريات صور. تظن من الوهلة الأولى عندما ترى اللوحة الإرشادية السياحية إلى كبيكب أنها سهلة المنال بحيث لا تحتاج إلى أن تتزود بالوقود أو مستلزمات الرحلة، إلا أن الوصول إلى أبراج كبيكب يتطلب صعود الجبال ونزول الأودية ومكابدة وعورة الطريق والتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة، فكلما صعدنا إلى الأعلى تتراجع أرقام درجات الحرارة ابتداء من درجة حرارة 30 حتى تصل إلى 15 درجة مئوية عند أبراج كبيكب.