التراث
فلج الخطمين
منذ عشر سنوات تقريبا وفي عام 2006 تحديدا، تم إدراج فلج الخطمين في بركة الموز ضمن لائحة التراث العالمي؛لما يتميز به من نظام مائي فريد من نوعه أبدع فيه العمانيون كأقدم هندسة ري منذ ما يزيد عن ألفي عام، ويندر أن يوجد مثيل له في مختلف دول العالم.
يعتبر فلج الخطمين من الأفلاج الداوودية في السلطنة، ويتغذى من وادي المعيدن الذي يتميز بغزارة تدفقه أثناء هطول الأمطار في الجبل الأخضر، وبحكم أن الوادي ملتقى عدة أودية تصب فيه وهي أودية ( قتم، وادي بني حبيب، وسيق، والمعاقل، والغشبة، والعين والعقبة )
لهذا الفلج مقومات فريدة، منها: طريقة انقسام مياهه عند الشريعة إلى ثلاث قنوات كل منها ينال نصيبا متساويا من المياه، فعند رمي ثلاث كرات متساوية قبل نقطة الانقسام، تذهب كل كرة في قناة في كل الظروف، سواء كان وقت خصب أو فترة انخفاض مستوى الماء في الفلج؛ مما يدل على براعة التصميم الهندسي للفلج. وأيضا طريقة جريان الفلج من عمق الوادي إلى أن يصل ويتخلل تلك الحارة المبنية على سفح الجبل؛ لذلك يعتبر من أهم عناصر مقومات السياحة البيئية.
تأسس الفلج عندما أراد الإمام سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك اليعربي في القرن الحادي عشر الهجري إنشاء قرية بركة الموز، فأمر بشق الفلج؛ وذلك لاستغلال المياه الدائمة الجريان في أعلى وادي المعيدن، وفي رافده الأساسي (أم الفلج) وادي سعدة؛ وذلك لاحتوائه على معظم الأودية القادمة من الجبل الأخضر، حيث استعان الإمام لحفر وشق الفلج بأهالي الجبل الأخضر من قبائل بني ريام؛ وذلك لخبرتهم في شق الأفلاج في ذلك الوقت.