الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2016-02-01
فن الغزل

فن الغزل

الغَزْل هو فن نسيج قديم يتم فيه جَدْل ) فَتْل ( خيوط الحيوان أو النبات، أو صناعية ألياف مع بعضها البعض لتُكوِّن خيطًا. وقد استمر غزْل النسيج باستخدام الأدوات البسيطة لآلاف السنين، مثل استخدامالمِغْزَل، وفلكة المِغْزَل )العرناس(.ولم يتمكن دولاب الغزل من زيادة إنتاج الغزّالين الفرديين إلا في العصور الوسطى المتوسطة، كما لم يزدد الإنتاج الكلي إلا في القرن الثامن عشر مع بدايات الثورة الصناعية. ويظل الغَزْل اليدوي حرفة يدوية رائجة في كل أقطار العالم وهو كذلك في السلطنة.


أما الخطوة التالية فتتم باستخدام المِغْزَل، وهي عبارة عن عصا مستقيمة يبلغ طولها من ثمانِ إلى اثنتي عشرة بوصة، يتم لف الخيط عليها بعد برمه.


في البداية، كان يوجد شق أو ثقب أعلى العصا ليتم تثبيت الخيط عليه، ولكن تم لاحقًا إضافة صنارة من العاج إلى الطَرَف العلوي. يتم الإمساك بحزمة الصوف أو الألياف النباتية في اليد اليسرى، وفي اليد اليمنى يتم سحب النسيج لعدة بوصات، ويُثبت الطرف جيدًا في الثقب أو الصنارة الموجودة في أعلى المِغْزَل.


ويتم تحريك المِغْزَل ببطء على الفخذ أو على أي جزء ملائم من الجسم، ثم يتم لف الخيط المبروم على الجزء العلوي من الِمغْزَل، ويتم سحب حزمة أخرى من النسيج، ولف المِغْزَل مرة ثانية، ثم لف الخيط على المِغْزَل، وهكذا.


واستُخدِم العرناس )فلكة المِغْزَل( لحمل حزمة الصوف، الكتان، أو أية أنسجةٍ أخرى، حيث كانت عبارة عن عصا قصيرة،يتم لف المادة الخام عليها على نحو غير مُحكَم. أما الطرف الآخر من فَلكةِ المغزل فيتم حمله في اليد تحت الذراع، أو يتم دفعه في حزام الغزّال. وبهذه الطريقة تتبقى يد واحدة حرة؛ لسحب النسيج.


يدور المِغْزَل الذي يحتوي على كمية من الخيط بشكل أسهل وأكثر ثباتًا، ويستمر في الغزل مدة أطول من المِغْزَل الفارغ، ومن ثَمَّ تتمثل الخطوة التالية والأكثر تقدمًا في إضافة حمولة إلى أسفل المِغْزَل تُسمى بفلكة المِغْزَل،تلك الفلكات عبارة عن أسطوانات من الخشب،أو حجر، أو الطمي، أو المعدن، بها ثقب يوجد في وسط المِغْزَل، حيث يجعل المِغْزَل مستقيمًا ويدعم دورانه. وقد ظهرت فلكات المِغْزَل في العصر الحجري الحديث، وهي تسمح للغزّال بأن يُخفض أو يُسقط المِغْزَل ببطء أثناء تدويره؛ مما يتيح نسج كمية أكبر من الخيط قبل لفه على المِغْزَل، ومن ثم جاء اسم «مخفض المِغْزَل »، الذي يشيع استخدامه حاليًا للإشارة إلى المِغْزَل اليدوي الذي يحتوي على فلكة.


في العصور الوسطى، كانت الأسر الفقيرة بحاجة إلى توفير الخيط؛ لكي يقوموا بصنع الأقمشة والملابس التي تنشغل جميع البنات والسيدات غير المتزوجات بغزلها، ومن هنا اقترن لفظالغزّالة )العانس( بالمرأة غير المتزوجة. لقد جعلت التحسينات المرتبطة بعجلة الغزل،ومن بعدها الوسائل الميكانيكية، الغزل اليدوي غير اقتصادي بشكل كبير، ولكنه ظل منتشرًا بشكل كبير في الب اد الفقيرة مع نهايات القرن العشرين، ومع الرفض المتعمد للتصنيع العالمي، كانغانديمؤيدًا بارزًا.


تُعد العجلة الكبيرة )تُسمى أيضًا بعجلة الصوف، أو العجلة العالية، أو عجلة المشي( مفيدة عند تطبيق نظام السحب الطويل في لف الصوف أو القطن؛ نظرًا لأن النسبة الكبيرة بين العجلة الضخمة والفلكة )البكرة( تسمح للغزّال بلف البكرة أسرع، مما يزيد الإنتاج بشكلٍ ملحوظ.


أما العجلة )الساكسونية ) Saxony wheel ( )وتُسمى أيضًا بعجلة الكتان، أو العجلة العمودية، فيمكن استخدامها للف الصوف أو القطن، ولكنها شديدة القيمة عند استخدامها للف الكتان. تميل أطراف الأنسجة الكتانية للخروج من الخيط إذا لم يتم بلها أثناء اللف؛ لذلك يحتفظ الغزّال بإناء مياه في متناول يديه عند غزل الكتان، ومع استخدام هذه الأنواع من العجل، تكون كلتا اليدين حرة؛ نظرًا لأنه يتم تشغيل العجلة باستخدام المدوَس وليس باليد، وبذلك يمكن للغزّال أن يستخدم يدًا واحدةً فقط لسحب النسيج، والأخرى لبلها.


للحديث عن الغزل مع المرأة العمانية التقينا بسعيدة الحسنية، التي قامت بالغزل أمامنا؛ لترينا كيف تتم هذه العملية مستخدمة العصا مع لف الخيط عليها، وأشارت الحسنية إلى ما يُسمى بخيط الصوف المغزول بقوة، والذي تم صنعه من أنسجة بها مسمار طويل بنسيج الخيط الصوفي. ويتم غزله يدويًا من الطرف الممشط، وتكون كل الأنسجة في نفس اتجاه الخيط.


وعلى العكس يتم غزل الخيط الصوفي من الرول )أداة لنسج الخيط(، أو نسيج ممشط مثل: حزمة النسيج، وحشوة الصوف أو القطن، حيث لا تكون الأنسجة مصفوفة في الخيط بدقة؛ وبالتالي يجتذب الخيط الصوفي المزيد من الهواء، فيُنتج خيطًا أكثر نعومة وضخامة.


أقوم بفتلالألياف الطبيعية أو الاصطناعية مع بعضها؛ لتشكل خيطا أو حبلا. وقديما ولعدة آلاف من السنين، قام أجدادنابغزل الألياف باليد باستخدام أدوات بسيطة كالمغزل وفلكة المغزل، وهي قطعة مستديرة من الخشب تُجعل في أعلى المغزل وتثبت الضِّارَةُ من فوقها وعود المغزل من تحتها، ومن العِرْنَاسِ وهو قضيب أو شعبة من خشب ونحوه، تُجعل عليه سبائخ القطن والغزْل. وقد استخدم دولاب الغزل في نهايات العصور الوسطى فازداد الإنتاج، وتم إهمالنا نحن الذين لازلنا نتبع الطريقة التقليدية للمحافظة على هذه الحرفة القديمة.


أما خصائص الخيوط المغزولة فتقول سعيدة: بأنها تتفاوت بناء على المواد الخام المستخدمة، وطول الألياف، وتوازيها، وكمية الألياف المستخدمة، ودرجة الفتل.أما الهدف من مرحلة الغزل هو الحصول من المبروم أو شريط السحب إلى المنتج النهائي لقسم الغزل ألا وهو الخيط، الذي يتصف بصفات محددة )نمرة، قوة شد، انتظامية، عدد البرمات،...إلخ(. يتلخص جوهر عملية الغزل في أن المبروم على آلة الغزل يتم سحبه وترفيعه حتى النمرة المطلوبة وبعدها يتم إعطاؤه برمات معينة؛ لتكسبه المتانة اللازمة، ويتحول بذلك إلى خيط يتم لفه على ماسورة، ثم يتم نقله إلى مرحلة لف الكون )الأسطوانات(، ثم فيما بعد إلى المراحل اللاحقة كالنسج أو الحياكة ثم الخياطة.