الفروسية
هل خيولك محمية من ظروف الطقس؟
لقد بنيتَ المأوى المثالي لخيولك بتخطيط دقيق وتفكير صائب، وأنت تنظر إلى مراعيها وتعجب بتصميمها الأمثل وموضعها الأنسب، ومن ثم تنظر إلى خيولك ولا تجدها في المأوى، إنها تقف خارجا رغم الطقس السيء: المطر أو الشمس الساطعة في النهار، ولكنها تبدو سعيدة ومحصنة ضد جميع المشاكل التي تتكبدها بالإنابة عنها.
تقول كارين مالينوفسكي، مديرة مركز روتجرز للخيول في محطة التجارب الزراعية في نيو جيرسي:« إنه على الرغم من أن هذا السيناريو قد يكون مألوفا، إلا أنه لا يزال من المهم توفير المأوى للخيول، وسواء كان المأوى مصدّا طبيعيا من الريح توفره التضاريس أو ظل شجرة أو ملجأ من المطر من صنع الإنسان، فإن هناك أوقاتا تبحث فيه الخيول حقا عن المأوى وتستعمله «. وتقول مالينوفسكي: « لا تحتاج الخيول بالضرورة إلى حظائر، ولكن الحصول على شكل من أشكال المأوى أمر أساس بالتأكيد، وما يشكل مأوى مائم يعتمد على عدد من العوامل للحالة الصحية للحصان وحالة جسمه، والمناخ الذي يعيش فيه، ووجود مصدات الرياح الطبيعية، والغطاء النباتي، والممارسات الإدارية .«
التعامل مع الحرارة:
يقول ستيفن هيغينز مدير إدارة الالتزام البيئي والتأقلم مع مجموعة واسعة من الظروف البيئية؛ لهذا السبب نجدها من كندا إلى جنوب إفريقيا، ومن أستراليا إلى أيسلندا، وأينما تتواجد تكون قد تكيفت بشكل جيد مع بيئتها «. وكما يشرح: تستخدم الخيولُ عددا من الآليات والسلوكيات الفسيولوجية لتنظيم درجة حرارة الجسم في الحرارة، وتشمل هذه التعرق، وزيادة معدل التنفس، وتوسع الأوعية (الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجسم)، وزيادة استهاك المياه لتبديد الحرارة، وقد تبحث الخيول أيضا عن المناطق الظليلة أو كثيرة النسمات عند توفرها .
إذن ما مدى أهمية الظل والحماية من الشمس عندما يرتفع الزئبق؟ هذا سؤال سعت كاثرين هولكوم إلى بمحطة التجارب الزراعية في كلية الزراعة بجامعة كنتاكي: « تمتلك الخيول القدرة على التكيف معالجته في بحثها في جامعة كاليفورنيا، ففي حين أن العديد من العلماء قد درسوا الإجهاد الحراري في الخيول التي تخضع لتمرين شاق أو تتعافي منه، إلا أن ما يعرف عن تأثير الحرارة على الخيول في الراحة قليل. في دراستها نظرت هولكوم وزماؤها في المتغيرات الفسيولوجية والسلوك في الخيول الموضوعة إما في حظائر مظللة تماما أو غير مظللة تماما، وجد الباحثون أنه في ظروف الصيف الحارة والمشمسة في ولاية كاليفورنيا، كان للظل فائدة فسيولوجية كبيرة. كان للخيول في الظل درجات حرارة منخفضة عند المستقيم والجلد، وقلة العرق، وكانت معدلات التنفس أقل، ومع ذلك تشير هولكومب: إلى أن القياسات الفسيولوجية للخيول التي كانت بعيدة عن الظل لا تزال ضمن النطاقات العادية، وقالت: هذه الخيول البعيدة عن الظل كانت على الأرجح أقل راحة، ولكن لم تتعرض أبدا إلى توتر يكفي لتحريك استجابة التوتر، ولكن وفقا لماحظات هولكومب هناك مناطق أخرى حيث يكون متوسط الرطوبة ودرجات الحرارة أعلى من الطبيعي؛ مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث.
أنواع المأوى:
يتوقف نوع المأوى الذي توفره لخيولك على الظروف المناخية في منطقتك، وحالة خيولك الصحية، وكيف تفضل إدارة خيولك. إن الخيول التي تعيش في الهواء الطلق على مدار العام تتطلب المأوى المائم، الذي يحميها من الظروف الجوية القاسية، سواء كان ذلك حرارة الصيف أو الرياح العنيفة أو المطر أو الجليد في فصل الشتاء، يمكن إدارة جداول التردد اليومي للخيول على حجيراتها وفقا للطقس، إذا لم تكن قادرة على الوصول إلى المأوى في بادوك التدريب.
السقائف:
هي هياكل تتكون من ثاثة جوانب وسقف، وتستخدم هذه الهياكل غالية التكلفة؛ لتوفير المأوى في المناطق التي يكون الطقس الشتوي أكثر شدة، وفي شهور الصيف يمكن أن تستخدمها الخيول للحصول على الظل وبعض الراحة من الحشرات، ولتحسين التهوية في أشهر الصيف يمكن لماّك الخيل صنع فتحة بمقدار نافذة (من خال قطعة قابلة للرفع، أو باب متحرك أو بمفصات على ارتفاع كاف، حتى لا يمكن للخيول أن تحتك به أو تصيب أنفسها بسببه) وفتحات أو فتحات صغيرة تحت الأفاريز، يجب أن تكون السقائف كبيرة بما فيه الكفاية لاستيعاب عدد الخيول الموجودة في حقل أو بادوك للتدريب بأمان، وكقاعدة عامة توصي مالينوسكي ب 100 - 120 قدم مربع لكل حصان، مع أدنى ارتفاع للسقف يبلغ 10 أقدام.
الهياكل المصنوعة من ألواح:
وهي أساسا جدران مفردة منصوبة في المرعى، مع وجود بعض المساحة بينها - وهي ترى في المناطق ذات الشتاء القاسي، يقول هيغنز: أنت تريد أن يكون السياج مساميا 20 ٪ و 80 ٪ مغلقا، ما يعنيه ذلك هو أنه إذا كنت تستخدم لوح من الخشب عرضه 6 بوصة، فعليك أن تضع فجوة مقدارها 1.5 بوصة بين كل لوح.
هذا التصميم يسمح لبعض من الرياح بالمرور من خال الهيكل، ولكنه يمنع مرور أكثرها؛ لأنك تغير الديناميكا الهوائية من خال وجود تلك الفتحات التي تسمح للهواء بالمرور عبرها، وكذلك في فصل الشتاء فإن الثلوج ستُحمل بعيدا عن السياج قبل أن تستقر على الأرض، وفي أشهر الصيف يمكن للخيول أن تستخدم هذا الهيكل للظل. وبالنسبة لهياكل الألواح، يوصي هيغنز بطول حوالي 7 أقدام، مع طول 5-4 أقدام لكل حصان، يمكنك أيضا إضافة سقف، فيشبه هذا إلى حد كبير السقيفة، ولكن بجدار واحد فقط، ومن الفوائد الإضافية لهذه الهياكل هو أن الخيول ذات المستوى الأدنى يصيبها القليل من هيمنة زمائها من القطيع.
سطح الأرضية:
أي سطح للأرضية يستخدم في المأوى يجب أن يكون مستوي ويوفر الاحتكاك الكافي لمنع الحصان من الانزلاق إذا انطلق أو أثناء النهوض بعد الاستلقاء، وينبغي أن تظل الأرضية جافة أيضا. يقول هيغينز: « إن الخيول تفضل الخروج من الطين والتمتع بالوقوف على موطئ قدم صلب .«
وللتحكم في تراكم الطين في مناطق المأوى، فإن هيغينز يوصي بتركيب ردمية عند المناطق ذات الحركة الكثيفة، وهي عبارة عن أسطح تنتج عن إزالة التربة السطحية، ووضع نسيج أرضي نفاذ، وتغطيته بكتلة كثيفة من الحصى، إن الردمية عند المناطق ذات الحركة الكثيفة مناسبة داخل وحول المباني والسقوف على حد سواء، كما يقول هيغينز.
خاصة الموضوع:
يقول هيغنز: يمكن أن تواجهك الكثير من المشاكل عند بناء واحد من هذه الهياكل، ولكن الأمر في النهاية يعود إلى الحصان سواء أكان سيستخدمه أم لا، مؤكدا على أهمية بناء شيء يناسب المناخ واحتياجات خيولك، إن وضع المأوى المناسب وحجمه وتصميمه كلها عوامل رئيسة يجب مراعاتها. وتقول مالينوفسكي: لن أنزعج إذا نظرت إلى الخارج، ولم أجد خيولي في مأواها، حتى في الأوقات التي كنت أعتقد أنها ستكون فيها؛ لأنه يمكنك أن تتوقع أنه في مرحلة ما طوال ال 24 ساعة في اليوم و 365 يوما في السنة أن خيولك ستستفيد منها.