التراث

التاريخ: 2019-02-01
قرية وكان

قرية وكان

تتميّز سلطنة عُمان بجمال الطّبيعة الخلّاب، فهي تحتضن الكثير من المناطق والقرى الجميلة جداً، ويقصدها الزّوار لزيارتها ورؤية جمالها من مختلف مناطق العالم، واشتهرت سلطنة عُمان بجمال مدينة صلالة التي تقع على البحر، وتكتسب شهرة واسعة جدّاً، ولكن سننتقل للحديث عن قرية من القرى الجبليّة المشهورة في عُمان، وهي قرية وكان، لنتعرف عما يميّزها عن القرى العُمانية الأخرى.


تقع قرية وكان في سلطنة عُمان في محافظة جنوب الباطنة في وادي المستل بولاية نخل، ويبلغ ارتفاعها ما يُقارب الألفي متر عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة العُمانيّة مسقط مسافة مئة وخمسين كيلومتراً، ويُعتبر الطريق المؤدّي إلى القرية من الطّرق الوعرة، ولهذا تُستخدم سيّارات الدّفع الرّباعيّ للوصول إلى القرية، حيث تقع القرية على جبل في سلسلة جبال الحجر الشرقيّ.

عند الذّهاب لزيارة قرية وكان من العاصمة مسقط ينطلق الزائر من دوار ولاية بركاء ثمّ يتّجه إلى اليسار، ومن ثمّ يكمل الطريق وكأن الاتجاه أصبح إلى ولاية الرستاق، سيكون هناك مفترق طرق بين ولايتي نخل والرستاق وهناك لافتة مكتوب عليها وادي مستل، من هذه اللافتة ينعطف الزائر بمركبته إلى اليسار، وبعدها يواصل السّير حتى الوصول إلى بداية طريق ترابيّ، وبحذر يواصل السّير حتى الوصول لمفترق طريق آخر، سيكون الاتجاه إلى اليمين حيث توجد لافتة مكتوب عليها الهاجر، ويواصل السّير بالصّعود فبعد مسافة بسيطة يجد لافتة ترحّب بزوار قرية وكان، ففي قمة الصّعود توجد القرية هناك.


أما عن طبيعتها الجغرافيّة المميّزة فتتميّز قرية وكان بمناخ شبيه لمناخ دول حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تكون الحرارة معتدلة صيف ومنخفضة شتاءً، ولهذا تشتهر القرية بزراعة الأشجار المثمرة كأشجار المشمش والعنب والرّمان، تُعتبر القرية قريةً سياحيّة؛ ولهذا يوجد عند مدخل القرية مركز لاستقبال الزوّار وتقديم المعلومات لهم عن كلّ ما يحتاجونه خلال زيارتهم للقرية، فعند الصعود إلى القرية سيبدأ الزّائر باستخدام الطّريق المؤلّف من سبعمائة درجة صعوداً نحو القمة، فالطريق آمن ومحاط بسياج، وسيستمتع الزّائر بالمناظر الخلّابة خلال صعوده. ويوجد هناك طريق مخصّص لمحبِّي هواية المشي، وهو الطريق الجبليّ الذي يربط القرية بالجبل الأخضر، وتمّ إنشاء هذا الطّريق دون المساس بهوية القرية باستخدام مكوّنات الطّبيعة، ويوجد هناك أيض مركز خدميّ واستراحة تشرف على القرية، ولهذا يمكن مشاهدة القرية من خلال أبراج المشاهدة، وسيندهش الزّائر من جماليّة المنحدرات وأشجار النّخيل والمشمش وجداول المياه المتدفّقة، فالقرية تحفة طبيعيّة لا بدّ من زيارتها عند زيارة سلطنة عُمان. ومع حلول شهر رمضان يكثر الحديث عن القرية العمانية وكان » التي لا يصوم سكانها سوى 3 ساعات فقط فيما يصل معدل ساعات الصيام في أغلب دول المنطقة العربية قرابة 15 ساعة يوميا.

وراج الحديث عن أن قرية وكان » ، تمتاز بفترة نهار قصيرة تصل إلى حوالي 3 ساعات فقط في اليوم. ترتفع القرية نحو ألفي متر عن سطح البحر، وتشرق
الشمس فيها حوالي الساعة 11 صباحا وتغرب عند الساعة 2:30 ظهرا، وهو ما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن ساعات الصيام بالقرية لا تتعدى ال 3 ساعات. في المقابل، نفى الدكتور عبدالله المسند، أستاذ الجغرافيا المشارك بجامعة القصيم تلك الأقاويل مبررا الأمر: بأن وقوع قرية أو مدينة في قاع الوادي، أو محاطة بالجبال العالية بحيث لا يشاهدون الشمس إلا في ساعات محددة من النهار عندما تكون قريبة من كبد السماء لا يعني هذا أن وقت الصيام عندهم منوط برؤيتهم لقرص الشمس . وأضاف الدكتور المسند: إن وقت الصيام يبدأ من طلوع الفجر الصادق لا طلوع الشمس من فوق قمم الجبال، وينتهي بغروبها تحت الأفق لا خلف الجبل .