الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2016-05-01
الطبولُ العمانية

الطبولُ العمانية

الطبولُ العمانية إحدى الآلات التي تدخل في الكثير من الفنون الشعبية القديمة الموروثة، وإذا قارنا الآلات الإيقاعيّة بالآلات اللحنيّة المستخدمة في الموسيقى العمانية التقليدية نجد سبع آلات لحنية مقابل سبع وعشرين آلة ايقاعية، وهذا يثبت أولوية اهتمام الموسيقى العمانية بالإيقاع عامة. ويلعب تعدد الفنون العمانية دورا مهما في تنوع الآلات الإيقاعية. كما أن نوعية الأخشاب المستخدمة في صناعة الطبول حسب الشكل والمصدر تختلف، فمنها ما هو محلي، ومنها ما هو وارد من غرب آسيا وشرق إفريقيا. وأكثر أنواع الأخشاب استخداما في صناعة الطبول العمانية: بيذام، وسدر،والسوقم،ومانتيه، وجز،وشريش، وساج،ومنتيح، وانبا، والنارجيل، والغاف، والقرم، والنخيل، والفنس، وسيسم، والحبن. وإلى جانب الآلات المصنوعة من الخشب، نجد أحيانا آلات إيقاعية، مثل الرحماني تستخدم فيها أسطوانات معدنية من صفائح قديمة. والجلود المستخدمة في صناعة الطبول هي من الغنم والثور وأحيانا من جلد الجمل.ويمكن تصنيف آلات إيقاع الموسيقى العمانية التقليدية في ثلاث مجاميع: طبول برقمتين، وطبول برقمة واحدة، وآلات إيقاعية بدون رقمة.


أما الطبول برقمتين فتنسب إلى فصيلة الرحماني، ويطلق عليها هذا الاسم؛ لأن الآلة الأساسية فيها هي آلة الرحماني. ومن خصائص هذه المجموعة احتواء معظم آلاتها على رقمتين من الجلد في نهاية فتحتي الجسم الأسطواني لهذه الآلة، ويميزها أيضا أن العازف له إمكانية التحكم في شدة أو لين الجلد أو الرقمة، من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين على أسطوانة جسم الآلة. وتتنوع أساليب ضرب الرقمة في هذه المجموعة، فمنها ما يضرب بالعصا على الرقمتين، ومنها ما يضرب بالعصا على رقمة وباليد على الرقمة الأخرى. ومنها ما يضرب بالعصا على جانب واحد فقط، ومنها ما يضرب باليدين على الرقمتين دون استخدام العصا، وتنوع الأحجام في هذه الفصيلة مرتبط بوظيفة الآلة في الفن الشعبي العماني، ومن خلال ذلك تحدد تسمية الآلة أيضا.


وتتكون فصيلة الرحماني من الآلات الآتية:
الرحماني، والرحماني الطويل، والرنة، والكاسر. وسنقف عند هذه الآلات بشرح موجز:

-الرحماني:
يعتبر الرحماني أهم آلات الإيقاع في موسيقى عُمان التقليدية ونجده موزعا ومنتشرا في جميع محافظات السلطنة ومناطقها، ويلعب دوراً مهما في معظم الفنون العمانية؛لذلك يمكن اعتباره رمزا للموسيقى العمانية. وفي الواقع يلعب الرحماني دور القاعدة الإيقاعية، أي أساس الإيقاع؛ لذا نجد صوته عميقا وممتلئا بالمقارنة مع الآلات الإيقاعية المصاحبة الأخرى، فهو يتولى تأكيد أساس الإيقاع لكل فن.


-الرحماني الطويل:
لا يستخدم الرحماني الطويل بالكثرة التي يستخدم بها الرحماني، وهو غير منتشر في أنحاء السلطنة ككل، ومن خ ال طوله نحصل على صوت أغلظ من صوت الرحماني، وفي استخدامه هذا يضيف عمقا للإيقاع، ويضرب الرحماني الطويل على رقمة واحدة؛ بسبب طوله، ويحمل غالبا في الوضع الرأسي.

-الرنة:
هي متوسطة الحجم والصوت بالمقارنة مع الكاسر من جهة والرحماني من جهة أخرى، كما هو الحال في فن الوهابية.ويستخدم مصطلح الرنة مع الآلات التي يكون قطرها أوسع من الرحماني، وبذلك تعطي صوتا أغلظ من الرحماني، وهي هنا تؤكد أضلاع الإيقاع الأساسي بصورة أغلظ، وذلك من خ ال الرنين القوي للآلة. وتستخدم الرنة في فنون الزار والعيالة على وجه المثال. وتتنوع الرنة بتنوع الفن والمنطقة المستخدمة فيه .


-الكاسر:
حجم الكاسر يكون أصغر من حجم الرحماني؛ ولذلك يصدر صوتا حادا بالمقارنة مع الرحماني. والعلاقة بين الرحماني والكاسر هي علاقة وطيدة، وغالبا ما نراهما سويا؛ لأن كلا منهما يكمل دور الآخر، فإذا كان الإيقاع ثلاثيا مث ا يتولى الرحماني الضلع القوي، والكاسر الضلعين الباقيين بصورة حادة.
المصدر: مركز عمان للموسيقى التقليدية.