الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2019-02-01
ولاية خصب "بين سحر الطبيعة وعراقة التراث"

ولاية خصب "بين سحر الطبيعة وعراقة التراث"

مسندم هي إحدى المحافظات التي تقع في أقصى الجهة الشماليّة من سلطنة عمان، والتي تتميّز بطبيعتها الساحرة ذات المناظر الخلابة؛ مما جعل منها موقع سياحيّ بامتياز في السلطنة.


تتميز محافظة مسندم بسلسلة جبالها التي تتهادى بشموخ على أمواج بحر عمان والخليج العربي، وتتعانق شطآنها وأخوارها وجزرها لتشكل لوحة بانورامية تعطي بعدا سياحيا نوعيا للمحافظة.


وتعتبر شبه جزيرة مسندم الوجهة الأفضل لجولة سياحية رائعة لإكتشاف سحر المضائق البحرية والجروف الصخرية الضيقة ضمن بيئة جبلية خلابة، حيث تعتبر الرحلات البحرية الوسيلة الأمثل للقيام بهذه الجولات الاستكشافية، المراكب المناسبة تتيح لك مشاهدة الدلافين أثناء إبحار المركب على الساحل. ومن الجميل أيض تنظيم المخيمات، ورياضة زوارق (الكاياك)، وصيد الأسماك، ورحلات السفاري لاكتشاف روعة الحياة البرية.


خصب هي إحدى الولايات التابعة لمحافظة مسندم وتعتبر مركزا إقليما للمحافظة، وتبعد عن مسقط العاصمة نحو 500 كم. تقع خصب في أقصى شمال المحافظة وتطل على بحر عمان من جهة الشرق والخليج العربي من جهة الشمال الغربي، حيث الممر المائي الإستراتيجي مضيق هرمز الذي يعبر من خلاله حوالي 90 % من إنتاج النفط من منطقة الخليج إلى الأسواق العالمية المختلفة، والذي يفصل مياه الخليج متميزاً بسواحله المتعرجة في شكل خيران وخلجان.وتستمد اسمها من خصوبة تربتها وأرضها الغنية بمياهها الجوفية العذبة، والتي تنحدر عبر الأودية الكبيرة عند هطول الأمطار، وتتكون الولاية من 136 قرية تقريب ،ً تتوزع تضاريسها ما بين الساحلية والجبلية.تتميز ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال، وهناك رحلات جوية يومية من مسقط، كما توجد رحلات بحريه بالعبارات السريعة، كما يمكن الوصول إليها بالبر عن طريق معبر يمر بدولة الإمارات العربية المتحدة .


معالمها السياحية
تعد خصب منطقة جذب كبير لقضاء عطلة لا تقل عن ثلاثة أيام، وتتنوع النشاطات فيها ليطفو إلى السطح الرحلات البحرية في المراكب التقليدية الجميلة المفروشة بالسجاد الملون ورؤية الدلافين ترقص بمياه عمان الصافية. وتعتبر الجزر المنتثرة في خصب الوجهة الأفضل لجولة سياحية رائعة لاكتشاف سحر المضائق البحرية والجروف الصخرية الضيقة ضمن بيئة جبلية خلابة، حيث تعتبر الرحلات البحرية الوسيلة الأمثل للقيام بهذه الجولات الاستكشافية، المراكب المناسبة تتيح مشاهدة الدلافين أثناء إبحار المركب على الساحل. ومن الجميل أيض تنظيم المخيمات، ورياضة زوارق (الكاياك)، وصيد الأسماك، ورحلات السفاري لاكتشاف روعة الحياة البرية.


يمكنك التوجه نحو ميناء خصب بعبارة الزورق، فهناك الميناء التقليدي للقوارب الشراعية، وهو مكان التمتع بالزوارق النموذجية في هذه المنطقة من الخليج. كما يمكنك أن تجد الميناء بسهولة من القوارب ليأخذك في رحلة بحرية. إذا كنت من محبي رحلات اليوم الواحد يمكنك الاستمتاع بتلك الرحلات من خلال قارب الداو في الساحل الجميل من مسندم، سيكون بإمكانك رؤية الدلافين على بعد 10 دقائق من ميناء خصب. هناك بعض نقاط الغوص المذهلة، حيث يمكنك أن تستمتع بالسباحة بين الأسماك، وذلك باستخدام قناع الغوص مع أنبوب.


ومن أهم الجزر بولاية خصب:أم الغنم، مسندم، أم الطير، سلامة وبناتها، أم الفيارين، الخيل، مخبوق، أبو مخالف،ساويك، التلغراف. وفيما يلي شيء من التفصيل عن أهمها:

- جزيرة سلامة وبناتها: تقع هذه الجزر على بعد 9 أميال من رأس مسندم أو فك الأسد إلى الشمال، وقد سماها العرب بجزر سلامة وبناتها؛ تعبيرا عن الفرحة عند وصول المسافرين إلى هذه الجزيرة، بعد المعاناة والتعرض لأخطار البحر. وهي أشهر جزيرة تقع بالقرب من مضيق هرمز. أما بالنسبة لبناتها فهن مجموعة من الجزر الصغيرة، وبموقعها وحالتها هذه هي معلم له بيئته السارة التي تبعث في النفس الطمأنينة والارتياح. ولطالما ارتاد هذه الجزيرة الكثير من محبي البحر والسفر، بالإضافة إلى السواح والقادمين لرؤية فك الأسد، حيث يُعرج بهم على هذه الجزر للاستمتاع بها؛ لما توحيه من الراحة النفسية والسلام الداخلي، بالإضافة إلى مشهد أمواج البحر العالية التي لا تفوت، أما الطقس فدائما ما يكون رائعا تفسده رطوبة خفيفة، ولكن طالما الأمواج ساكنة فلا ضرر؛ لأن حركة الزورق السريع تخلق تيارا جميلا.
- جزيرة أم الغنم: يبلغ طولها في حدود ميلين تقريبا، وهي من الجزر المشهورة، ولها تاريخها في مواجهة المعارك الحربية في الحرب العالمية الثانية، عندما حاولت الدول الكبرى آنذاك السيطرة على الخليج، فاتخذت منها حامية لصد أية مواجهات هجومية. وقد اشتق اسم هذه الجزيرة من كونها ذات أرض صالحة للرعي، وقد جعلت مقرا لقاعدة رأس
مسندم البحرية؛ لأهميتها وأهميةأحداثها التاريخية. وبهذه الجزيرة شواهد أطلال من العصور القديمة مما يدل على مكانتها وحضارتها في الماضي العريق.
- جزيرة التلغراف: اكتسبت هذه الجزيرة الكائنة في مكان غير بعيد من جزيرة الغنم أهمية تاريخية، وانطلقت منها أول نقلة في وسائل الاتصال الأولى إلى الخليج العربي في القرن التاسع عشر، فقد أنشئت بها محطة التلغراف، ومنها نقل ومُد الخط التلغرافي للخليج عام 1864 م، وبهذا الامتياز والسمة التي انفردت بها عن غيرها أصبحت معلما تاريخيا أثريا على درجة كبيرة من الأهمية.
- خور نجد:ينحدر الطريق من مستوى 1800 متر فوق سطح البحر تقريبا حتى دخولك سهل خصب، وفي تقاطع طريق وادي (سل أعلى) ستجد هناك لوحة لخور نجد، وسل أعلى على الجانب الأيمن، ويأخذك الطريق الممهد إلى منطقة بالقرب من ميدان الرماية العسكرية، ومن هناك تتجه يسارا ثم تستمر في طريقك إلى الجانب الجبلي، عندما تقف على مرتفعات هذه التلال ستشاهد منظرا بانوراميا لخور نجد، حيث تقف لساعات شاردا في لوحة طبيعية أبدع في رسمها خالق الكون جل وعلا. وتنتشر في هذا المكان بعض الأشجار البرية والعديد من أنواع الطيور البحرية أما الشاطئ فهو صخري وطيني؛ لذا تصبح السباحة فيه شبه مستحيلة.
- خور شم:يصل طول هذا الخور إلى 20 كم، ويضمّ العديد من القرى، ويمكن الوصول إليه بحراً فقط وذلك عن طريق السفن التقليدية، ويعد مقصداً سياحي للتنزه والتخييم ومشاهدة الدلافين.يتوسط خور شم جزيرة صغيرة تدعى جزيرة التلغراف، ويرجع سبب التسمية إلى أنه في عام 1860 استخدمت هذه الجزيرة كقاعدة ربط لكيبل التلغراف (والذي تم مده تحت الماء) لربط البصرة في العراق بالهند. وأما سحر البحر الحقيقي فيكمن عند غروب الشمسإذا كنتم من محبي التخييم على الشاطئ،إذ تضفي غروب الشمس للبحر نوعا من الحمرة وتهبط تدريجا إلى أن تشعرك بأنها تغرق فيه رويدا رويدا، وتبدأ ذرات المياه الفضية المشعة المتلاطمة بالقارب بالشحوب، وسرعان ما تتحول مياه البحر إلى سواد قاتم، وهنا تنتهي الرحلة لتعود إلى الشاطئ مع كم هائل من المشاعر المتضاربة، لكنها تبقى رحلة تخلد في الذاكرة ولا تنسى.وتبرز العديد من المعالم السياحية الأخرى في خصب تتمثل بالمنتزهات الطبيعية في الروضة والسي والخالدية، إضافة إلى وادي خن ومسيفة حيوت.

المعالم الأثرية
يُوجد في ولاية خصب عدد من المعالم الأثرية مثل القلاع، والحصون، والأبراج، مثل ثلاثة أبراج في الولاية هي: برج السيبة الذي يقع بجوار مقرّ إقامة شيخ تميمة خصب، وبرج كبس القصر الذي اندثرت معظم معالمه ولم يبقَ منه سوى الأطلال، وبرج سعيد بن أحمد بن سليمان آل مالك الذي يُعتبر من أهمّ بقايا الحصن الكبير. من أهم المساجد القديمة الموجودة في ولاية خصب: جامع يُسمى السيبة أو الجامع الغربي الذي أُعيد بناؤه في عام 1980 م، كما يوجد فيها مسجدا السوق والكمازرة، حيث أعيد بناء كل منها في العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس المعظم.

أما قلعة خصب فهي قلعة ساحرة تجذب عيني الزائر عند مروره عبر الطريق الساحلي في الجزء القديم من المدينة، تطل على الجانب البحري كحصن شامخ في الجانب الشرقي في ولاية خصب، وقد قامت هذه القلعة على بقايا قلعة أخرى قبل تعزيز بنائها من قبل البرتغاليين، وقد قام الإمام ناصر بن مرشد بطرد البرتغاليين من المدينة بعد أن عمل على توحيد البلاد خلال فترة إمامته (1624  1649 م)، وقام بعده الإمام سلطان بن سيف اليعربي بترميم هذه القلعة، فيما أولى سلاطين آلبوسعيد اهتماما متزايدا بها، واستعملوها كبرج للمراقبة، وكمنزل لعائلة الوالي، ويرجع تاريخ المبنى الحالي للقلعة إلى ما يقرب من 250 عاما، وقد تم ترميمها في عام 1990 م.

عند القدوم إلى القلعة تجد عند بوابتها الرئيسة ثلاثة مدافع صغيرة موجهة نحو البحر، حيث كانت حتى وقت قريب تستعمل للإعلان عن حلول عيد الفطر عند رؤية هلال شهر شوال، وقد صنعت أبواب هذه القلعة التاريخية من خشب الساج الأصلي، وجدرانها مزينة بالسيوف والبنادق القديمة؛ مما يدفع الزائر إلى تأمل آثار حضارة عريقة. تفتح القلعة أبوابها يوميا من 9:00 صباحا حتى 4:00 مساء طوال أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة، حيث تفتح من الساعة 8:00 إلى 00 : 11 صباحا، وتجد في الداخل محلات للصناعات اليدوية يقوم بإدارتها مرشد القلعة، وبإمكانك شراء بعض الهدايا التقليدية كالمباخر، ومصنوعات سعف النخيل. وفي الناحية الخلفية من القلعة، وفي جانبها الشرقي نجد المزارع والبيوت الصيفية لأهالي حارة الكمازرة، ويجري حاليا تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير هذه القلعة؛ لتكون عبارة عن متحف يعكس ملامح من التقاليد العريقة في المحافظة.


وفي الولاية عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية. فمن أهم الحرف: صيد الأسماك، تربية الماشية، الطب الشعبي، الزراعة، حيث تنتج التمور والليمون والفاكهة والخضراوات وأعلاف الحيوانات.


ومن الصناعات التقليدية: صناعة شباك الصيد، صناعة العصي المعروفة بالجرز، صناعة الفخاريات، السعفيات، صناعة القوارب والنسيج.ومن أهم الفنون الشعبية والتقليدية: المولد النبوي، فن الندبة، الرواح، السارح، الصادر، الساري، الزار، الجلويح، الدان، الليوا، السحبة، الشلة، الزاجرة، العازي، المعلاية، الرزحة. وقد عرفت ولاية خصب الخدمات العصرية الحديثة طوال سنوات النهضة المباركة التي يقودها جلالة السلطان قابوس المعظم. فهناك المدارس الحديثة بمراحلها التعليمية الثلاث، إلى جانب الخدمات الصحية، حيث مستشفى خصب المجهز بأحدث المعدات الفنية لتوفير الرعاية الطبية للمواطنين هناك، إضافة إلى وجود مركزين صحيين.كما يوجد مطار داخلي، وكذلك ميناء خصب الذي يسهم في تنشيط الحركة التجارية في المحافظة، وتسعى الحكومة حالي إلى تطويره بشكل متكامل، كما أجريت عدة مشاريع ضخمة من أهمها: مشروع طريق خصب،بخاء الساحلي، ومشروع للصرف الصحي بالولاية، وتوجد محطات تحلية المياه في القرى الساحلية ذات الكثافة السكانية وهي كمزار وشيصة وليما.