كتب / عبدالله بن خلفان الرحبي
تعتبر صناعة قوارب الصيد الصغيرة التي عرفت قديما « الشاشة » من الصناعات الحرفية ذات أهمية كبيرة عند العمانيين قديما حيث أتخذ من جريد النخيل ومن سعفها وخاماتها مواد اساسية لإنتاج عدة نماذج بأحجام مختلفة حيث شكلت مهارته وهو يداعب تلك المواد شكلت لوحة رائعة لصناعة هذه القوارب التي باتت تصنع بنماذج وأشكال مميزة يقتنيها الجميع كهدايا تذكارية
حرفة
الحرفي خميس بن خلفان الشيزاوي من ولاية شناص أتقن حرفتة و الشاشة وهو قارب صغير يتسع لأربعة أشخاص و يميز هذه القوارب أنها ضد الغرق مهما واجهت من أمواج وعواصف وتقلبات بحرية، إذ تدخل المياه من بين الجريد وتخرج ويظل القارب طافياً على سطح المياه، عكس القوارب المصنعة حالي التي تمتلئ بالمياه فور تعرضها لأي خطر، وتختلف أحجام القارب حسب الغرض من استعماله، فمنها ما يصل طوله إلى 13 ذراعاً، وأصغره تسع أذرع، ويسع الصغير فردين والكبير أربعة أفراد.
مراحل
وأوضع الوالد خميس الشيزاوي إن صناعة الشاشة تمر بمراحل كثيرة، تبدأ بوضع جريد النخيل في المياه لمدة 15 يوم ،ً وبعد إخراجه ينظف من الخوص والأشواك ليصبح أكثر مرونة في التشكيل والتصنيع، وتصنيع القارب الكبير يستغرق أربعة أيام، ويعمل عليه ثلاثة أفراد، ويصل عمره الافتراضي إلى أربعة أعوام إذا جُفف في الشمس بعد كل رحلة صيد، وأضاف أنه قديماً كان يوضع الكرب في قاع القارب )الجزء السميك من جريد النخيل(، ليساعد القارب على الطفو والاستقرار على وجه المياه، أما اليوم فاستبدل بمادة الفلين وبهذا يصبح القارب أخف وزناً، ويستطيع حمل عدد أكثر من الأفراد،ويجري ربط الجريد ببعضه في عملية بناء القارب بواسطة حبل مصنوع من ليف النخيل، وحديثاً تستخدم حبال بلاستيكية، ويوضع جريد النخيل بشكل متلاصق عبر تمرير الحبل داخل عصي الجريد، إضافة إلى شده بالحبال في مواضع كثيرة للحفاظ على الجريد متلاصق ،ً وتثبت جوانب الشاشة وقاعها وظهرها المصنوع أيض من جريد النخيل.
منتجات
ويذكر الشيزاوي هذه الحرفة علمتني أشياء كثيرة التي تعلمتها منذ الصغر حيث كان والدي يعمل على هذه الحرفة وركوب البحر، إضافة أنني أقول بصناعة منتجات منها المباخر والمحافظ والمكنسة « المخمة ،» وقال شاركت في محافل وفعاليات كثيرة آخرها في الشارقة، وسعادتي كبيرة أيضا بدعوتي من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية سنويا للتواجد بهذا المهرجان الأكثر من رائع .