الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2016-02-01
العصا عكاز التاريخ

العصا عكاز التاريخ

تاريخ الانسان مع العصي .. تاريخ قديم بدأ مع بداية الحياة عندما كان الانسان يعيش في الكهوف وكان يحمي نفسه من الحيوانات المفترسة بالعصي والاحجار .. اضافة إلى اعتماده عليها في أمور عديدة بعد ذلك مثل تحريكه لطعامه اثناء إعداده أو حمله لصيده ..


واشتهر الفراعنة باهتمامهم الكبير بالعصي لدرجة جعلتهم يحملونها معهم إلى مدافنهم وتميزت عصيهم بزينتها بالزخارف والتصاميم العديدة اضافة إلى تطعيمها بالمجوهرات المختلفة .. وفي القرون الوسطى ساد في المجتمعات الاوربية حمل الصولجان حيث كان الأباطرة دائم يمسكون بالصولجان في ايديهم اليمنى اما من هم اقل شأناً فكانوا يحملونه في اليد اليسرى.


يوجد في غالبية دول العام، حاليا، مصانع وورش متخصصة في صناعة العصي، بكافة أغراضها واستخداماتها. وهي إما بقيت في نمط صناعات حرفية تراثية تقليدية، بشكل مصانع متطورة ذات المكننة الحديثة. مثل تلك الموجودة حاليا في عدة دول أوروبية وفي أميركا.

ونرى ان صناعة العكازات )العصي(، بقيت في عدة دول عربية، مهنة تحوز خصوصيات، فهي، وباستثناء تلك المخصصة لأغراض طبية، تتسم بانها حرفة تراثية زاخرة بتقاليد وأدوات الماضي، وبالارتباط بقصص وطقوس وعادات المجتمع الضاربة في القدم، فهناك أسواق وورش حرفية متخصصة بها في السعودية ودمشق وعمان وغيرها من الدول العربية. وما زال يوجد حرفيون معروفون وذائعو الصيت يشتغلون بها، إذ يتميزون بقدرات فنية عالية في عمليات تزويدها بزخارف وتطعيمات نحاسية فريدة. وأيضا بأشكال نحتية متنوعة ) طيور ، وحيوانات مفترسة(.


لطالما كان الرجل العماني يهتم بالأدواة التي تدل على هيبته ومكانته، فكانت العصا جزء من هذا الحضور الآسر في العديد من المناسبات، ولها تايخ طويل تحدث عنه الأصالة بمفاهيم العراقة العمانية.


كيفية صناعة العصا العمانية:
نبدا اولا باختيار أنواع الخيزان او العتم، ثم نثوم بتنظيف تلك الأعواد لإزالة الشوائب وصقلها باستخدام السكين والمبرد، حتى تصبح ملساء خالية من الشوائب. اما المرحلة التالية فيتم طلاء العصي بمعجون الحناء العماني الذي بضاف إليه مسحوق الليمون المجفف وبعض الأعشاب لزيادة ثبات اللون. ويتحكم الحرفي باللون المطلوب بناء على عدد مرات الطلاء، ففي المرة الأولى تعطي الصبغة لونا أشهب ومع تكرار العملية يصل اللون الأسود الداكن. وفي كل مرة تترك العصا لتجف عدة ساعات. بعد ذلك يتم سقي العصا بمحلول الزيت الدافئ عبر غمر أسفل العصا في قنينة من الزيت وإغلاق فوهتها بعجينة التمر، وقلبها رأسا على عقب، ثم يقوم الحرفي بشفط وسحب الزيت عبر فتحات ومسامات العصا المجوفة من الداخل، حتى يخرج الزيت من عكفة العصا. ويبقى الزيت في أنسجة العصا لعشرات السنين حيث يساعد على مرونتها وميحميها من الكسر والتلف، وبعد تلك العملية يتم عمل العكفة للعصا الصلبة مثل العتم المستخرج عادة من أغصان وعروق سجرة العتم التي تنمو في الجبل الأخضر وفي بعض قرى وادي مستل بنخل، أو الحنية بالنسبة للخيزران ، ويتم عملها بدرجات مختلفة حسب رغبة الزبون، حيث تتعدد الحنيات المتعارف عليها محليا، فهناك الحنية الصورية التي تقاس فتحتها شبه الدائرية بمعدل أصبعين إلى ثلاثة أي ما يقارب بوصتين ونصف، والباطنية والعربلية بمعدل ثلاثة أصابع والحنية الداخلية بمعدل أربعة أصابع. أما بالنسبة لعكفة العتم، فتسمى أحيانا العكازية، وتمتاز عصا العتم بصلابتها وطول عمرها.


وأخيرا يقوم الحرفي بتزيين العصي بالنقوش والفضيات وباستخدام آلة خاصة لعمل الثقوب الدقيقة على سكل المرسوم على العصا كالخنجر مثلا، ثم يقوم بأدخال مسامير الفضة وطرقها، ثم تلميعها. كما تم تطوير العصا مؤخرا بإضافة تغاليف الفضة على قبضتها مع وضع حجر كريم في مقدمة الحنية كالزمرد أو الفيروز أو العتيق أو العقيق لتعطيها لمسة جمالية خلابة.