التراث

التاريخ: 2017-08-01
قلعة الفيقين

قلعة الفيقين

تقع قلعة الفيقين بولاية منح في بلدة الفيقين، قام ببنائها الشيخ مسعود بن محمد بن سليمان البوسعيدي عام 1027 ه / 1617 م في بداية فترة حكم النباهنة، وتعتبر القلعة لغزاً حقيقياً وسراً من أسرار العمارة العسكرية التقليدية العمانية، فهي قلعة مهيبة وحصينة وشامخة.


وتتكون القلعة من أربعة أدوار تضم مجموعة من الغرف والمخازن، وعند مدخل القلعة الصغير يوجد بئر ماء يصل عمقه إلى سبعة أمتار، وكل دور من أدوار القلعة متصل بالبئر عن طريق فتحة تصل الدور الرابع بالدور الأرضي، وفي كل دور حوض ماء للاستحمام والاغتسال، وكل دور يحوي بهوا واسعا، يتصل بالدور الآخر عن طريق سلم ملتوٍ، والمدخل الرئيس للقلعة يؤدي إلى قسم واحد فقط من أقسام القلعة.

تعد القلعة أحد المعالم التاريخية والأثرية بولاية منح، وقد قامت وزارة التراث والثقافة بترميم القلعة، التي تقف شامخة تناطح السماء علوا تتوسط القرية القديمة، وتعبر عن عراقة تلك الولاية، وهمم أبنائها الذين خلفوا هذا المعلم التاريخي الشامخ المتين المعبر بوضوح عن مدى ملكة العمانيين وبراعتهم في الهندسة والتقنية المعمارية والبناء
الحضاري والتشييد والزخرفة والنقوش والتقسيمات اللازمة، لتكون الحامي من كيد الأعداء وبطشهم، والقادر على التمكن منهم أيضا، وقلعة الفيقين بتفاصيلها ومتانتها وشموخها وعلوها وجمالها وتقنيتها العالية ومرافقها تعد مرجعا للمتخصصين في الهندسة المعمارية والتخطيط وفي القيادة العسكرية فهي وسط قرية كانت كما يبدو من بقاياها أنها راسخة الأركان كثيرة السكان، كما أنها تُحاط بالحدائق الغناء، وخرير الماء بجوارها والمسجد مجاور لها، وتلك الجوانب التي تعد من أهم وسائل القوة والتحصين، والتي تجعل الدولة أو المجتمع أو القبلية قادرة على الثبات والمقاومة حين الأزمات والشدائد.