وجهات سياحية
وادي غول
يعد وادي غول من أهم أودية ولاية الحمراء وبه عدة بلدات وأحياء صغيرة، تتميز بجمالها وطبيعتها الخلابة، يضم وادي غول أيضا حصن الفرس القديم الذي لم يتبق منه إلا أساساته، ويعتقد أنه آخر معقل للفرس في عمان، ويعود تاريخه إلى زمن مالك بن فهم الأزدي.
إذا وادي غول مكان مميز لمن يحب الطبيعة بكل تشكيلاتها: الجبال الشاهقة، والوديان الجارية بعذب الماء الرقراق، بعد سحاب غزى السماء حام ا الرعد والأمطار الغزيرة، والأشجار الخضراء التي تبعث في النفس السرور والحبور، وسعادة أخرى تضاف بعد نجاحك لخوض غمار التحدي، لتعود من هناك محملا بالذكريات وتلك اللحظات الجميلة التي قضيتها بين أحضان الطبيعة وآثار البيوت القديمة، بين تأمل في قدرة الخالق سبحانه وتفكر في الآثار العريقة عند كل منحدر في ذلك الوادي.
عند تنزهك في ذلك الوادي ستصادف الكثير من المياه العذبة وأنت في طريقك إلى نهاية الدرب حيث مقصدك، إضافة إلى ش الات الماء الصغيرة التي تنساب بين الصخور الكبيرة لتسد الطريق الترابي الممهد نحو قرية النخر، هناك يعلو خرير المياه وتنشغل بالهدوء وسماع موسيقى الطبيعة.. صبرا ولا تضيق ضجرا من هذا الهدوء ف ا زلت في بداية طريقك نحو مزارع النخيل المنتشرة على جانبي الطريق، وإنما هذا مشهد آخر ونموذج جديد لمكونات الطبيعة الخصبة في وادي غول التي تسلب الألباب وتتركك مذهولا بروعة المكان.
تكمل سيرك حتى البحيرة التي تجمعت لتغذي الفلج الذي يروي مزارع النخيل. ما يشدك أكثر براءة الأطفال وصوت ضحكاتهم تعلو المكان، وهم يسبحون ويقفزون فوق الصخور المتناثرة في الأرجاء، تندفع مسرعا نحو الكاميرا لتأخد صورا لتلك اللحظات الآسرة، وكأنك تريد بذلك سجن الضحكات في صورة لترد إليك عند رؤيتها لاحقا ما شعرت به في تلك الآونة.
جدّ السير حتى تصل إلى ت ال صغيرة وأمامك جبل هائل هو جبل الشمس، الذي يشهد على قدرة الخالق غير المحدودة، من قلب الصخور المترامية عند الأطراف ستجد أشجار شوع صغيرة تجاهد للخروج من بطن الجبل الصخري الأصم، حياة تخرج من موت.. يكبر حجم التشكيلات الهوابط الكلسية التي تنزل من الجبل، وهذه الهوابط تحتاج لأن تتشكل إلى مئات وآلاف السنين، وتحتاج أيضا للمياه الجارية المليئة بالأم اح، فلربما كانت هناك عيون مياه تجري من الأعلى حتى تكونت هذه التشكيلات المذهلة.
كلما تغلغلت في عمق الوادي أكثر تلاحظ انخفاض منسوب المياه الذي يتبخر بأثر أشعة الشمس الحارقة، وتنتهي رحلتك عند الوصول للبيوت الصخرية القديمة التي لازالت صامدة رغم العوامل البيئية، هنا نهاية المشوار وبداية الذكريات.