الفروسية
كيفية التنبؤ بولادة الأمهار
تقول سيدني الرايخ في مقالتها عن وجوب القلق من إنتاج الفرس للحليب المبكر: لم يكن المُ اك قلقين حقا عندما استدعوني لمعرفة ما إذا كان في مقدورهم الترتيب لإرسال فرسهم إلينا للولادة. قالوا: «إنها تبلي بلاء حسنا، لكننا ربما نكون في حاجة إلى شحنها؛ لأن حلمات ضرعها بدأت تقطر الحليب ». فقلت لهم: «ما موعد الولادة؟ فتأوهوا قائلين: «تبقت حوالي ستة أسابيع من ولادة مهرها، ولكننا نعتقد أنها ستضع مهرها في وقت مبكر؛ لأن الحليب يقطر من حلمات ضرعها » فسألتهم: «هل تظهر على الحلمات قطرات من الشحم، أم أنه الحليب ؟ ». وكان الرد: «الحليب ». ثم سألت: «هل الحليب أبيض أم سائل صاف؟ » فأجاب المالك: «حليب أبيض». فرددت عليه: «أنت تحتاج إلى استدعاء الطبيب البيطري على الفور؛ ففرسك في ورطة، ولن تشحنها للولادة في أي وقت قريب .»
ماذا كانت مشكلة الفرس؟ ليس غريبا أن تمتلئ ضروع الأفراس الحوامل بالحليب قبل ولادة أمهارها ولا أن تقطر أحيانا حلماتها بالحليب، ولكن ما يثير الحفيظة في هذه الحالة كان مدى بعد الفرس عن موعد الولادة، ومع ذلك كان الحليب يقطر من حلمات ضرعها. ووفقا للعادة كانت هذه علامة على أن هناك مشكلة في المشيمة، وينبغي أن يفحص الطبيب البيطري الفرس على الفور.
التهاب المشيمة:
يمكن أن يتسبب في التهاب المشيمة كائنات حية مختلفة بكتيرية، فيروسية، أو فطريات. ويعتبر التهاب المشيمة أحد الأسباب الرئيسة في حالات الإجهاض في وقت متأخر من الحمل في الأفراس، ويحدث عادة عندما يدخل عنصر معدي من خلال عنق الرحم ويصعد إلى الرحم. ومن الممكن أيضا دخول بعض الكائنات الحية في الرحم في وقت التزاوج، فتسبب التهاب في وقت متأخر من الحمل. إذا أصبح الالتهاب حادا، يمكن أن تنفصل المشيمة قبل الأوان؛ مما يتسبب في موت الجنين أو الإجهاض، وحتى لو لم يكن حادا، فيمكن أن يؤدي إلى ولادة سابقة لأوانها، أو ولادة أمهار ضعيفة، أو غيرها من المشاكل.
كيف تعمل المشيمة؟
توفر المشيمة كل ما يحتاجه المهر من غذاء وأوكسجين أثناء فترة الحمل، وهي تحيط بالمهر من كل جانب وتعلق ببطانة الرحم، وتشبه قماش الفيلكرو بطريقة ما من حيث إنها نتوءات صغيرة تشبه الأصابع (الزغابات)، وهي أساسا تلتصق إلى بطانة الرحم. في مرحلة مبكرة من الحمل يكون هذا الالتصاق سميكا جدا، ولكن تقل سماكته مع تقدم الحمل؛ مما يسمح بنقل المواد المغذية بطريقة أكثر كفاءة، وتقل سماكة المشيمة أيضا مع نمو الجنين، وهناك غدد بين تلك الزغابات توفر بروتينات تعرف باسم حليب الرحم، وهي تحافظ على الجنين في المراحل المبكرة من الحمل.
مع تقدم الحمل يتم إدخال المواد الغذائية وكذلك الأوكسجين إلى المهر عبر المشيمة، أيضا يتم أخذ الفضلات بعيدا عن المهر عبر المشيمة. تتكون المشيمة ببطء ولكن عموما تغطي منطقة الرحم بأكمله بعد مرور 80 يوما من الحمل. وتنقل الزغابات الصغيرة التي تشبه الأصابع والتي تعلق ببطانة الرحم المواد المغذية بين المهر والفرس. وفي الفرس العادية عادة ما يتم التخلص من المشيمة في غضون ثلاث ساعات من الولادة. وعندما يرضع المهر، فإنه يحفز إنتاج الأوكسيتوسين، الذي يساعد المشيمة على الانفصال من الرحم،وعموما يتم التخلص منها في غضون ثلاث إلى أربع ساعات بعد الولادة.
ما هي الكائنات التي تسبب التهاب المشيمة؟
تشمل بعض الكائنات البكتيرية التي يمكن أن تسبب التهاب المشيمة الكاذبةَ الوتدية (عادة هي سبب خناق الخيل)، والعقدية السوافية، والبَريمِيَّةُ البُومُونِيَّة. كما يمكن التقاط داء البريميات بزيادة التعرض للحياة البرية، أو من مناطق المستنقعات الرطبة.
والكائنات البكتيرية الأخرى، مثل: المكورات العنقودية النيابة، العقدية النيابة، الزائفة الزنجارية، والكلبسيلة الرئوية يمكن أن تنتقل إلى الفرس في مرحلة التزاوج. تتضمن الأسباب الفيروسية للالتهاب إلتهاب الشرايين الفيروسي في الخيول بالرغم من أن التهاب المشيمة الفطرية أقل شيوعا من أنواع مختلفة من التهاب المشيمة، فإنه لا يزال سببا مهما من أسباب الالتهابات المقلقة. وعادة ما يكون الكائن الحي المسؤول عنه هو الرشاشية. وفي حين أن بعض الالتهابات الفطرية يمكن أن تحدث بسبب وصول الكائن الفيروسي من خلال عنق الرحم، يعتقد أن معظم الحالات تنشأ من الجهاز التنفسي، يشق الفطر؛ كونه حاضر في الجهاز التنفسي، طريقه من خ ال الدورة الدموية للفرس، ومن ثم إلى المشيمة؛ لأن الفرس والمهر الجنين يتشاركان نفس إمدادات الدم من خ ال المشيمة،وعادة لا تصبح حالات التهاب المشيمة الفطرية واضحة إلا بعد مرور 300 يوم من الحمل.
تعتبر الأفراس التي أصيبت بالتهاب المشيمة من قبل أكثر عرضة لالتهاب المشيمة في الحمل في المستقبل، والأفراس التي أنتجت العديد من الأمهار هي أيضا في خطر أكبر.
ما هي علامات التهاب المشيمة؟
العلامة الأكثر شيوعا هو النمو المبكر للضرع في الفترة ما قبل التضخيم العادي للضرع،والذي يحدث في وقت متأخر من الحمل، قد يقطر الحليب من ضرع الفرس وقد لا يقطر. وهناك علامة مشتركة أخرى هي إفرازات الفرج، والتي قد تكون دموية أو تحتوي على صديد. وقد تظهر على الفرس علامات الولادة مثل: التحرك جيئة وذهابا، والدوران، والاضطراب، وهي تحدث قبيل الولادة.
ما هي سماكة غشائي الرحم والمشيمة الملتصقين؟
يمكن أن ينظر الطبيب البيطري في سماكة جداري الرحم والمشيمة الملتصقين عن طريق الموجات فوق الصوتية. وإذا كانت المشيمة سميكة بشكل غير طبيعي، قد يكون ذلك مؤشرا على الالتهاب، وقد يكون من الممكن أيضا تحديد عبر الموجات فوق الصوتية ما إذا كانت المشيمة منفصلة عن جدار الرحم، وهذا يتوقف على مهارة الطبيب البيطري، إذا كانت سماكة الالتصاق أكبر من 15 م، وخاصة في منطقة عنق الرحم، قد يكون هناك سبب للقلق،فعلى سبيل المثال عندما تأتي الفرس للولادة نقوم بشكل روتيني بقياس سماكة غشائي الرحم والمشيمة الملتصقين، باعتبارهما جزءا من فحص ما قبل الولادة. وعندما يكون هذا الالتصاق سميكا بشكل غير طبيعي قد يشير إلى التهاب المشيمة.
العلاج:
يجب أن يجري الطبيب البيطري فحصا للفرس ويصدر توجيه بالع اج. ويمكن استخدام المضادات الحيوية، ومكملات هرمون البروجسترون، ومضادات الالتهابات، والأدوية المستخدمة لتأخير الولادة. من الضروري أن نعرف ما هو الأثر المحتمل لأي أدوية قد تُستخدم للمهر الجنين بعد وقبل البدء في بروتوكول العلاج، وينصح بالعمل مع الطبيب البيطري؛ لتحديد أفضل الطرق العلاجية.
المتابعة:
إذا كانت الفرس تحتفظ بجنينها للولادة أو أنها قريبة من الولادة، فمن الضروري حضور ولادتها؛ لأنه من المرجح أن يكون المهر ضعيفا أو في خطر. وإذا كان الحليب يقطر من حلمات الفرس المصابة بالتهاب المشيمة، فمن المرجح أن يحتاج المهر إلى سرسوب مُكمِّل للبن الفرس؛ لضمان تلقيه حماية من الأجسام المضادة المناسبة، ولذلك تأكد مما إذا كان يمكنك الحصول على السرسوب من بنك السرسوب، وتأكد من مراجعة مستوى اختبار الغلوبولين المناعي عند ال 12 ساعة من عمر المهر المولود. وربما يحتاج إلى الغلوبولين المناعي وإذا كان الأمر كذلك، فمن الأسهل تقديم تلك المكم ات عن طريق الفم. ومع ذلك يمكنك فقط أن تعطيه الشكل الفموي من البلازما في ال 24 ساعة الأولى من الولادة. وبعد ذلك الوقت فإن أي بلازما يجب أن تُعطى عن طريق الوريد. وقد يتطلب المهر الإشراف والرعاية التمريضية؛ لأنه سوف يكون أيضا في خطر متزايد بسبب تعفن الدم.
استرد المشيمة، لأنه قد تكون هناك علامات يمكن ملاحظتها من ما قد تسبب في التهاب المشيمة. كما قد يكون من الممكن استزراع المشيمة أو أخذ عينة منها. وتأكد أن طبيبك البيطري قد فحصها. وقم بوزنها. ينبغي أن تزن ما يقرب من 11 في المائة من وزن المهر. وإذا كانت المشيمة ثقيلة بشكل غير طبيعي مع وجود أغشية سميكة، فهذا مؤشر واضح لالتهاب المشيمة .
وبوصفي متخصصة في تربية الخيول، فأنا دائما أَزنُ المشيمة في كل ولادة مهر، وأنشرها أيضا وأفحصها عن كثب؛ للتأكد من أن عدم بقاء أجزاء منها داخل الفرس، فإبقاء أي جزء من منها داخل الفرس يمكن أن يؤدي إلى عدوى الرحم، والتهاب الصفيحة، وغيرها من المشاكل الخطيرة.
ينبغي تدريب القائمين على الولادة على كيفية استرداد المشيمة بعد تخلّص الفرس منها، وأنه ينبغي إصدار تعليمات لهم للحفاظ عليها، ومن ثم عرضها على الطبيب البيطري لفحصها.
فحص المشيمة
يجب أن تتخلّص الفرس من المشيمة قبل انقضاء ثلاث ساعات من ولادة المهر. (تذكر القاعدة 1 - 2 - 3 - ينبغي أن يقف المهر قبل انقضاء ساعة واحدة من ولادته، ويجب أن يرضع قبل انقضاء ساعتين، ويجب أن تتخلّص الفرس من المشيمة قبل انقضاء ثلاث ساعات). قم بارتداء القفازات القابلة للتصرف، وقم باستعادة المشيمة وخذها إلى منطقة نظيفة وجافة، حيث يمكن فحصها. إذا كنت تنوي الاحتفاظ بها للطبيب البيطري، ضعها في كيس القمامة ووضعه في دلو في مكان بارد وجاف.
لا تضعها في كيس القمامة المعرض للشمس وراء الحظيرة على سبيل المثال، لا سيما إذا الطبيب لا يصل إلا بعد عدة ساعات. إن المشيمة المطهية ليست شيئا يود الطبيب البيطري التعامل معه، كما أنها سوف تدمر أي فرصة للاستزراع أو أخذ العينات. قد يبدو شيئا سخيفا أن أقول، ولكن رأيت الناس يفعلون أكثر مما تعتقد، ولا سيما في أجزاء من البلاد حيث يكون المناخ دافئا في فصل الربيع.
تتكون المشيمة من السقاء المشيمائي، وهو الغشاء الخارجي للمشيمة؛ والسلى وهو الغشاء المشيمي الداخلي؛ والحبل السري.
استخدم القفازات القابل للتصرف، واقلب خارجها إلى الداخل. عندما يولد المهر يقلب داخل المشيمة إلى الخارج، لذلك فأنت تعيده مرة أخرى إلى تكوينه الطبيعي. يجب أن يكون مظهر خارج المشيمة مخملي أحمر، لأنه هو الجزء الملتصق إلى جدار الرحم. سوف يكون الغشاء الداخلي أملس (وهو الجانب الذي كان مقاب ا للمهر).
خذها من الحبل السري وانشرها بحيث تشكل الحرف الانجليزي” Y” عند نهايتيها في الأعلى ويكون الحبل السري عند أسفل الحرف “ . ”Y إن قرن الرحم حيث يوجد المهر يكون أوسع بكثير من القرن الآخر والفتحة في نهايته تكون حيث كانت تتصل المشيمة بعنق الرحم. هذا المنطقة شاحبة وليس لها المظهر المخملي الأحمر الموجود في بقية سطح السقاء المشيمائي. تعرف هذه المنطقة باسم “نجمة عنق الرحم”، وهنا يفحص الطبيب البيطري ليرى إذا كان هناك دليل على وجود العدوى التي تمكنت من الوصول إلى المشيمة من خلال عنق الرحم. والمكان الأكثر احتمالا لبقاء غشاء المشيمة بالداخل هو طرف القرن الذي لا يستضيف الجنين؛ لأنه رقيق جدا، لذلك تأكد من أنه سليم ومكتمل.