الرئيسية

الأبواب

الفروسية

الفروسية

التاريخ: 2016-05-01
الأفراس و الأمهار لها متطلبات مرتفعة نسبيا من الفسفور مقارنة مع الخيول الناضجة

الأفراس و الأمهار لها متطلبات مرتفعة نسبيا من الفسفور مقارنة مع الخيول الناضجة

يعلم معظم أصحاب الخيول أن خيولهم بحاجة لكميات من الكالسيوم والفسفور بكميات محددة، للحفاظ على س امة الهيكل العظمي. ولا يوفر الفسفور في العظام فقط دعما أساسيا للهيكل العظمي، ولكنه أيضا يعد بمثابة احتياطي للفسفور لوظائف الجسم الأخرى. كما أن الفسفور مهم لأغشية الخلايا والتفاع ات التي تتطلب طاقة الخلية. ويساعد الفسفور أيضا في تشكل الدعامة الأساسية للحمض النووي ويساهم في توازن درجة الحموضة والكهارل (موصلات الكهرباء) في سوائل الجسم. باختصار، يعد الفسفورمن المغذيات الأساسية التي لا يمكن للحيوانات أن تعيش من دونها.


يستمد الفسفور الغذائي من العديد من مكونات العلف الشائعة، بما في ذلك الأع اف والشوفان والذرة وفول الصويا. ويعتبر الفسفور الموجود طبيعيا في الحبوب والأع اف عضويا؛ إلا أن مصنعي الأعلاف يضيفون الفسفور غير العضوي إلى الأغذية التجارية للخيول. وغالبا ما تدرج مصادر الفسفور غير العضوي على مسميات الأغذية بتسميات مثل فسفور أحادي، ثنائي أو ثلاثي الصوديوم أو الفوسفات منزوعة الفلورايد.


هذا الفسفور غير العضوي مستمد من عمليات تعدين ومعالجة الفسفور الصخري حتى يصبح مستساغا للاستهلاك الحيواني.


إنّ إضافة الفسفور غير العضوي إلى أغذية الخيول لضمان حصة كافية من الفسفور يبدو أنها عملية جيدة للخيول، لكنها يمكن أن تكون مضرة بالبيئة.


وفي الوقت الحالي، لم يبق سوى القليل من مناجم الفوسفات الصخري في العالم، وإمدادات خام الفسفور آخذة في التضاؤل. ونسبة لأن احتياطات الفسفور متضائلة فقد تم إيلاء المزيد من الاهتمام للمحافظة على هذا المورد غير المتجدد. وعلاوة على ذلك، فإن الفسفور الذي يفرز في روث الحيوانات يمكن أن يكون قضية بيئية، حيث إن الفسفور الناتج عن روث البهائم يمكن أن يفلت ويتسرب إلى المسطحات المائية المجاورة، حيث تستهلكه الطحالب النهمة الموجودة في التربة والتي تنمو بشكل مفرط.


ولعل الآثار المترتبة على هذه الطحالب “المزدهرة”، أو التَتْريف (نمو مفرط لأحد العضويات على حساب عضويات أخرى)، تشمل انخفاض الأكسجين المتاح للحياة المائية، موت الأنواع التي تتطلب الأوكسجين، والإضرار بالبيئة الطبيعية. وللحد من التتريف بسبب تسرب الفسفور يجري تشجيع المزارعين للحد من إفراز حيواناتهم للفسفور وتنفيذ مجموعة متنوعة من أفضل ممارسات الإدارة الأخرى. و لقد تركز معظم القلق بشأن الفسفور في روث الحيوانات على الماشية والخنازير، إلا أن احتمال تسرب الفسفور يوجد في المناطق التي توجد بها كثافة خيول.


لماذا يتم إضافة الفسفورغير العضوي إلى غذاء الخيول؟

خلص البحث الذي أجري في السبعينيات إلى أن الخيول لا يمكن أن تمتص الفسفور الناتج عن الحبوب ومشتقات الحبوب بشكل فعال مثل الفسفور من مصادر غير عضوية. ونتيجة لذلك، بدأ مصنعو الأعلاف بإضافة الفسفور غير العضوي (الصخري) للمركزات للتأكيد على تلقي الخيول ما يكفي من الفسفور. ومع ذلك، إذا كان الحصان لديه الكثير من الفسفور في نظامه الغذائي، فإنه يفرزه في البيئة. ولقد ركز الباحثون في جامعة كنتاكي (المملكة المتحدة) على إيجاد توازن بين تغذية كافية من الفسفور من أجل صحة وإنتاج أفضل (النمو والرضاعة، والتكاثر، والأداء، وما إلى ذلك) دون الإفراط في الفسفور، وبالتالي الحفاظ على هذا المورد مع تقليل البصمة البيئية لعمليات الخيول.


هل يمكن للخيول الاستفادة من الفسفور بفعالية من الاغذية التي تحتوي على فصسفور غير عضوي؟

طعنت نتائج دراسة حديثة أجريت في المملكة المتحدة في الاعتقاد بأن الخيول لا يمكن أن تستخدم بكفاءة المصادر العضوية للفسفور (فاولر وآخرون، 2015). ففي الدراسة، استهلكت مجموعة من الحيوانات الصغيرة ومجموعة من الخيول الناضجة، أغذية كانت تحتوي على الأعلاف ومكعبات المركزات تم تصنيعها لتلبية الاحتياجات اليومية الموصى بها من الفسفور، مع وجود الفسفور العضوي فقط وليس غير العضوي في العلف المقدم. ولقد جمع الباحثون روث هذه الخيول لحساب مهضومية الفسفور، وقد وجدوا أن الخيول كانت قادرة على هضم وامتصاص ما يكفي من الفسفور لتلبية متطلباتها، حتى من دون إضافة الفسفور غير العضوي.


وقاست الدراسة أيضا تحلل مركب يسمى الفيتات والذي يربط الفسفور (فيتات الفسفور). وفيتات الفسفور هو عبارة عن شكل عضوي شائع للفسفور يوجد في العديد من الحبوب ومشتقات الحبوب التي لا يمكن هضمها بواسطة الحيوانات ذات المعدة البسيطة. ومع ذلك، فإن بعض بكتيريا الأمعاء قادرة على إطلاق الفسفور من الفيتات للامتصاص. وفي هذه الدراسة، كان فيتات الفسفورتقريبا متحللة تماما )اختفت بنسبة 95 ٪( في البراز، مشيرة إلى أن الخيول والمجموعات الميكروبية داخلها يمكن أن تحرر الكثير من الفسفور المرتبط بهذا الجزيء. وخلص الباحثون إلى أن كلا من الخيول النامية و لناضجة يمكنها الاستفادة بشكل فعال من الفسفورمن مصادر عضوية، وربما لا تحتاج إضافة الفسفور غير العضوي إلى الأع اف لتلبية متطلباتها.


وبناء على هذا البحث، فإن إضافة مكم ات غير عضوية من الفسفور لغذاء الخيول غير ضرورية إذا مكونات الأعلاف الأخرى تحتوي بالفعل على تركيزات كافية.
ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك أن بعض الخيول، مثل خيول الاستيلاد وخيول الأداء، لديها متطلبات مرتفعة نسبيا من الفسفور، وأن محتوى الفسفور في الأعلاف الشائعة للخيول يمكن أن يختلف اختلافا كبيرا. على سبيل المثال، يحتوي لب البنجر وقشر فول الصويا، من بين مكونات العلف الشائعة التي توجد في التغذية منخفضة النشأ ، تحتوي على فسفور منخفض نسبيا %0.1 . من ناحية أخرى، يمكن أن تكون لنخالة القمح ونخالة الأرز تركيزات مرتفعة من الفسفور بنسبة 1.2 ٪.


يمكن أن يوفر عنصر الغذاء من العلف أيضا كميات من الفسفور. ففي مناطق معينة من الولايات المتحدة، مثل ولايات شمال وشمال غرب البلاد، توجد نسب منخفضة من الفسفور في التربة، كما يحتوى العلف الذي ينمو في هذه المناطق أيضا على نسب منخفضة من الفسفور وعلى العكس من ذلك، فإن العلف الذي ينمو في المناطق ذات الفسفور العالي في التربة، مثل ولايات الجنوب الشرقي، توجد به تركيزات أعلى من الفسفور. إن تركيز الفسفور في مكونات النظام الغذائي يجب، من الناحية المثالية، أن يطابق متطلبات الخيول من الفسفور. فالخيول الناضجة غير الحاضنة لديها متطلبات فسفور منخفضة نسبيا بالمقارنة مع الأفراس المرضعة والخيول التي تكون في مرحلة النمو. يمكن تلبية متطلبات الفسفور للعديد من الخيول الناضجة غير الحاضنة بالعلف المناسب، إذ التركيز الإضافي في كثير من الأحيان ليس ضروريا. ومع ذلك، يجب أن تحصل الخيول ذات المتطلبات العالية من الفسفور على تركيزات مناسبة لضمان حصولها على كفايتها.


حاليا، يبدو أن الخيول الناضجة والنامية يمكن تغذيتها بأغذية دون إضافة فسفور غير عضوي. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لدراسة ما إذا كانت الخيول ذات المتطلبات العالية نسبيا تحتاج حقا لإضافة الفسفور غير العضوي إلى وجباتها الغذائية. وإذا كان لابد من تلبية احتياجات الفسفور بمصادر عضوية للفسفور، فإنه يمكننا تقليل استخدام احتياطيات الفوسفات الصخري المتناقصة والحد من الإفراز المفرط من الفسفور في روث الخيول.