وجهتنا لهذا العدد ستكون نحو الشويمية بمحافظة ظفار. تتألف محافظة ظفار من 10 ولايات، وهي: صلالة، وثمريت، وطاقة، ومرباط، ورخيوت، وضلكوت، وسدح، وشليم وجزر الحلانيات، ومقشن، والمزيونة. تقع الشويمية في ولاية شليم وجزر الحلانيات، وتجمع بين البيئة البحرية والجبلية والصحرواية في آن واحد، ولها تأثير اقتصادي كبير على السلطنة من حيث مخزون النفط وما تملكه من ثروة بحرية كبيرة وتجارة اللبان، وتبعد حوالي 310 كم عن المركز الإقليمي صلالة، يحدها من الجنوب ولاية سدح، ومن الشمال ولاية الدقم، ومن الغرب ولاية مقشن، وهي مطلة على بحر العرب من ناحية الشرق.

تمتاز الشويمية بهدوئها الجميل، وهوائها العليل، ونعومة شوطئها البيضاء، وبحرها الرائع ذي الصيد الوفير، وأجمل ما تكون هذه المنطقة في أشهر الصيف حيث الجو البارد المريح، وموقعها متميز حيث إنها محصورة تحت سلسلة مرتفعات وجبال تدخل إليها عن طريق منحدر لتجد أرضا منبسطة على ساحل رملي ساحر بالهدوء تكثر فيه الطيور ولا تسمع إلا صوت أمواج البحر وصفير الهواء.

لا يتجاوز عدد السكان في هذه القرية الألف نسمة، ويوجد بها مدرسة حكومية واحدة ويبلغ عدد طلابها مائة وأربعين طالبا وطالبة، ويوجد بها عدة آبار ماء صالحة للشرب يعتمد عليها سكان المنطقة، ويتميز سكان منطقة الشويمية بالتواضع والبساطة وكرم الضيافة.

لمحبي الصيد فعادة ما يكون موسم الصيد محددا ما بين شهر أكتوبر وشهر مايو، في حين يكون البحر هائجا ما بين شهر يوليو وشهر سبتمبر؛ لكون المنطقة مفتوحة على المحيط الهندي. يعتمد سكان القرية على صيد الأسماك ثم بيعها على الساحل للشركات المصدرة لهذه الأسماك داخل السلطنة وبعضها إلى خارجها، مثل: دبي، وإيطاليا، وفرنسا، وتكون أسعارها رخيصة جدا مقارنة بالأماكن الأخرى من العالم.

يجوب بحرها أعداد كبيرة من الدلافين والحيتان وتراها تطفو فوق سطح الماء ومن السهل الاقتراب منها؛ لذا ننصح جميع محبي الصيد بالسفر لهذه المنطقة والتمتع بها.

تتمتع الشويمية بطبيعة خلابة ومياه صافية ورمال ناعمة، وتعتبر من أهم الجزر التي يحرص السياح الأجانب على زيارتها للاستجمام، مشيرين إلى أن صفاء المياه بالجزيرة يسمح بعملية الغطس في عدة مناطق فيها، بالإضافة إلى وجود عدة مناطق للغوص ويحرص السياح على الغطس بها، كما يوجد بها عدد كبير من حيوانات الدلافين الذي يفضل السائحون مشاهدتها أثناء عمليه الغطس (السنوركل)،  وتجد في الشويمية من يسهل لك رحلتك من المسكن وإعداد الطعام وتجهيز القارب والثلج وجميع مستلزمات الرحلة، وكذلك من يرافقك للاستدلال إلى الأماكن الأكثر والأوفر صيدا، ويتوافر في الشويمية متطلبات الحياة الأساسية مثل المستوصف ومحلات البقالة وبعض محلات الكماليات المتناثرة وبها مصانع عدة لتثليج الأسماك وتغليفها.