الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2017-11-01
وادي العربيين

وادي العربيين

يُعد وادي العربيين من الأودية الجميلة في محافظة مسقط، ويبعد 3 كيلومترات عن مركز ولاية قريات على الطريق المتجهة ناحية قرى )فنس وبمه(، ويشق الوادي أخدود هائل عميق في خاصرة هضبة جبال الحجر الشرقي، تتميز المنطقة بغزارة المياه حيث تتواجد بالوادي البرك المائية العميقة، يتكون وادي العربيين من أربع قرى تتوزع على ضفتيه، وتشتهر هذه القرى بزراعة النخيل والموز والليمون والمانجو.


فمن يبحث عن المتعة والفضاء المفتوح على الماء المتدفق، سيجد ضالته في وادي العربيين، هذا الموقع السياحي الذي لا يعرفه الكثيرون، والذي تنحدر مياهه من أعالي هضبة جبال الحجر الشرقي، على مقربةٍ من ولاية قريات، ويعتبر محطة سياحية مهمة للأفواج السياحية القاصدة وجه الشرقية عبر بحارها ورمالها وتكويناتها الطبيعية الخابة.


الوصول إلى وادي العربيين يتم عبر طريقين: الأول يأتي بعد تجاوز مدخل ولاية قريات من الطريق الساحلي الجميل )قريات - صور( بكيلومترات يجد القادم من مسقط لوحةً على الجهة اليمنى، ثم يسلك الطريق المعبد الذي ينتهي بتقاطعٍ ترابي، ينعطف بعدها يساراً، ويواصل المسير عبر طريقٍ ترابي متعرج، يلزم أخذ الحذر والانتباه والحيطة فيه، خاصة في ظل وجود بعض الوعورة، ويمتد ) 17 ( كيلومتراً، حتى يستشرف الزائر قرية البطحاء من عقبة الجبل، ليتضح له جمال الطبيعة جليةً ورائقة، وهي أولى التقاسيم التي تشد الانتباه للمكان والطبيعة البكر، وبعدها يصل إلى بداية الوادي، حيث البركة المائية التي تازم الجبل كظله. أما الطريق الثانية: تكون عبر قرية ضباب، من خال طريقٍ ترابي يبلغ ) 12 ( كيلومتراً، وهو أسلك وأسهل من الطريق الأولى، تمر على مناظر طبيعية رائعة، ابتداءً من مدخل الوادي الذي يقصده الكثيرون من فئة الشباب لغرض الاستحمام، هذه الطريق تمر على عددٍ من القرى الصغيرة كالصليفي والفرع والحيل حتى يصل إلى قرية البطحاء ملتقى الطريقين، لتبدأ رحلة استكشاف استثنائية الطبيعة في المكان والدهشة المغايرة.


بعد طريقٍ متعبٍ قلياً، وجراء عناء الرحلة، فإن البركة المائية الكبيرة التي تستقبل الزوار في قرية البطحاء تسرُّ الناظرين، وتبعث الأمل والانشراح في النفوس، وتأخذ الزائر في أجواء الدهشة المغايرة بمرأى الماء العذب النقي، فما يميز وادي العربيين هو صفاء مائه، فكل شيء تنعكس صورته عليه بصفاءٍ مثير، ما يزيد من متعة المكان وأناقته وروعته.


بعد البركة وعلى الميمنة طريق الفلج عبر ممراتٍ زراعية، تنطلق عبره رحات هواة المشي وتسلق الجبال، فتراهم يعبرون الفجاج بإقدام، وهو طريقٌ محفوفٌ بأشجار المانجو والليمون والموز والنخيل، مروراً على جداول الفلج الجبلية، وصولاً إلى الوادي النمير، حيث تجتمع أمارات الجمال وعناصر الإبداع الكونية، وسط مجرى الوادي الذي يجري بتدفقٍ في بعض أركانه، وينسل بين الصخور والمسامات الأرضية في أخرى، ليظهر بقوةٍ في مكانٍ لاحق، جريان الوادي يملأ النفس إشراقاً والعين بهجةً وحيوية.


يوجد بالوادي أربعة أفاجٍ غيلية، وهي: فلج مطاح، وفلج العقة، وفلج الناقمة، وفلج الحيلة، إضافة إلى أفاجٍ مهمةٍ أخرى: كفلج البطحاء، وفلج حيل القواسم، وفلج الصليفي، وفلج الفرع، جميعها تسقي المدرجات الزراعية، التي أضافت للمكان بعداً جمالياً أخاذاً، وعمقاً طبيعياً مدهشاً.


متعة التخييم:
هذا المكان من الصعب أن تجده خالياً من الزائرين، والمثير في الأمر أن الغالبية العظمى من زواره هم من الدول الأجنبية، في حين فإن الزوار المحليين والعرب لا يوجدون بكثافة في الوادي، ما يميز هذا الموقع السياحي البديع هو غزارة مياهه وتدفقه بقوة على مدار العام، إذ أنه لا يتأثر بتأخر هطول الأمطار أبداً، وعليه فهو يتمتع بقابلية الزيارة في أي وقتٍ وفصلٍ كان.


طول الوادي جعله مهيأ للتخييم، إذ يمكن للزوار أن ينصبوا خيامهم على امتداده، فهو فسيحٌ وتتوافر فيه كل سبل الراحة، فالجبال الشاهقة، والتعرجات الصخرية، والأرض المفترشة بالحصى الصغير، والبرك المائية الممتلئة، والمياه المنسابة بين الصخور والجارية برشاقة تمنحك كل دوافع التخييم وإطالة الإقامة فيه، خصوصاً مع الأسرة.

 

البحيرة الكبيرة:
في نهاية الوادي تجتمع كل الإثارة، ويحضر الجمال بكل عنفوان، حيث البحيرة الطويلة الممتدة، والتي تشبه البحر في طولها واتساعها، بحيرة يقف المرء أمامها مشدوهاً مأخوذاً ببديع صنع الخالق، فهي لوحة فنية طبيعية لا تترك أي أثرٍ في النفس من شوائب الحياة وأدرانها، تأخذ من الزائر كل ما يعتلج بصدره من متاعب وهموم وقلق وتلقي به في بطنها، هناك على ضفافها لا ينشغل الزائر إلا بتأملها والاستمتاع بالنظر إلى حركة مياهها المتموجة، وكأن هناك من يجذب الماء ثم يعيده بطريقةٍ سلسةٍ ومبهرة.


البحيرة تلعب دوراً في منح الزائر الاسترخاء الذي يريده، كما أن بلدية مسقط قامت بوضع لائحةٍ كبيرة تحذر الناس من الاقتراب منها لمن لا يجيدون السباحة، فهي عميقةٌ جداً، ويكتمل ذلك الجمال البيئي بمنظر الشال الذي يستحوذ على قلبك، ويأسر كيانك وينقلك إلى عالمٍ آخر، الشال يصب بغزارةٍ وبقوة في البحيرة التي لا ترتوي أبداً منها، بل يشعر الشال بظمئه الشديد.