التراث

التاريخ: 2017-08-01
سمد الشأن نجمة الشرقية

سمد الشأن نجمة الشرقية

عندما يأتي ذكر سمد الشأن يتبادل إلى الأذهان فور سماع الاسم النسمات العليلة، والأنهار الرقراقة، وأشجار النخيل المتكاثفة، وجبال عالية شمّاء، وحصون منيعة شامخة. وعندما نتكلم مع التاريخ ومجرى سمد الشأن عبر العصور يجّرنا الحديث إلى أشياء متعددة لم تكن تخطر فجأة على البال، فمن التاريخ إلى التراث العماني إلى التكنولوجيا الحديثة إلى الحضارة الموغلة في القدم انتهاءً إلى الحضارة الجديدة.


إن تاريخ سمد الشأن يتحدر من ينبوع مالكي نسبة إلى مالك بن فهم الأزدي، فتأريخها له أهمية فائقة، حيث كانت مرتع العلماء والفقهاء، ومنها: الأئمة، والقضاة، والأدباء والشعراء. ومن أبرز العلماء فيها: الشيخ سالم بن خميس الجهضمي، وأبي الحواري، والشيخ راشد بن سعيد الجهضمي، والشيخ سليمان بن راشد الجهضمي، والشيخ أحمد بن ناصر البوسعيدي، والشيخ حمد بن عبدالله البوسعيدي، والشيخ ناصر بن حميد الراشدي، وغيرهم الكثير.


مدافن وآثار سمد الشأن: تحتوي نيابة سمد الشأن الكائنة بولاية المضيبي على مواقع أثرية متعددة تعود إلى مستوطنة ميسر المعروف تاريخها إلى الألف الثالث قبل المي اد، والتي تميزت بعمليات استخراج وصهر النحاس خلال تلك الفترة، والتي تعتبر متقدمة بحضارة تختلف عن غيرها من المستوطنات.


بدأت عمليات التنقيب عن الآثار في بداية الثمانينات من قبل فريق استكشاف ألماني، قدّم خلالها معلومات تفيد عن قيمة تلك المستوطنة وتأريخها وعراقتها، وقام الفريق بدراسة المنطقة وما تحتويه من آثار، وتم اكتشاف مدافن حجرية تعود للعصر الحديدي، وهي عبارة عن حفر مستطيلة يتجاوز طول بعضها المترين والنصف، محددة بحجارة مختلفة الأحجام، تم حفرها واستخراج كل ما بداخلها من بقايا عظام، وأختام حجرية، وأواني معدنية، وجرار فخارية، ورؤوس سهام، وحراب نحاسية، ومجسمات لأحصنة وجمال، وأنواع من الخرز المصنوع من الصدف والعقيق وخواتم برونزية.


جمالها: أما ما توصف به سمد الشأن من الجمال يعتمد على تمتعها بجاذبية بين السحر والجمال تشدها إلى ذلك أنهارها المتعددة، وحصونها المنيعة، وقلاعها العالية.


في سمد الشأن أخلاط من القبائل العمانية ورئاستها من قديم الزمان لآل جهضم بن مالك بن فهم. أما سكانها فتسبقهم شهرتهم بالكرم والجود النابع من الأصالة.


حصونها: ومن حصونها المشهورة حصن حزام المشهور وقد بناه النباهنة في عهد ملكهم، وحصن الخبيب وقد بناه سعيد بن خلفان البوسعيدي، وبيت الحائط، وبيت الوكيل، وحصن القري، وحصن حزام الآنف الذكر، والذي يعود تاريخ بنائه إلى حوالي 700 سنة أو أكثر، وهو حصن جميل الشكل والتنسيق نادر البناء، وهو أشبه بالأسطورة أو من قصور ألف ليلة وليلة، وتوجد به آبار ماء للشرب، فهو يتوسط سمد الشأن من ناحية العلاية.


وتتكون سمد الشأن من عدة مناطق تابعة لها، وهي: الروضة، والأخضر، والشريعة، واليسر، وقرية لزق، بالإضافة إلى بلدان وادي عندام غربا، وشمالا قرية بعد ومنطقة الجرداء.


وتبلغ الحوائر السكنية فوق العشرين حارة قديما وحديثا، أما العلاية ففيها أربع حوائر وهي: الحجرة، المسرح، والمريبي، والشأن وهي الحارة الجديدة الزاخرة بالمباني الجديدة الجميلة. سمد الشأن جنة خضراء تخال الناظر إذا ما اقترب منها دُهِش لجمالها الخ اب وتركيبها الراقي الذي نُحت بأيد عمانية.


فبساتينها غناء وارفة الظ ال كثيرة الثمار في وقت القيظ جنة عالية تقارب قمم الت ال، تتلألأ باسقة تعم بأريجها جنباته، فهي منارة على الطريق تهدي السائرين خ ال هذه البساتين والجداول الرقراقة والأف اج الجارية التي تبلغ عدتها 4 أفلاج، وهي: الصويريج ويسقي علايتها، والضبي، والسمدي، و العسي.


أما بساتينها فتشرح الصدر وتم أ النفس والفؤاد بالغبطة والحبور، وتغرد كطائر بري فوق البراري يعلو بصوته مناديا أقرانه.