الرئيسية

الأبواب

وجهات سياحية

وجهات سياحية

التاريخ: 2015-08-01
خور روري

خور روري

في مدينة ظفار وعلى الشريط الساحلي بين ولاية طاقة وولاية مرباط يقع خور روري، حيث يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد على حسب الدراسات الأثرية، وقد كشفت الحفريات الأثرية عن وجود مستوطنة كبيرة على النمط العربي الجنوبي بفنها المعماري المميز، بينما تشير نقوش الكتابات العربية والعم ات المعدنية إلى تسمية الموقع بسمهرم تعود إلى القرن الأول الميلادي.


يبعد خور روري أو سمهرم الواقع في محافظة ظفار حوالي 30 كم تقريبا عن مدينة صلالة، وهوعبارة عن خور مستطيل في نهاية وادي سد منفذه إلى البحر بكتلة رملية خلفها الماء نحو البر بمسافة ميل، وقد أُضيف إلى قائمة مواقع التراث العالمي في 1988 م. كانت سمهرم محطة استراحة للقوافل المتوجهة إلى الهند، وبنيت من قبل ملك مملكة حضرموت «إلعزيلط » ( إيل عز يلط ) في القرن الأول ق.م.


كان ميناء سمهرم من أهم الموانئ المشهورة في جنوب شرق الجزيرة العربية في تجارة اللبان منذ أقدم العصور التاريخية، وأشارت النصوص اليونانية القديمة إلى أن ميناء خور روري هو ميناء موشكا يعود إلى الفترة ما بين القرن الأول والثاني المي ادي، وكان هذا الميناء هو الميناء الرئيس لتصدير اللبان في ظفار حتى القرن السادس المي ادي، وقد ازدهرت هذه المدينة عبر التاريخ، وشغلت بالعالم القديم بحاصلاتها التجارية، وصارت همزة الوصل بين الموانئ الآسيوية والإفريقية، واكتسبت من جراء ذلك شهرة عالمية، وعرفت بنعوت وأسماء مختلفة، مثل: موشا، أو موجا، أو موشكا، وبونت، وسمهرم، وميناء البخور والعطور، وخور روري، والاسم الأخير اسم الشهرة عند أهل ظفار في عصرنا الحاضر. وللمدينة آثار باقية شاهدة تدل على عظمة حضاراتها وازدهازها في وقت مبكر من الزمن.


أثبت الحفريات والمعثورات الأثرية أن سمهرم أو منطقة خور روري كانت مزدهرة بسكانها، وتعود إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي.


وتشير البقايا المعمارية إلى نظام التحصين فيها في معابدها والمساكن ذات الطوابق المتعددة، ومخازن اللبان، وبنقوشها الكتابية بالمسند العربي الجنوبي والمباني العامة والخاصة داخل سور المدينة وخارجها، وبمكتشفاتها التي تثبت ثراء المدينة. بنى السكان منازلهم بالحجارة الجيرية المتراصة بطريقة محكمة، وتميزت المساكن بفن معماري جميل، ولها سور وعدة بوابات وأبراج مربعة، وتم الكشف داخلها عن خمسة ألواح حجرية كتبت بالأبجدية العربية الجنوبية تصف تأسيس المدينة، وذكرت هذه الكتابات اسم الملك إيلاذ ملك، ويستدل منها على أن المدينة بنيت بهدف تأكيد السيطرة على تجارة اللبان والبخور الذي يجمع في الموقع، ويصدر للخارج في فترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والأول المي ادي، كما تم الكشف عن آثار معبد قديم شيد في وسط الجانب الشمالي من المدينة، وعثر على جدرانه الثلاثة، وعلى مذبحين ونحت بارز لثور على أحد المذبحين، مما دل على أن الإله الذي شيّد لأجله المعبد هو إله القمر؛ لكون الثور يمثل في الديانة الحميرية إله القمر، كما وجد حول المذبحين آثار رماد للقرابين المقدمة، وتشتمل على بقايا عظام السمك والمواشي والطيور كالدجاج، وأيض بقايا قليلة من اللبان، ومن المعثورات الأثرية تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي، وتمثال غير مكتمل لفتاة أرخ للقرن الثاني المي ادي، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية، وختم من البرونز يحمل سطرين من الكتابة باللغة القديمة.