الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2016-02-01
الكهوف البحرية في السلطنة

الكهوف البحرية في السلطنة

الكهوف البحرية تبدو معقدة بشكل يثير الدهشة، وتعد من الظواهر الطبيعية الخلابة، التي تسر كل من ينظر إليها مع أنها قد تكون قاتلة في أحيان عديدة، وذلك عندما يدخلها الناس ويرتفع المد عليهم، ويصعب عليهم الخروج منها ليغرقوا في النهاية.


ويصف الصحافي والغواص روبرت أوزبورن رياضة الغوص في الكهوف البحرية بأنها أقرب ما يكون إلى إحساس رواد الفضاء، فلا يوجد تيارات مائية داخل تلك الكهوف على عكس الأنهار والبحار، حيث تشعر بالمياه تتحرك من حولك. بالإضافة إلى ظ ام دامس بلا نهاية، يفقد الغواص الشعور بالاتجاهات. وهذا هو الخطر الأول والأكبر على الغواص.


ويقول أوزبورن: أنه لا يوجد مكان للأخطاء في هذه الرياضة، فهي من أخطر الرياضات على الأرض. وأضاف «وحتى مع احتمالات الخطأ القليلة فأقلها قاتل، عندما تكون على عمق 50 مترا تحت سطح البحر داخل كهف يمتد لأكثر من 500 متر في الأرض .»


ومن الأخطاء القاتلة الوارد حدوثها هو تنفس الأكسيجين النقي تحت عمق أكثر من ستة أمتار، فالغاز عند هذا العمق يصبح ساماً، وهو ما يرجحه محققون أنه تسبب في مقتل الغواص كارلوس فونسيشا العام 2013 م.


والكهوف البحرية هي أنفاق في باطن الأرض متصلة بالبحر أو مصدر مائي تكونت من طريق حركة التيار والأمواج على مر السنين. حتى الآن معظم الكهوف البحرية تتكون من ممر واحد أو غرفة. تلك التي شكلت في الصدوع تميل إلى أن تحتوى على ما يشبه الأخاديد أو ممرات ذات الزاوية وتكون مستقيمة، على النقيض من ذلك تشكلت الكهوف على طول الفراش بمستويات أفقية تميل إلى أن تكون أوسع مع انخفاض ارتفاعات السقف. في بعض المناطق قد تكون كهوف البحر لديها مستويات عليا جافة، مرفوعة فوق المنطقة الساحلية النشطة بواسطة رفع إقليمي. يوجد عدد كبير من الكهوف البحرية في السلطنة، وعلى سبيل المثال في بر الجصة حيث نجد الكهوف والفجوات والقوس والمس ات البحرية.


توجد الكهوف البحرية بكثرة في السلطنة وإذا توجهت إلى بر الجصة فلن تجد الكهوف فحسب بل هناك الأقواس والمس ات البحرية، وهي جميعا ظاهرات ثانوية تنشأ بفعل الأمواج أثناء عمليات تكوين الجروف، التي تتكون من صخور صلدة. وتتكون الكهوف على امتداد خطوط ضعف عند قواعد الجروف التي تتعرض فترة طويلة لفعل الأمواج. ويبدو الكهف في بر الجصة في هيئة نفق أسطواني الشكل يمتد داخل الجرف متتبعا خط الضعف الصخري، ويتناقص قطره من مدخله صوب داخليته، وإذا حدث وكان هناك فاصل في صخر سقف الكهف يمتد من حوالي نهايته رأسيا إلى سطح الجرف، فإنه يتسع بمرور الزمن ثم ينفتح الجرف مكونا لما يعرف بالثقب الانفجاري.


وتنشأ الأقواس حينما يمتد اليابس في هيئة رأس أو لسان في البحر، فتنحت الأمواج في كلا جانبيه كهوفا، ما تلبث باستمرار فعل الأمواج أن يتصل منها كل كهفين متقابلين فيتكون من ذلك قوس أو قبو مثل ذلك القوس المنحوت في الصخرة الكبيرة، وليس ببعيد عن الشاطئ ويمكن للقارب أثناء الإبحار الدخول عبره عند بر الجصة.