وجهات سياحية
غار أبو هبّان
الكهوف هي المساكن القديمة للبشر، ولكنها ليست من صنع البشر بل إنها تتشكل من عوامل طبيعية على مرالزمن, ومن خلال تشكل هذه الكهوف ترتسم العديد من اللوحات الفنية الرائعة والتي لم ترسم بريشة فنان بل أبدعتها الطبيعة.
تكثر المواقع الأثرية الطبيعية في سلطنة عمان، فقد حبى الله السلطنة بكنوز دفينة ومعالم سياحية ومناظر طبيعية خلابة ومنقطعة النظير تخفق لها القلوب، أسهمت هذه العوامل في رفع رصيد عمان في جذب السواح إليها من مختلف المناطق، وتنتشر الكهوف في أغلب المحافظات ومنها غار أبو هبّان الواقع في قرية سوط بولاية دماء والطائيين.
تكثر الأقاويل والخرفات حول هذا الكهف، وتنتشر شائعات كثيرة من القدم في سبب تسمية هذا الكهف بغار أبو هبّان، فيعتقد بأن هناك مجموعة من السحرة كانت تدخل الغار وتصدر أصواتا غريبة من داخله وتقوم بالعزف وإطلاق الموسيقى، لكن المرجح أكثر لهذه التسمية هو هبوب الرياح ودخولها عبر الثقوب داخل الكهف وإصدارصوت يشبه الهبّان. وهناك سبب آخر وأكثر إقناعا يقول بأنه أثناء تساقط الأمطار وعند نزول الوادي من أعلى الجبل يطلق خرير المياه صوتا عند دخوله بين الصخرتين ويصدرصوتا رهيبا.
كثرت الشائعات حول تواجد صنم من ذهب على هيئة حصان في الكهف وتماثيل من حجر لرجل وامراة وفتاة عمرها سنتين، وأشارت الخرافة بأن المرأة كانت تعد الخبز وابنتها بصحبتها وكان لهم حصان يسكن معهم، وأراد الله مسخهم؛ لاستهزائها بطهارة العجين فتحولوا إلى حجارة سوداء. ويقال من دخل الكهف لم يخرج منه أبدا وقد سكنه السحرة والمشعوذون. لكن مع بداية الإس ام اختفت الأصنام والتماثيل.
اجتمع كلٌ من شباب ولاية دماء والطائيين ومجموعة من السواح الأجانب واكتشفوا الكهف من الداخل، الكهف غير مضيء ولا تدخله الشمس ويتغلغل بحوالي 10 كيلومترا في داخل الأرض. انطلق مع الكتيبة مكتشف بريطاني وأخذ عدته من الحبال والأنوار والقناديل لاكتشاف الكهف،ولكون الكهف يحتوي على البحيرات قام بأخذ قارب صغير. وتمكن الفريق من الدخول للكهف بحوالي 4 كيلومترا حتى اعترض الماء طريقهم فمدوا الحبل وربطوا القارب، ودبت روح الحماسة في نفس المكتشف البريطاني وأخذ يجذف قدما إلا أنه لم يستطع أن يكمل طريقه، فتعب وواجهته مشكلة ضيق التنفس وتوقف متعبا بسبب نقص الأكسيجين، وأخذ يرجع بالقارب إلى الخلف، ولم يستطع أن يتقدم فعاد مسرعا ولم يتم اكتشاف الكهف كاملا.
يتواجد في الكهف أسماك غريبة وهي الأسماك العيماء تسكن البحيرة. ولمن يحب الاكتشاف والمغامرة فليأت لهذه القرية وليتحدّى الخوف وليدخل الكهف لاكتشاف متاهاته.
قبل الدخول يجب عليك التجهز بالمعمدات التالية: حبل، وكشاف كهربائي ذوإضاءة بعيدة المدى، وحقيبة تحوي على شمع كثيرلا يقل عن 50 شمعة على الأقل، مع سترة النجاة التي تستخدم في البحر، والكهف يتسع لمرور شخص واحد فقط وفتحته ضيقة جدا،كما يجب الزحف للولوج إلى داخله.