الفروسية
أنماط التغذية لدى الخيول
- فن التغذية:
تعتبر تغذية الخيول فناً وعلم بذات الوقت، فالفن يتضمن معرفة الاحتياجات الغذائية لكل حصان، والعلم هو العمل على تحضير توليفة من المكونات العلفيّة المتوافرة بأفضل الأسعار؛ لتفي بكافة الاحتياجات الغذائية التي تتطلّبها كل مراحل العمر والإنتاج المختلفة. ويعتبر الغذاء من أهم العوامل البيئية تأثيراً على الخيول، وما لم نعتني بتغذية الخيول فلا يمكن أن تبلغ هذه الحيوانات أقصى مدى ممكن من طاقتها التناسلية للتكاثر والنمو، وبناء هيكل جسمها، وما يترتب على ذلك من جمال الشكل، وزيادة سرعتها، ولياقتها البدنية.
إن برنامج تغذية الخيول يبنى أساس على جودة النوعية وليس على رخص العليقة، والعبرة دائماً بالنتائج والتي هي أهم بكثير من تكلفة كيس العلف، وهذا يتضح من نجاح كثير من المربين والاسطبلات، التي تستخدم الأسلوب العلمي في التغذية من توفير كافة الاحتياجات الغذائية .ومن هذا يتضح أيضاً مدى تأثير الغذاء والتغذية كقوة خلاقة في تطور ونمو الخيول، ولهذا فقد ارتفعت أصوات مربي وهواة تربية الخيول مطالبة باتباع الأساليب الفنية والعلمية؛ لتحسين وتطوير أداء أعلاف الخيول؛ نظراً للأسباب التالية :
- افتقار التربة الزراعية بالمنطقة للعناصر الغذائية، والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على القيمة الغذائية للنبات، ويكون ذلك دون أن يشعر المربي بنقص هذه العناصر في الأعلاف الخضراء؛ وبالتالي تؤثر سلباً على الخيول التي تتغذى عليها .
- التغذية التقليدية (شعير، دريس، حبوب) فقيرة في القيمة الغذائية، وغير كافية من ناحية الكمية، والنوعية؛ لتغطية المتطلبات اللازمة من بروتين، وطاقة وفيتامينات، وأملاح معدنية.
- وضع الخيول في اسطبلات، وغرف ضيقة، وعدم خروجها للرعي، أو عدم التعرض لأشعة الشمس، وما يترتب على ذلك من مشاكل تغذية، ونقص في بعض الفيتامينات وخاصة فيتامين د .
- إلى وقت قريب كانت معظم مشاكل تربية الخيول من أرجل ضعيفة ملتوية، وتضخم المفاصل وتورمها، تعزى إلى فشل تركيب الحداوي، كذلك تضخم الرأس، وتورم الجبهة لأسباب غير محددة ) منها فشل في الدورة الدموية(، ولكن تبين بعد فترة أن كثيرا من هذه الحالات غير الطبيعية تكون أسبابها غذائية، كما أن معظم المشاكل الهضمية والمعوية )مغص، إسهال، نفاخ ( السبب الرئيس لها هو طرق التغذية غير السليمة كنقع الشعير.
- أهمية التغذية السليمة :
المحافظة على بقاء الحيوان على قيد الحياة، دون مشاكل صحية أو انخفاض بالوزن.
• النمو هو أساس العملية الإنتاجية والمؤشر على نجاح أو فشل الإنتاج مستقبلاً .
- التناسل والرضاعة:
- الفرس الصغيرة الحامل تحتاج لمقررات غذائية إضافية من البروتين والمعادن والفيتامينات، أزيد من مثيلتها في حالتها العادية، وكذلك المرضعة .
- بالنسبة للفحول فإن إنتاج الحيوانات المنوية ونوعية السائل المنوي ترتبط بطريقة التغذية وكمية الدهن المترسب، والتي قد تؤدي بالحصان إلى العقم الدائم أو المؤقت في حالة التغذية السيئة، ذات المحتوى العالي من الطاقة .
- معلومات عن عملية الهضم في الخيول:
- نظراً لأن الخيول وحيدة المعدة (تفرز المعدة بعض الأنزيمات التي تحلل البروتين والدهون جزئي )، كذلك صغر حجمها ومرور الغذاء بداخلها بسرعة فإن تناول كمية كبيرة في الوجبة الواحدة، خاصة المواد العلفية الخشنة قد يسبب صعوبة في التنفس، ولهذا ينصح بتقديم وجبات على دفعات 3- 4 وجبة علف مركز، يسبق العلف الخشن؛ لمنع اضطرابات القناة الهضمية، كما أن القناة الهضمية المليئة بالدريس تعرقل القيام بالأعمال الصعبة ذات الأداء العالي، فيجب إعطاء الدريس أثناء الليل، وبالنسبة التالية ( ¼ الكمية صباحاً + ¼ ظهراً ½ + مساء).
- يحتوي الأعور على السوائل، حيث يتم فيه الهضم والتخمّر وتصنيع بعض الفيتامينات وامتصاص المواد الغذائية. كذلك القولون الكبير يتم فيه استمرار عملية الهضم والامتصاص، أما القولون الصغير فتبدأ فيه عملية تكوّن الروث.
- يجب تغذية الخيول على نوعية أعلاف تحتوي على أقل كمية من السليلوز من النوع سهل الهضم؛ نظراً لعدم مقدرة الخيل على هضم أكثر من 30 % من السليلوز الموجود في المواد العلفية.
- تتميز أعلاف أراسكو للخيول بأنها تحتوي على مصادر متنوعة ومتعددة من مواد العلف؛ لتعويض النقص في إحدى المكونات فمث اً هناك نقص في بعض الأحماض الأمينية في أنواع من الأعلاف عن الأخرى، وهذه الأحماض هي أساس بناء البروتين، ونقصها يسبب ضعف بناء الجسم والإنتاج بصفة عامة، ويمكن التغلب على هذا النقص باستخدام أعلاف أراسكو.
- كذلك هناك تخوّف من حصول بعض حالات التسمم البروتيني، والذي يحدث بسبب التغذية على عليقة مرتفعة البروتين (جزء من البروتين؛ لبناء الجسم وتعويض الأنسجة، وجزء آخر يتحول إلى طاقة )مصدر طاقة مرتفع الثمن(، والمتبقي يخرج عن طريق الكلى؛ مما يسبب مشاكل في الجهاز البولي، وحدوث تسمم للحصان).
- الأملاح المعدنية :
- تعد ذات أهمية كبيرة في تغذية الخيول، وذلك لتزويد الجسم بالمواد الهيكلية اللازمة لنمو العظام والأسنان والأنسجة، كما أنها تنظم العديد من العمليات الحيوية بالجسم، ونقص المعادن يؤدي إلى قلة النشاط والحيوية وضعف النمو وعدم الاستفادة من الغذاء بشكل جيد وانخفاض الإنتاجية، والنقص غير الشديد يسبب زيادة الخسارة دون ملاحظتها، إلا إذا تطورت حالة النقص وأصبحت خطيرة تهدد مستقبل الخيول أو العملية الإنتاجية بصفة عامة، مثل: زيادة معدل النافق، أو انخفاض نسبة الإخصاب، أو قلة التناسل، وما يصاحب ذلك من الضعف العام والوهن وخاصة الأفلاء الصغيرة، التي يتراوح عمرها بين السنتين إلى الأربع سنوات، وعدم قدرتها على الاستمرار في السباقات، وعدم المثابرة على الأعمال عالية الأداء .
- يجب توافر المعادن النادرة، مثل: سلينيوم، موليبدنم، كوبالت، نحاس، حديد، كبريت، زنك، وكذلك الفيتامينات أ، د، ه، ك، ج، ومجموعة ب في العليقة؛ لتفي بكافة احتياجات الخيول .