الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2016-05-01
شجرة اللبان

شجرة اللبان

تعتبر شجرة اللبان من الأشجار البرية الصحراوية النادرة، وباتت الآن من الرموز التي تشتهر بها سلطنة عمان، هي كنز طبيعي أنعم الله بها على الأراضي الجبلية للسلطنة ومن هنا بدأت تعرف بأرض اللبان. وقد ازدهرت تجارته ما قبل الميلاد، حيث كان يتم تداول مادة الصبغية الثمينة التي تنتج في جميع مناطق الشرق، ومن ثم وصل إلى الهند والصين، حيث استخدم لأغراض طبية، فضلا عن استخدامه لشعائر دينية.


عملية إنتاج اللبان تبدأ بخدش الأغصان بآلة حادة تسمى المنقف، إلى أن تبدأ مادة بيضاء تشبه الحليب بالخروج من الثقوب التي أحدثها خدش الشجرة، وخ ال 14 يوما تتصلب المادة البيضاء، ويحين قطافها.

 

لا تخلو سوق في السلطنة من تجارة اللبان، ففي هذه الأسواق تتم عملية فرزه، فاللبان ذو اللون الأصفر هو الأنقى والأفضل والأغلى  سعرا، وتليه عدة أنواع تتميز بألوانها،والتي تتمايل شئيا فشئيا إلى لون السواد، وعلى الرغم من تعدد أنواعه فاللبان تفوح رائحته في جميع أرجاء السلطنة، ويتعداها إلى جميع الدول المجاورة، وصولا إلى الهند والصين.


عرفت ظفار منذ القدم بهذا المنتج إلى أن نشأت بين الظفاري والشجرة علاقة مميزة، فهي الرمز وهي الحياة بالنسبة إليه، فهي ليست مجرد شجرة، فهي الحضارة والتاريخ والاجتماع والجغرافيا، ومنها قامت مدن وحضارات على مر العصور منذ القدم، مثل: مدنسمهرم، وخور روري، التي تعود أصولهما إلى الألف الأولى قبل الميلاد. عن هذه الشجرة وما تحمله من رمز للحياة أحاديث تطول، ففي هذه المدن الأثرية كتابات بالأبجدية العربية الجنوبية، والتي تسمى اليوم )الجبّالية( تحكي قصص إنشاء هذه المدن، والتي كان الهدف الرئيس من إنشائها تصدير اللبان، إلى أجزاء متعددة في الجزيرة العربية، ويذكر الباحث والمؤرخ العماني، عبدالقادر بن سالم الغساني، في كتابه )ظفار أرض اللبان( أن الإسكندر الأكبر أخذ من أرض العرب المنتجة للبخور كمية من البخور.


وتشير بعض المصادر إلى أن اللبان استخدم في بخور عرش النبي سليمان، وتذكر المصادر أيض أن الإمبراطور )نيرون( أحرق في وفاة زوجته ما يعادل محصول جنوب الجزيرة العربية من اللبان، ومن الثابت إلى اليوم وجود هذا البخور في الفاتيكان، في روما.

لا يكاد يخلو أي بيت عماني من مكبة اللبان والمبخرة اللتين تستخدمان يوميا للتزيين، وإشاعة رائحة زكية تعطر برحيقها أرجاء البيت، وفي المناسبات والأعياد الدينية والاجتماعية. وتنسج حول شجرة اللبان حكايات وأساطير كثيرة، منها أن المكلة حتشبسوت المصرية حاولت بعد تهيئة الظروف المناسبة أن تزرع شجرة اللبان في مصر، ولكن لم تنجح المحاولة، وكانت الملكة تستورد اللبان؛لاستعماله في الشعائر الدينية من ظفار.ومما يدل على ذلك نقوشات ورسومات السفن في المعبد لتجار من الجزيرة العربية، ويدل على العلاقة التجارية بين ظفار والفراعنة.


ومن الأساطير المحاكة حول الشجرة بأنه يوجد للشجرة ثعابين صغيرة ذات أجنحة، ولها ألوان متعددة، تطير حول الشجرة مرسلة شرر النار من أفواهها تجاه كل شخص يمس الشجرة بسوء.