وجهات سياحية
رحلة عالم البحار
كان عالم المحيطات من العوالم شبه المجهولة لدينا نحن البشر، وكان جل ما يستطيع المرء فيما مضى الغوص قلي ا لاصطياد سمكة تسد جوعه، أما اليوم ومع التطور الهائل الذي شهده العالم أصبح لدى كل فرد منا القدرة على خوض مغامرة الغوص في المحيط، وصقل مهارته عبر أحدث الأجهزة،والتي تمد بالمساعدة الهائلة لرؤية ما تجهله من هذا العالم. وإن كنتم لم تجربوا رحلة في عالم البحار إلى يومنا هذا،فها نحن ندعوكم لزيارة سلطنة عمان؛ لتكتشفوا كنوزها عبر الغوص في أمكان عدة خصصت لهذا الغرض.
لطالما كانت عُمان من أهم الوجهات السياحية لمحبي الصحراء وخوض غمار الاكتشاف فيها،ففي حين تُحاول باقي مناطق الشرق الأوسط اللحاق بركب الحداثة بأيّ ثمن، تتروّى عُمان لترسم أفق مستقبلها المشرق بخطوات ثابتة، حرص منها على الحفاظ على جمال طبيعة البلاد، وغنى إرثها الثقافي. فأمست هذه السلطنة التي تُعدّ المنتج الأكبر للبخور في العالم بلداً مميّزاً تتناغم على أراضيه أوجه الحداثة العصرية مع معالم الماضي التقليدية المستدامة،وهكذا أوجدت عُمان لنفسها مكاناً على خارطة السيّاح المغامرين، وبات يتوافد إليها بكثرة متسلّقو الجبال، ومستكشفو الغابات، والكهوف، ومحبّو قيادة السيّارات رباعية الدفع. لكن اسم عُمان أيضا ارتبط بعلاقة وثيقة مع البحر منذ أمد طويل؛نظرا لمقومات ساحله الشاسع، الذي يمتد لمسافة 3165 كم بمحاذاة أرض السلطنة؛ لذا كان لا بد من الإشارة إلى أهمية رح ات الغوص فيها،وما تحمله من متعة وجمال وتجربة فريدة لا تنسى، إلى أن أصبحت اليوم جنة الغطّاسين، حيث تنتشر المئات من مواقع الغطس المميّزة على طول المسافة الممتدّة من محافظة «مسندم » الشمالية الغنيّة بالممرّات والوهاد البحرية العميقة، وحتى مدينة «صلالة » في الجنوب، حيث ما زالت الأغوار المائية الجديدة والمذهلة تُكتشف حتى اليوم بفضل الغوّاصين والسيّاح المغامرين. وبين هاتين المنطقتين، تقع محميّة جزر «الديمانيات » الطبيعية، المؤلّفة من تسع جزر صغيرة غير مأهولة بالسكان، تشكّلت عبر الزمن من المرجان المتحجّر. وفي الجهّة المواجهة للريح في هذا الموقع المذهل، يستطيع الغطّاسون بلوغ عدد كبير من المنخفضات والمنحدرات البحرية، فضلاً عن المساحات الشاسعة من الشعاب المغمورة بالمياه، والكمّ الهائل من المغاور والتجويفات الصخرية التي يمكن السباحة عبرها. أمّا في الجهّة المحجوبة عن الرياح فتكثر الشعاب المرجانية والسلاحف والأسماك،والتي تعيش في بحيرات ضحلة ومياه قليلة العمق.
ولا ننسى جزيرة الفحل الشهيرة التي تزدحم بالغواصين الذين يسبرون عمق البحر وأغواره بمتعة وسعادة لا يمكن وصفها. أما «بندر الجيسة » فيبلغ عمق المياه عند شاطئها حوالي 15 متراً فقط، وغالباً ما تترقرق بألوانها الزاهية، كما أنّها غنيّة بالشعاب المرجانية والصخور الملوّنة التي تجذب إليها الغوّاصين والأسماك على حدّ سواء، وبما أنّ هذا الموقع صغير نسبياً، فإنه مثالي للغطس الليلي.
وعن «بر الجصة » فهو يوفر للنزلاء عبر منتجعاته ومنها «شانغريلا » العديد من الرياضات البحرية المتنوعة؛ لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من الموقع المميز على بحر عُمان. ويتم توفير رحلات الغوص السطحي ومشاهدة الدلافين يوميًا.يستطيع كل من: الغواص المبتدئ، والغواص المتمرس من الاستفادة من رحلات الغوص، ودورات السباحة تحت الماء.
لا تنسَ التجربة الفريدة التي تضفي لحياتك شعورا بالسعادة عند السباحة مع الدلافين، والغطس معها في محيطها.
تمتدّ الفترة المثالية لزيارة عُمان ما بين منتصف شهر أكتوبر وحتّى نهاية شهر أبريل. أمّا في فصل الصيف الذي يمتدّ من مايو إلى سبتمبر، فتبلغ الحرارة 35 درجة مئوية، وقد تصل أحيان إلى حوالي 50 درجة، علم بأنّه من الممكن ممارسة رياضة الغطس على مدار السنة، مع نقاوة مثالية في الرؤية تحت الماء في شهر مايو.