الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2016-08-01
مسفاة العبريين

مسفاة العبريين

مسفاة العبريين هي بلدة بل هي جوهرة على صدر جبال ولاية الحمراء، تقع على مبعدة من ولاية نزوى بستين كيلومترا تقريبا، الزائر لهذه البلدة يفتتن بعراقة الماضي، وتلك الهندسة المعمارية العريقة التي أبدع فيها أجدادنا صخرة فوق أخرى.


عندما تخرج من مسقط المدينة الكبيرة وتدخل إلى مسفاة العبريين هناك تخرج من عالم إلى واقع آخر، تكمن الروعة في كل حجر صغير يطؤه قدمك أثناء تجوالك في البلدة، فإن كانت هناك كلمات تصف جمال هذه البلدة نختزلها جميعا بكلمة واحدة (أخاذة).

سميت مسفاة العبريين بهذا الاسم؛ نظرا لأن الرياح تسفيها أي تهب عليها من جهات ث اث، وتصطف المنازل في بلدة مسفاة العبريين صفاً واحداً وهي بيوت طينية تطل على بساتين النخيل والليمون التي يتم زراعتها في هذا المكان، فهذه القرية الجميلة الزاخرة ببساتينها ومبانيها الطينية تنفرد بنظام هندسي مختلف، حيث تصطف البيوت القديمة جنبا إلى جنب.


ويتقاسم الأهالي في مسفاة العبريين المسطحات الزراعية، وعلى جبنات المزارع وأشجار الليمون والسفرجل يوجد فلج يعانق نهايته العين، مياه الفلج هذا تخترق البساتين وتنساب في جداول منظمة تنظيم رائعاً، تم توزيعها على الأهالي لتكون شريانا لحياه متجددة. يدعى الفلج بالمسفاة، وهو عبارة عن هندسة قديمة، ويعتبر من أكثر الأفلاج روعة في التشييد، ولم يتم تغيير اتجاه الفلج حتى اليوم؛ نظرا لشموليته لجميع أجزاء بلدة مسفاة العبريين، إذ يتفرع ليسقي الحقول المتناثرة على جنباته والبساتين الواقعة في الأعلى، ويصب فلج المسفاة في حوض كبير وسط البلدة.


من البوابة المسماة ببوابة «الصباح » ندخل إلى حارة ضيقة تنتشر على جانبها البيوت المرتفعة، التي تضفي للبناء الهندسي القديم براعة الاستفادة من الصخور الموجودة في المكان كجزء مكمل للبيوت. هناك تتلاصق البيوت مع بعضها حتى كأنها تتعانق لشدة تقاربها .


ستطربك أصوات العصافير وهي تشدو بإيقاع متجانس مع خرير الماء، مشكلة بذلك سمفونية متمردة أجل من أن تحصر جمالها في نغم وإيقاع آخاذين، يضاف لهذا الترحيب حسن معشر أهلها الذين يستقبلونك بالابتسامة والسلام.


ومن أشهر وأقدم البيوت الأثرية في بلدة مسفاة العبريين )بيت البيتين( والذي يعود تاريخه إلى مائتي عام، ويرتفع لأكثر من طابقين، ولا يزال صامداً إلى اليوم رغم العوامل المناخية ومرور السنين، وقد كتب على إحد أبوابه بيتا من الشعر يعتقد أنه قديم ونصه:

إن شئت تنظر بهجة الجنات
عرج هديت لبلدة المسفاة


وبيت البيتين لا يزال محافظاً على شكله حتى يومنا هذا. كما توجد قلعة قديمة بنيت قبل الإس ام، ويقال لها قلعة روغان، ويشاع أنها بنيت على يدي أخ ملك كسرى.


أما البيوت القديمة فيها فتحمل الطابع العماني الأصيل حتى اليوم، بنيت المنازل على الصخور العالية، ونجحوا بتعليق القرية بأكملها على هضاب الجبال. فتتداخل
البيوت وتتباين وفقا لطريقة بنائها، وتتميز ببروز الصخور المصفوفة فوق بعضها كجزء من حيطان المنزل، لتضفي جمالية لا تضاهيها هندسة الفن المعماري الحديث، أما عن الممرات التي تقسم البيوت فتتميز بأسقفها الخشبية، وتكثر الأبواب القديمة التي حرصت الحكومة على المحافظة عليها بشكلها القديم. عند تجولك في الحارات القديمة، تستقطبك وجوه عديدة من كافة الجنسيات أتوا لرؤية الطبيعة التي تشكلت على أيدي الإنسان العماني القديم، حيث شكلت القرية عامل جذب سياحي من كل بقاع العالم، وتسمع همسات الأطفال وهم يمرحون بين ممرات الحارة، ويلعبون في أزقتها. يشجعك المشهد على مواصلة سبر أغوار هذه القرية، ويتطلب الأمر المشي من خلال بوابة الحارة القديمة وعبر ممراتها الضيقة المحفوفة بجدران المباني الطينية، التي ارتفع بعضها إلى طابقين، هندسة بناء رائعة مازالت صامدة إلى يومنا هذا بالرغم من الظروف الطبيعية المستمرة في نحتها، إلا أنها تستمد صلابتها من عزيمة السكان المحليين وثباتهم في المحافظة على قريتهم بما فيها.


قرية مسفاة العبريين تعد نموذج رائع للإنسان العماني الذي استطاع التكيف مع الطبيعة وصياغة بيئة تلائم حياته.


يعد أفضل موقع للإط اع على جمال القرية من الإمتداد الجنوبي لها، منطقة تسمى )السيبان( ويمكن الوصول إليه بإنعطاف على يمين الشارع قبل الوصول إلى مشارف الحارة القديمة، حيث يمر الشارع على المساكن الحديثة، وفي نهاية الشارع يمكن مشاهدة مدرجات الحقول الخضراء، تعلوها البيوت الطينية، كما يمكن مشاهدة قلعة روغان الأثرية، وهي من أهم المعالم التاريخية بولاية الحمراء.


وقد شهدت بلدة مسفاة العبريين ولا زالت تشهد نقلة نوعية في مختلف الخدمات


العصرية حيث تم في هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  حفظه الله ورعاه  إدخال مختلف الخدمات الاساسية والضرورية مثل خدمات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات كما تم اطلاق اسم مدرسة باسمها ويوجد بها مسجدان أبرزهما مسجد )السيبان( تقام فيه صلاة الجمعة المباركة، كما تقوم وزارة السياحة بتطوير القرية وتحويلها الى مركز سياحي متقدم حيث لا تزال الجهود مبذولة لترميم البيوت وتحويلها الى بيوت سياحية .