ظلت الكهوف بصورتها النمطية المتعارف عليها ومنذ الأزمنة البعيدة لغزا محيرا اكتنفه الكثير من الغموض، كما كانت مصدرا خصبا للكثير من الأساطير والقصص الغريبة التي علقت لفترات طويلة في أذهان المجتمعات، إضافة إلى ما شكلته هذه الكهوف من مصدر لاكتشاف الكثير من الكتابات القديمة والوثائق التاريخية بالغة الأهمية، والتي غيّرت بصورة جذرية الكثير من المعتقدات والأفكار عن بعض الديانات.

عند الحديث عن الكهوف في سلطنة عمان، وأهمية هذه الظاهرة، وأنواعها، والدور الذي لعبته على امتداد الفترات التاريخية وتعاقبها، فإنه لا بد من التأكيد أن الكهوف في السلطنة تميزت بتباين أنواعها وأطوالها وأحجامها وتكويناتها الجغرافية، الأمر الذي حتم على حكومة السلطنة استغال هذا الجانب في دفع القطاع السياحي؛ ولكون هذه الظاهرة فريدة في المنطقة وبحاجة إلى الوافر من الدراسات والبحث العلمي أيضا.

تتميز العديد من الكهوف في محافظة ظفار بوجودها بالقرب من العيون المائية الرئيسة، مثل كهف إتين القريب من عين جرزيز والذي يعتبر من حيث المساحة الأكبر في منطقة عين جرزيز. ينقسم الكهف داخليًا إلى كهفين الكهف الرئيس تبلغ مساحته 602 مترا مربعا، والكهف الصغير وتبلغ مساحته 189 مترًا مربعًا. ويبعد الكهف عشرة كيلومترات عن مدينة صالة، يمكن الوصول إليه عن طريق الشارع العام صالة إتين، حيث يقع الكهف في الجهة اليمنى بعد نهاية عقبة إتين على هضبة جبلية ترتفع عن سطح البحر 400 متر، ويمكن من خاله مشاهدة جميع جوانب الوادي بحكم ارتفاعه وموقعه المميز.

ويرتاد كهف إتين الكثير من السياح والمهتمين بالطبيعة والكهوف طوال العام، حيث يشرف على جميع جنبات وادي جرزيز، ويوفر موقعًا متميزًا للنزهة والاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية، إضافة إلى وجود بعض الظواهر الجيولوجية داخل الكهف كالهوابط التي تقطر منها المياه أثناء هطول الأمطار.