الفروسية
مرض الرُّعام.. خطر على الخيل وفارسه
(الوقاية خير من العلاج) كلمات يحتاج كل واحد منا إلى أن ينزلها على أرض الواقع؛ لأننا إن فعلنا ذلك سلمنا وسلمت خيولنا، قلت «سلمنا » لأننا الآن بصدد التحدث
عن مرض خطير على الإنسان والحيوان مع ،ً فمرض الرُّعام أو كابوس الم اك والمربين؛ خطره على الجميع، ولا علاج له؛ لذلك فالواجب علينا وقاية خيلنا بكل ما أوتينا من إمكانات، حتى لا يأتي يوم نضطر فيه إلى التخلص منها.
الرُّعام مرض معدي سريع الانتشار، شديد الفتك، ومن أخطر الأمراض التي تصيب الفصيلة الخيلية في جميع أعمارها، حيث إنه يؤدي إلى النفوق الحتمي في الغالب، كما تنتقل عدواه إلى الإنسان وبعض الحيوانات المفترسة. وهو عبارة عن بكتيريا صعبة العلاج، غالبا ما تهاجم الخلايا، وتنتقل من خيل إلى آخر عن طريق الجهاز التنفسي والجروح.
والخطورة تكمن بشكل أكبر عندما تنتقل من الخيل إلى الإنسان، حيث إن طريقة انتقالها قد تحدث أيضا عن طريق الجهاز التنفسي، أو عن طريق الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، أو الغشاء المخاطي المبطن للأنف والفم، الأمر الذي قد يسبب حدوث أعراض تنفسية لدى الشخص المصاب. ولتوضيح الأمر بشكل أكثر تفصي ا، فإن البكتيريا تخرج من إفرازات الخيل وتنتشر في الهواء، فإذا استنشقها الإنسان أوالخيل الأخرى، عندها تقوم هذه البكتيريا باختراق الغشاء المخاطي فينتج عنها أعراض بارزة خاصة لدى البشر، مثل: صعوبة في التنفس، وارتفاع في درجات الحرارة، وسعال، والتهاب شديد بالرئة، بالإضافة إلى إفرازات بالأنف، وجميعها قد تؤدي إلى ضعف شامل للجسم الذي تلقى العدوى سواء للإنسان أو الحيوان.
في حال انتقالها عن طريق الجروح في الجلد؛ فقد تحدث تقرحات لها شكل معين، تبدأ بورم صغير ثم تنفجر على شكل خراج، وفي معظم الأحيان تتشكل على هيئة خطوط منتظمة؛ لأنها عادة ما تصيب الجهاز اللمفاوي. وبالنسبة للخيول؛ فإن التقرحات تظهر على القوائم والصدر والبطن بشكل خطوط طولية منتظمة، فعندما تتفتح هذه التقرحات فإن إفرازاتها هي التي تشكل مصدراً للعدوى. كما ينتقل المرض عن طريق البول والبراز، أو عن طريق تناول أعلاف أو مياه ملو ثة.
وبالنسبة للعلاج فهو صعب جدا، إلا أنه يمكن أن يستجيب للمضاد الحيوي إذا تم أخذه بجرعات عالية، لكن العلاج قد يمتد لفترات طويلة قد تتراوح ما بين ستة إلى سبعة أشهر للإنسان، مع العلم أن الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عادة ما يكون العلاج الأمثل لها هو التخلص من الحيوان. علاج الإنسان يختلف عن ع اج الحيوان، حيث إن الإنسان يحتاج إلى مضاد حيوي يُعطى له بانتظام، أما الحيوان فيحتاج إلى خمسة إلى ستة أضعاف الجرعة، وذلك اعتمادا على حجمه ووزنه.
الرُّعام ليس له تحصين، وأفضل تحصين له هو التخلص من الحيوان؛ حتى لا يشكل ذلك عبئا على المالك. للمرض اختبار خاص يسمى (الملين تست) وهو عبارة عن قطرة توضع في العين أو حقنة تحت الجلد، ينتج عنها ورم يعرف من خلاله تحديد نسبة الأجسام المضادة، وإذا ما كان الخيل مصابا وحاملا للأجسام المناعية داخل جسمه.
هنالك احتياطات لابد من اتخاذها عند الإصابة؛ فيجب عزل الحيوان، وإخبار الجهات المختصة؛ لتشخيص المرض وإعدام الخيل، كما لابد من اختبار الفصيلة الخيلية المحاطة بالحيوان المصاب باختبار الرعامين؛ للتأكد من سلامتها. بالإضافة إلى تنظيف الاسطبلات وتعقيمها بشكل جيد، وتهويتها باستمرار؛ للتخلص من الرطوب ورائحة الأمونيا الناتجة عن بول الخيل، فالأمونيا تعمل على تهييج الأغشية المخاطية للأنف والعين، وتفقدها الخاصية المناعية، الأمر الذي يسهل عملية نقل المرض بسهولة. ونهاية كما يقول المثل (درهم وقاية خير من قنطار علاج).