وجهات سياحية
ظفار "هبة الخالق لعمان"
ظفار أو أرض اللبان، عرفت قديم (بلاد بونت، ساكلن، أوفير)، وهي تشكل ثلث سلطنة عمان تقع محافظة ظفار في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان وتتصل من الشرق بمحافظة الوسطى التي كانت تشكل الثلث الشرقي من ظفار ومن الجنوب الغربي في الجمهورية اليمنية أما من الجنوب فتطل على بحر العرب ومن الشمال على صحراء الربع الخالي المحايده للحدود السعودية ويسمى نجد ظفار وهي بادية ظفار. وهي أرض اللبان والبخور في الجزيرة العربية منذ القدم، وتكتسب محافظة ظفار أهمية تاريخية في التاريخ العماني، حيث أشتهرت قديما بتصدير اللبان لحضارات العالم القديم، كالحضارة الفرعونية والاشورية والفارسية والرومانية والإغريقية وتعتبر بوابة عمان الضخمة على المحيط الهندي وحلقة الوصل بينها وبين ساحل شرقي أفريقيا. ومعبر القوافل في جنوب شبه الجزيرة العربية وقد ذكرت ظفار في العديد من الروايات وكذلك ذكرت في أحاديث قديمة تعود لعهد النبي محمد (ص).
واذا ما اتينا على ذكر تاريخ ظفار فقد اشتهرت بإنتاج اللبان الذي تنمو أشجاره بغزاره في واحة حوجر وانظور بجبل سمحان وفي وادي عدونب وسدح وهانون وحاسك والذي مهدت تجارته لترسيخ علاقة المنطقة بحضارات العالم القديم قبل حوالي 8 آلاف سنة، حيث تم تصديره إلى ب اد ما بين النهرين والهند ومصر واليونان وفارس وروما القديمة من ميناء سمهرم وعبر طرق القوافل البرية. كما يوجد فيها العديد من الآثار التاريخية والاكتشافات الأثرية الهامة كالبليد ومدينة شصر وسمهرم والأحقاف، ويعود تاريخ أغلب هذه الاكتشافات للألف الثالث قبل المي اد، من التسميات القديمة لظفار ( ساكلن، بونت، اوبار، عفار، اوفير ،بلاد الشحر، ريدان ) وتمثل جزءاً كبيراً من بلاد الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم في قصة قوم عاد وهود. كما تم ذكرها في النقوش الفرعونية في معبد أبوصير البحري ورسم لوحة جدارية لرحلة اسطول الملكة حتشبسوت الفرعونية إلى ظفار.وكانت تسمى أيض بالب اد السعيدة تاريخي .ً وتعتبر تاريخيا المصدر الرئيسي لشجرة اللبان.
تنقسم ظفار إلى ث اث نطاقات مناخية محلية النطاق الأول هو السهل الساحلي لظفار حيث تبلغ مساحته 260 كم مربع، وهو سهل ساحلي خصب ذو مياه جوفية عذبة عالية الجودة، يمتد من منطقة ريسوت غرب مدينة صلالة إلى الأطراف الغربية لمدينة طاقة، وهذا الإقليم ذو أربعة فصول في السنة مع اعتدال في معدلات درجة الحرارة السنوية. والنطاق الثاني هو نطاق جبال ظفار وتحديدا المنطقة المتأثرة بالرياح الموسمية، تتكون جبال ظفار الأولى من جهة الشرق هي كتلة جبل سمحان والتي تحتضن ولايتي سدحومرباط، والكتلة الثانية هي كتلة جبل القرا حيث يطل على ولايتي طاقة وصلالة والكتلة الثالثة هي كتلة جبل القمر والتي تحتضن ولايتي رخيوت وضلكوت. وبالنسبة إلى موقع وشكل جبال ظفار فإنها متصلة ممتدة من الشرق إلى الغرب في مواجهة بحر العرب، حيث يتجاور الجبل مع البحر في مناطق جبل القمر ويفصل بينهما سهل صلالة في كتلة الوسط ويعود الجبل ليجاور البحر مرة أخرى في أقصى شرق كتلة جبل سمحان، متوسط ارتفاع سلسلة جبال ظفار هو 1000 متر عن سطح البحر، ويصل ارتفاع أعلى قمة في جبل سمحان إلى 2000 متر ويصل الارتفاع في جبل القرا إلى 1000 متر وفي جبل القمر إلى 1700 متر في أقصى ارتفاع. مناخ جبال ظفار شبه موسمي معتدل الحرارة، تتأثر خ ال الفترة من 21 / 6 إلى 21 / 9 بالرياح الموسمية الجنوبية القادمة من بحر العرب فتغطي السحب سماء ظفار فيتاسقط الرذاذ الخفيف لمدة ثلاثة أشهر على جبال ظفار وسهول ظفار الساحلية فتكتسي الأرض بساطاً جميلاً من الخضرة وهو ما يسمى لدى اهل ظفار بموسم الخريف. والنطاق الثالث هو نطاق البادية وهو نطاق صحراوي جاف قليل المطر ويتداخل مع صحراء الربع الخالي في أقصى الشمال الغربي لظفار وتوجد اربع ولايات في بادية ظفار وهي ولاية ثمريت وولا ية مقشن ولاية شليم وجزر الحلانيات وولاية المزيونة.
ويتميز مناخ محافظة ظفار بشكل عام بالاعتدال طيلة أيام السنة إلا أنها تتأثر بالرياح الموسمية الغربية القادمة من المحيط الهندي حيث تستقبل جبالها الأمطار
الموسمية المصحوبة بالسحب الكثيفة والضباب طوال أشهر الخريف التي تمتد من يونيو وحتى سبتمبر من كل عام وتصل درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها في فصل الشتاء عند 15 درجة مئوية.
صلالة هي المدينة الرئيسية، وتقع على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، ويربطها بباقي أجزاء السلطنة طريق معبد يصلها بالعاصمة مسقط التي تبعد عنها حوالي 1040 كم . وصلالة لها تاريخ قديم ما زالت آثاره باقية حتى اليوم، وكانت تعرف قديماً باسم البليد، واشتهرت مدينة البليد الأثرية بأنها أحد موانئ تصدير اللبان الذي انتعشت تجارته في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر المي ادي، كما يؤكد عدد من الرحالة والجغرافيين في كتاباتهم منهم ماركو بولو وابن بطوطة. كما أكدت الحفريات الأخيرة بالمنطقة الأهمية التاريخية لهذه المدينة من خلال ما وجد بها من أسوار، وتحصينات مائية ،وأعمدة منحوتة، وأواني فخارية، حددت الفترة التاريخية التي تعود إليها. ومن المواقع التاريخية القريبة من المدينة، جبل أتين في الشمال الغربي من صلالة، حيث يوجد على قمته ما يعرف بضريح النبي أيوب، وبجانب الموقع الأثري بني مسجد حديث سمي (مسجد النبي أيوب)، وأصبح هذا المسجد من أهم المزارات الدينية في محافظة ظفار . ومن المزارات الدينية المعروفة في صلالة أيض مسجد النبي عمران في منطقة القوف، وبجانبه قبر طويل يدعى قبر النبي عمران . وتتميز صلالة بجمال طبيعتها، فشواطئها الرملية البيضاء الخلابة تمتد لمسافات طويلة منها شاطئ القرم جنوب صلالة، وشاطئ الخندق وخور البليد في الجنوب الشرقي، وشاطئ الدهاريز. وهناك عدد من العيون والأودية على مقربة من صلالة باتجاه الجبل، تعد من أجمل الأماكن الطبيعية الترفيهية مثل عين جرزيز، وعين رزات، وعين صحنوت، وقد أنشئ بالقرب من بعض هذه العيون حدائق ومنتزهات أهمها منتزه عين حمران بولاية طاقة، ومنتزه عين رزات بصلالة، التي ينعم زوارها بمناظر العيون الجارية والخضرة الجبلية الأخاذة خاصة في فصل الصيف الذي يعرف محلي بالخريف. ومن التقاليد الجميلة في صلالة انتشار المح ات الصغيرة (الأكشاك) على جوانب الشوارع الداخلية، وأمام المزارع، التي تتوفر بها معاصر تقدم العصائر الباردة كعصير الموز، وجوز الهند (مشلي)، وقصب السكر، والفافاي، والعنب، والرمان، وغيرها.