التراث

التاريخ: 2016-05-01
حصن جبرين

حصن جبرين

يقع حصن جبرين في وسط بلدة جبرين في ولاية بهلاء في المحافظة الداخلية، يعود تاريخ بناء حصن جبرين إلى العام 1670 م، وهو مزيج رائع من فن البناء الحربي والدفاعي، يحكي الحصن إبداع العمانيين عبرة معلمه التراثي الضارب في جذور التاريخ، يقف الزائر لهذا الحصن لبرهة من الزمن متأملا فقط ذلك الإبداع الهندسي وفخامة المعمار الدفاعي آخذا إياه في رحلة عبر الزمن، ليحكي عبر قصره عن أناس عاشوه وسكنوا داخل جدرانه، فكان القصر من أجمل ما شيَد في السلطنة.


بني الحصن في عهد الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي الذي خلف والده سلطان بن سيف الذي بنى حصون نزوى سنة ) 1079 / 1668 م(، وهو عبارة عن بناء كبير ومستطيل الشكل طوله 42 مترا وعرضه 22 مترا وأركانه موزعة على أربع جهات ويعد حصن جبرين من أجمل الحصون في السلطنة وهو بحق تحفة معمارية نادرة
من الفن الزخرفي والعمارة الإس امية ويتميز بنقوش وزخارف في غاية الدقة والجمال وهو معلم ضارب بجذوره في التاريخ العماني حيث كان مركزا للإمام يدير من خلاله أمور وشئون الدولة .ويضم الحصن في جنباته عددا من الغرف أهمها صالة الشمس والقمر وغرفة الصلاة وغرف البنات وغرفة الأكل وغرفة الاجتماعات وخزن التمور ومخزن البارود ومربط الخيل وضريح الإمام.


ويقع الحصن وسط واحة واسعة من النخيل في قرية جبرين والذي جاء منها تسميته والذي يعد من أجمل الحصون في السلطنة بما يمتاز به من روعة التصميم وإبداع التصميم الهندسي وما احتواه في زواياه من إرث تاريخي عظيم يحكي حقبة من الزمن، حيث تم ترميمه في الفترة بين ) 1979 - 1986 م( ليتم بعدها افتتاحه للزوار ويصبح وجهة سياحية يقصدها السياح من كل مكان. وقصة بناء حصن جبرين كما ترويها المصادر التاريخية العمانية انه بني في عهد الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف بن سلطان اليعربي في الفترة ما بين ) 1680  1692 م( ومرحلة بناء الحصن كانت في فترة تميزت بمرحلة السلم الداخلي والذي دل عليه الطابع المعماري للحصن والذي يجمع في مختلف أركانه صورة هندسية تشكل تحفة بناء معمارية جميلة.


لذا يعتبر حصن جبرين انعكاس لتلك الدلالات والاستفادة من خبرات البناء التي سبقت هذا المعلم، والذي جمع بين كونه مقراً لإقامة الإمام في وقت السلم، ومعق اً حصيناً في وقت الحروب ومنطلقاً لصد هجمات المعتدين، لذا فأن الحصن يعتبر متميزاً عن غيره من حيث روعة التصميم والإبداع الهندسي.

تصميم حصن جبرين:
الحصن عبارة عن بناء كبير مستطيل الشكل يبلغ طوله حوالي ( 43 متراً) وعرضه ( 22 متراً) ويبلغ ارتفاعه في بعض أركانه ( 16 متراً) وفي البعض الآخر ( 22 متراً)، يوجد في ركنين منه الشمالي والجنوبي برجا مدفعية دائريان قطر كل منهما حوالي ( 12 متراً) واللذان يشكلان بوضعيهما المتقابلين حماية لجهات الحصن الأربعة، وهذه الطريقة في بناء الأبراج نجدها أيض في حصن الحزم والذي يجعل من تمكين الحماية لجميع جوانب الحصن دون الحاجة لبناء أربعة أبراج كما هو موجود في كثير من الق اع والحصون الأخرى يحيط بمبنى الحصن سور يوجد في الجهة الشمالية الشرقية منه بوابة كبيرة هي المدخل المؤدي إلى الحصن يحصنه في أعلاه برج مربع صغير به فتحات لصب العسل أو الزيت الحار على المهاجمين في وقت الحرب وبرج للمراقبة في وقت السلم.

 

والبناء الرئيسي للحصن يتألف من عدة أقسام منها مكون من طابقين ويبلغ ارتفاعه ( 16 متراً) وبه عدد من الغرف أهمها، غرفة الاجتماعات، ومخزن التمور، ومربط
الخيل، وجزء آخر منه مكون من ثلاثة طوابق ويبلغ ارتفاعه ( 22 متراً ) ومن الغرف التي يضمها، غرفة الصلاة، وجناح الإمام، وصالة الشمس والقمر بالإضافة إلى غرفة البنات وتمتاز الغرفتان الأخيرتان منها بالنقوش الجصية والخشبية الرائعة. وفي بعض أجزاء الحصن الأخرى نجد أن المبنى يعلو لأربعة طوابق حيث توجد الحجرات الرئيسية في الطوابق العلوية ومن السمات الخاصة بهذه الحجرات أن بها طاقات يسد الجانب السفلي منها دفتان صغيرتين من الخشب في حين يكون الجزء العلوي مكونا من شبكة جصية في الجانب الخارجي تسمح بالتهوية والإنارة. إن الناظر لقاعة الشمس والقمر ليجد الدلالة الواضحة على الإبداع الزخرفي في حجرات الحصن حيث نجد أن العوارض والألواح الخشبية قد زخرفت جميعها بأشكال هندسية وأشكال زهور مختلفة منها زهور تقليدية ومنها أزهار وأغصان لنباتات متسلقة ومتشابكة كما أننا نجد بين الروافد كتابات قرآنية منقوشة داخل إطارات مزخرفة.


يتميز حصن جبرين بوجود ثلاثة أنواع من السقوف المختلفة عن بعضها، النوع الأول السقف المسطح والذي تختلف زخرفته باختلاف المقصد الذي عملت من أجله، أما النوع الثاني وهو السقف ذو العقود البرميلية فأننا نجده في الطرفين الشمالي والجنوبي من المبنى في ركني الحصن.

 

وثالث أنواع السقوف وهو السقف ذو العقود أو القناطر المضلعة والذي يمتاز بزخارفه الجصية الجميلة فإننا نجده في ثلاث غرف من الحصن.


يمتاز حصن جبرين عن غيره من ق اع وحصون عمان بزخارفه الجميلة المتنوعة والتي أعطت هذا الحصن شهرته من حيث توظيف الفن الزخرفي حيث نجد أن تلك الزخارف تجمع بين الأشكال الهندسية والنباتية والكتابة الزخرفية والتي ظهر في البعض منها التأثير الفارسي في نمطها وعلى وجه الخصوص زخارف الحجرات الث اث الموجودة في الطابق الأرضي، حيث لم يقتصر التأثير على نمط الزخرفة في هذه الغرف فحسب وإنما نجده أيض في الهيئة المعمارية لحنايا البناء المستدقة الرأس والحلي الزخرفية التي تصل بين الحنايا والأقواس الحاملة لما فوقها والزخارف الهندسية نجد منها زخارف مركبة من مربعات، وأخرى مركبة من أضلاع رباعية وثمانية الشكل.وأما بالنسبة للزخارف الكتابية فهي منتشرة في معظم أرجاء البناء ومكتوبة بمواد متنوعة وأشكال مختلفة فمنها ما هو محفور على الخشب ومنها الصاروجي النافر والجبسي الغائر ومنها ما مكتوب على الخشب المطلي فوق الأبواب وعلى الجدران والسقوف وإطارات الشبابيك المختلفة. ان وصف حصن جبرين وما يحويه من فنون معماريه جميله يستوجب صفحات بيد ان زيارته تلهم الزائر الحنين اليه ليسطر في مخيلته الكثير من القصص والملاحم التي تؤكد بجداره ج ادة الانسان العماني الذي نحت من الصخر بيوتا فارهه وارسى في الجبال قلاعا صامده وفي جبرين حصن يحتضن التاريخ عبر حضارات مديده ليظل شاهدا كاسطوره خالده تترجم عشق العمانيين لفنون الهندسة والمعمار وتماهيهم مع التراث كماضي تليد زاخر بالمجد والاصالة.